بعد تلويحه بإقامة منطقة حظر جوي شرقي سوريا وإنهاء أستانة.. جيفري يبدأ جولته الثالثة من أنقرة

واشنطن ـ راديو الكل 

بدأ المبعوث الخاصّ لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن سوريا السفير جيمس جيفري، جولةً في المنطقة تقوده إلى كل من تركيا والأردن وتستمر حتى 14 من الشهر الحالي، مستبقاً هذه الجولة برئاسة اجتماعات للمجموعة الدولية المصغرة حول سوريا في واشنطن بمشاركة هيئة التفاوض، وبإطلاق موقفين لافتين؛ الأول: التلويح باستنساخ سيناريو العراق وإقامة منطقة حظر جوي شمال شرقي سوريا. والموقف الثاني: التهديد بإنهاء مسار أستانة إذا لم تشكّل لجنة صياغة الدستور قبل 14 من الشهر الحالي موعد استماع مجلس الأمن الدولي لتقرير من المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا حول الملفات السورية.

وتأتي جولة المبعوث الأمريكي جيمس جيفري الثالثة منذ تعيينه في آب الماضي غداة اجتماعات للمجموعة الدولية المصغرة حول سوريا عقدت في العاصمة واشنطن برئاسته، وخلصت إلى نتائج من أبرزها تنفيذ عملية سياسية في سوريا ترعاها الأمم المتحدة ويقودها السوريون، وكفيلة أن تفضي إلى نهاية سياسية وسلمية دائمة للنزاع وبالموافقة على بيان المبعوث الأممي ديمستورا بشأن اجتماع أستانة الأخير، الذي تضمن الحفاظ على التهدئة بإدلب وتحديد الموعد النهائي لعقد اللجنة الدستورية السورية في الـ 31 من الشهر المقبل.

وبحسب بيان للخارجية الأمريكية، فإن السفير جيفري سيبحث مع المسؤولين في تركيا تطورات القضية السورية، وسيشكل مع الجانب التركي مجموعة عمل رفيعة المستوى حول سوريا.

وتعول المعارضة على التحركات الدبلوماسية الأمريكية التي تقول: إنها تأتي في إطار بلورة الولايات المتحدة استراتيجيةً جديدة للقضية السورية، ويقول الدكتور يحيى العريضي المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية.

وكان جيفري ألمح في تصريحات قبيل بدء جولته الثالثة بتنفيذ واشنطن الاستراتيجية التي طبّقتها ضد العراق في سوريا بما في ذلك إقامة منطقة مراقبة في شمال شرقي سوريا.

ويرى الدكتور طلال مصطفى الباحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، أن تحذيرات واشنطن جدية، وأنها عازمة على التوصل إلى حل سياسي.

ورفض جيفري الاتهامات الموجّهة إلى الولايات المتحدة من قبل روسيا بالسعي إلى تقسيم سوريا، ويقول جيفري: إن الوجود الأمريكي في سوريا هو في إطار تفويض منحه الكونغرس للبنتاغون بشأن محاربة الإرهاب بعد هجمات 11 أيلول.

ويقول الدكتور يحيى العريضي: إن الولايات المتحدة تربط خروجها من سوريا بتقدم العملية السياسية.

وتدفع الولايات المتحدة في تحركها الدبلوماسي الذي يقوده الآن المبعوث الأمريكي جيمس جيفري باتجاه حل سياسي نهائيّ للوضع في سوريا كما يقول الدكتور طلال المصطفى.

ويرى مراقبون، أن جولة السفير جيفري الحالية تأتي في إطار حشد موقف موحد تبلور في اجتماعات المجموعة المصغرة قبل تقديم المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا آخر إيجازاته إلى مجلس الأمن في 14 من الشهر الحالي؛ وهو الموعد الذي حددته واشنطن للاتفاق على اللجنة الدستورية وهددت بإنهاء مسار أستانة ـ سوتشي إن لم ينفّذ في هذا الوقت، بينما يأتي حديث الخارجية الأمريكية عن أن السفير جيفري سيعمل مع المسؤولين الأتراك خلال جولته الحالية إلى تشكيل مجموعة عمل رفيعة المستوى بشأن سوريا ليعطي دفعاً إضافياً لجهود الحل السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى