ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ راديوالكل

ليست روسيا قادرةً على إغضاب تركيا، من دون تفاهم استراتيجي مع أمريكا، وليست أمريكا قادرةً على التخلص من بشار الأسد من دون صفقة كبيرة مع موسكو كما يقول ميشيل كيلو في العربي الجديد. ومن جانبها نشرت الجريدة الكويتية خبراً نقلاً عن مصادر دبلوماسية في طهران مفاده أن الإيرانيين مصرّون على إبقاء وجود عسكريّ دائم لهم أو لحلفائهم على الأراضي السورية. ونشرت مجلة “أتلانتيك” تقريراً حول التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في محاربتها إيران في سوريا.

وفي العربي الجديد كتب ميشيل كيلو تحت عنوان “خيارات روسية”.. انتهى الإنجاز العسكري الروسي في سوريا بانتصار ميداني لا شكّ فيه، لكنه، ويا للغرابة، انتصار لم يوفّر أوراقاً سياسيةً تستطيع موسكو بواسطتها ممارسة ضغوط فاعلة على أمريكا التي أنهت دعمها لها، وقرّرت التحكم بالمآل النهائي للصراع عبر ورقتين: الامتناع عن تمويل إعادة الإعمار من دون مقابل سياسي، يتصل بطبيعة النظام القادم الذي يجب أن تكون لها الحصة الكبرى، والتمسّك بالقرارات الدولية التي ليس تطبيقها في مصلحة بشار الأسد، أو يجافي مصالح الشعب السوري ومطالبه.

ليست روسيا قادرةً على إغضاب تركيا، من دون تفاهم استراتيجي مع أمريكا. وليست أمريكا قادرةً على التخلص من بشار الأسد، من دون صفقة كبيرة مع موسكو، هي اليوم ورقتها الأقوى التي ستفتح لها المداخل التي تأخذها إلى ما خطّطت له: حكومة وحدة وطنية، ولكن من دون بشار، وإنتاج نظام سوريّ وإقليمي جديد، لا يفنى فيه الغنم الروسي أو يموت الذئب الأمريكي.

ونشرت الجريدة الكويتية نقلاً عن مصادر دبلوماسية في طهران، أنّ النظام يرفض منح قواعد عسكرية لإيران في سوريا على غرار القاعدتين الروسيتين الدائمتين في اللاذقية وطرطوس، غير أن الإيرانيين مصرّون على الضغط لإبقاء وجود عسكريّ دائم لهم أو لحلفائهم على الأراضي السورية.

وذكر المصدر لمراسل صحيفة «الجريدة» الكويتية، أن النظام بات بين فكّي كمّاشة روسية ـــ إيرانية؛ إذ إن موسكو تضغط عليها لرفض إنشاء مثل هذه القواعد، وترى روسيا أن ذلك يشكل تهديداً لأمن إسرائيل، ويمكن أن يثير غضب الولايات المتحدة، ولذا يحتمل قيام الإسرائيليين أو الأمريكيين بمهاجمة القواعد الإيرانية، وانتهاك سيادة الأراضي السورية.

كما تعدّ موسكو أن إعطاء إيران تلك القواعد سيكون مبرراً لتركيا والولايات المتحدة لتأسيس قواعد مماثلة في سوريا.

وبحسب المصدر، فإن النظام أبلغ الإيرانيين مراراً بأن الظروف الحالية لا تسمح لها بمنحهم قواعد مستقلة، وأنه عرض بدلاً من ذلك فتح قواعده العسكرية لهم على أن تعيد تقويم الموقف بعد انتهاء الأزمة الحالية.

ونشرت مجلة “أتلانتيك” تقريراً حول التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في محاربتها إيران في سوريا قالت فيه: إن العديد من المسؤولين الأمريكيين يرون أن استمرار نشر القوات الأمريكية سيزيد من قوة الولايات المتحدة على طاولة المفاوضات التي تهدف إلى التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا.

وفي حين يرى الكثيرون أن انسحاب القوات الأمريكية المبكّر من سوريا سيكرر الخطأ نفسه الذي تم ارتكابه في العراق، يقدّم البيت الأبيض سبباً آخر لإبقاء القوات على الأرض وهو التصدي لإيران؛ إذ اتبعت الإدارة الأمريكية الخطوات نفسها عندما دقق الكونغرس في دعمها للتحالف على اليمن، إذ أشارت إلى أن الخطر ليس فقط من الحوثيين المرتبطين بإيران، بل أيضاً من تنظيمي “القاعدة وداعش”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى