اجتماع أمني حول عناصر داعش من الدول الغربية المعتقلين شرق الفرات يخفق في التوصل إلى قرار موحد

راديو الكل ـ تقرير

أخفق وزراء ومسؤولون دفاعيون وأمنيون من 13 دولةً في التوصل إلى قرار بشأن مصير نحو سبعمئة إرهابي من تنظيم داعش يحمل عدد منهم جنسية هذه الدول ومعتقلين في مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من قوات التحالف الدولي، وذلك خلال اجتماع عقدوه قرب العاصمة الكندية أوتاوا.

ودعت الولايات المتحدة الدول التي يتبع إليها معتقلون من تنظيم داعش لدى قوات سوريا الديمقراطية إلى استعادتهم؛ لأنه ليس بمقدورها الاستمرار باعتقالهم على المدى الطويل بحسب ما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، بينما ذكر وزير الدفاع الكندي، هارجيت ساجان، أن مصير ‏نحو 700 مقاتل أجنبي معتقلين في سوريا ستحدده البلدان التي ينحدرون منها‎ بحسب آليات خاصة بها.

ويعد الاجتماع العسكري والأمني الذي شاركت فيه 13 دولةً من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والمخصص لمناقشة مصير عناصر داعش التي تنتمي إلى هذه الدول وتقاتل في سوريا.. من الاجتماعات النادرة التي يعلن أو يصرح عنها.

وترفض الدول الأجنبية إعادة مواطنيها من عناصر داعش المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية والذين ينحدرون من نحو 40 بلداً، في حين قالت مصادر محلية قريبة من هذه القوات: “إن بعض الدول لا ترغب في تسلّم مواطنيها الدواعش وتطلب منا أن نقتل الأسرى الموجودين لدينا، وهذه مشكلة نواجهها، على العالم أن يعلم جيداً بأننا لا نقتل أحداً”.

ولم تدع روسيا إلى اجتماع “أوتاوا”، لكنّ لها العدد الأكبر من المتشددين في سوريا، إذ تقدّر مصادر صحفية روسية عددهم بنحو 5 آلاف، بينما تقول شركة الاستشارات الأمريكية “سوفان”: إن عددهم يبلغ 3417 ويتصدرون المشهد، في حين جاءت السعودية في المركز الثاني (3244)، ثم الأردن (3000) في المركز الثالث، تليها تونس (2926)، ثم فرنسا (1910).  

وقدّرت فيرا غوريفا مفوضة شؤون العدل لدى الاتحاد الأوروبي عدد الذين يحملون جنسيات أوروبيةً ويقاتلون إلى جانب داعش بنحو 6 آلاف شخص من بينهم نحو 600 ألماني و 700 بريطاني، في حين تقدّر الولايات المتحدة عدد الأمريكيين بنحو 200 شخص.

ولا توجد إحصاءات رسمية حول قتلى داعش في سوريا إلا أن مصادر صحفية تحدثت عن أن عددهم تجاوز 100 ألف في سوريا والعراق، انتهى أغلبهم في حفر جماعية، من بينهم نحو 5 آلاف من الجنسية الروسية.

وشهدت عدة بلدان عودة أعداد قليلة من الذين انضموا إلى داعش إليها، وقالت تتيانا موسكالكوفا، مفوضة حقوق الإنسان لدى الرئاسة الروسية: إن أكثر من 1000 مواطنة روسية غادرن مع أزواجهن الذين التحقوا بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، تقدمن بطلبات مساعدة للعودة إلى وطنهن.

وتنقل رويترز في تقرير لها عن أقارب إسلاميين ومسؤولين حاليين وسابقين، أن موسكو أرادت التخلص من خطر الهجمات الإرهابية في الداخل لذلك غضّ مسؤولو المخابرات والشرطة الطرف عن مغادرة الإسلاميين المتشددين للبلاد. وتقول بعض المصادر: إن السماح للمتشددين بمغادرة روسيا كان خياراً مريحاً للمتطرفين وللسلطات على حد سواء. فقد قاتل الجانبان بعضهما بعضاً في منطقة شمال القوقاز ذات الأغلبية المسلمة ووصلا إلى طريق مسدود.

وشهدت سوريا بعيد انطلاق الثورة السورية ومع بدء النظام بقمع الاحتجاجات السلمية، أكبر تجمع لمقاتلين متشددين قدموا من دول أوروبية وعربية وروسيا، وأشارت وثيقة نشرتها صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية إلى دور بشار الأسد في نشأة “تنظيم داعش”.

وتقول الوثيقة: إن الأسد حاول بدايةً استمالة زعماء الدول الغربية من خلال ربط الانتفاضة السورية التي قامت ضده بالجماعات الإرهابية. وعندما أخفق مخططه أطلق سراح السجناء الإسلاميين المتطرفين الذين شاركوا في قتال الولايات المتحدة في العراق. ثم شنت هذه الجماعات المتطرفة هجمات زائفةً ضد منشآت حكومية، ليتمكن بشار الأسد من تبرير ممارساته ضد الشعب السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى