هل تنجح واشنطن بتشكيل لجنة صياغة الدستور قبل نهاية العام الحالي؟

راديو الكل – تقرير
بحث مسؤولون من وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين مع رأس النظام في دمشق تشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق عملها، بعد لقاءات عقدوها في أنقرة تناولت هذا الملفّ الذي تدفع الولايات المتحدة بإنجازه قبيل نهاية العام الحالي موعد تقديم المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا إلى مجلس الأمن آخر تقرير له.


وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن وفداً روسياً يضم عدداً من المسؤولين الدفاعيين والدبلوماسيين من بينهم المبعوث الخاصّ للرئيس فلاديمير بوتين لشؤون التسوية السورية “ألكسندر لافرينتييف” ونائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي فيرشينين” ناقش مع بشار الأسد تطور الأحداث في سوريا وحولها بالتفصيل. وتم تركيز الاهتمام على مهمة تشكيل اللجنة الدستورية.


ويرفض النظام بحسب المبعوث اﻷممي إلى سوريا “ستيفان ديمستورا” أيّ دور للأمم المتحدة في اختيار “القائمة الثالثة” لتشكيل اللجنة الدستورية المنوط بها تعديل دستور البلاد؛ تمهيداً ﻹجراء انتخابات تحت إشراف اﻷمم المتحدة، بينما يقول: إن روسيا وإيران تتحفظان.


وتتألف اللجنة المقترحة لصياغة دستور جديد من (150) شخصاً، يختار النظام (50) منهم، و (50) آخرون تختارهم المعارضة، ويرفض نظام الأسد لائحةً تضم (50) شخصاً من ممثلي المجتمع المدني من المقرر أن تضعهم الأمم المتحدة.


وكان الوفد الروسي التقى للغاية نفسها في أنقرة، الثلاثاء الماضي، مسؤولين أتراك من بينهم نائب وزير الخارجية سادات أونال،
وبحث الجانبان تشكيل وإطلاق عمل اللجنة الدستورية بوصفه مرحلةً مهمةً للتسوية السياسية.


وفي موازاة الزيارة الروسية إلى تركيا، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع السفير الإيراني في موسكو مهدي سنائي ملف اللجنة الدستورية.


ويأتي الحراك الدبلوماسي الروسي على خط تشكيل اللجنة الدستورية بعيد التهديدات الأمريكية التي أطلقها المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري بإنهاء مسار أستانة ـ سوتشي إن لم ينجح في تشكيل اللجنة الدستورية، وقبيل آخر تقرير يقدّمه المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا أمام مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوع القادم.


وكان أونال رأس مع المبعوث الأمريكي الجديد جيمس جيفري اجتماع مجموعة العمل التركية الأمريكية في أنقرة، إذ أكد جيفري خلالها أنه لا يمكن لاستراتيجية أمريكا في سوريا أن تنجح من دون تركيا، خاصة ما يتعلق بهزيمة «داعش» وتقليص نفوذ إيران والدفع لحلّ سياسي.


وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان ديمستورا قد صرح الاثنين الماضي، أن العمل لا يزال جارياً لتشكيل اللجنة الدستورية قبل نهاية العام الجاري.


وأخفق مسار أستانة في التوصل إلى تشكيل لجنة صياغة الدستور التي أعطت قمة إسطنبول الرباعية موعداً لها حتى نهاية الشهر الحالي. في حين أكد المبعوث الأمريكي جيمس جيفري في وقت سابق لراديو الكل، أن الولايات المتحدة كانت فاعلةً في هذه القمة من خلال اتصالها مع الأطراف التي شاركت فيها وهي روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا.


واستبق جيفري جولته برئاسة اجتماعات للمجموعة الدولية المصغرة حول سوريا في واشنطن بمشاركة هيئة التفاوض وبإطلاق مواقف لافتة إزاء القضية السورية؛ من بينها: التهديد بإنهاء مسار أستانة إذا لم تشكل لجنة صياغة الدستور قبل 14 من الشهر الحالي موعد استماع مجلس الأمن الدولي لتقرير من المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا حول الملفات السورية، وباستنساخ سيناريو العراق وإقامة منطقة حظر جوي شمال شرقي سوريا.


ولوّح جيفري إلى تجميع الأوراق السياسية والتحشيد لدعم توجّه واشنطن بالعودة إلى مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة ووقف التعويل والتعاون مع مسار أستانة ـ سوتشي الذي وصفه جيفري بأنه مبادرة غريبة لم تستطع حتى الآن تشكيل لجنة صياغة الدستور.


وكشف نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض في الآونة الأخيرة عن سعي روسيّ لعرقلة تشكيل اللجنة الدستورية وسحب الرعاية الأممية لعملها، وقال: إنه تم طرح عدة طرق للانتهاء من تشكيل اللجنة على أن تكون شروطها شاملةً ومتوازنةً وتحوي مكونات الشعب السوري والكفاءات إلا أن روسيا وإيران عارضتا ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى