ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

لقاء البشير-الأسد ليس بالضرورة تعبيراً عن مزاج عربيّ متبدّل وليس مناسبةً من الممكن البناء عليها لاستشراف صعود صاعق للمسألة السورية داخل الأجندة العربية كما يقول محمد قواص في صحيفة العرب اللندنية. وفي الشرق الأوسط كتب نديم قطيش مقالاً تحت عنوان “هل يمكن الوثوق بالأسد؟”. وفي المدن كتب ساطع نور الدين مقالاً تحت عنوان “البشير والبشار.. وثالثهما بوتين”. وتحدثت التايمز البريطانية حول الموضوع نفسه في تقرير نشرته تحت عنوان “المستبد السوداني في سوريا للقاء الأسد في قمة “مرتكبي المجازر””.
وفي صحيفة العرب كتب محمد قواص تحت عنوان “البشير في دمشق بتوقيت موسكو”.. اهتاج إعلام النظام في سوريا لتغطية خبر وصول الرئيس السوداني عمر حسن البشير الأحد إلى العاصمة السورية للقاء زعيم النظام بشار الأسد. الحدث لافت استثنائي بالنسبة لدمشق، يستحق تعظيماً وتضخيماً وتفخيماً، على النحو الذي يوحي بأن في الأمر تحوّلاً قد يشي بأن النظام السياسي العربي، الذي جمّد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في تشرين الثاني 2011، يدلي بأعراض نقيضة ويتحضّر لانعطافة لا تشكل زيارة البشير إلا إرهاصاتها الأولى.
لا شك أن لحدث زيارة الرئيس السوداني إلى سوريا معاني لا يمكن إغفالها ولا التقليل من رمزيتها. غير أنّ لقاء البشير-الأسد ليس بالضرورة تعبيراً عن مزاج عربيّ متبدّل وليس مناسبةً من الممكن البناء عليها لاستشراف صعود صاعق للمسألة السورية داخل الأجندة العربية. فإذا ما كان للزيارة تفسير منطقي، فالأجدى في ذلك قراءتها داخل خريطة الدول المؤثرة مباشرةً في مسار سوريا ومستقبلها.
وفي الشرق الأوسط تحدث نديم قطيش في مقال تحت عنوان “هل يمكن الوثوق بالأسد؟”.. إن بشار الأسد سعى لإحداث جزء كبير من تناقضات المصالح الدولية في سوريا وتدرّج في تحويل السردية السورية من ثورة سلمية إلى ثورة مسلحة إلى مكافحة إرهاب، وصولاً إلى إعادة سوريا إلى لعبتها التقليدية، وهي الاستثمار في ريع الموقع الجغرافي والتقاطعات الدولية على ساحته.
تجربة الأسد تشي بأنه قد يكون أقرب إلى استثمار هذه الفرصة المتاحة انتقاماً ونكداً وكيداً. فليس قليلاً عدد المحاولات التي جرت في السابق لاحتواء النظام وإخراجه من أزمات سياساته، منذ الثمانينيات وحتى مبادرة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وثبت في كل مرة فشل المحاولة.
لا شيء يوحي أننا أمام معطيات مختلفة الآن، وأخطر ما في هذه اللحظة هو الإجابات المتسرعة، حول طريقة التعامل مع سوريا بشار الأسد.
وفي المدن كتب ساطع نور الدين تحت عنوان “البشير والبشار.. وثالثهما بوتين”.. إن اللقاء الدمشقيّ كان تحدياً روسياً جديداً للقوانين والأعراف الدولية، يشجع بقية الزعماء العرب على الاستخفاف بقيم العدالة ومحاكمها، وعلى الانضمام الى النادي الذي يطمح الكرملين الى تأسيسه من غلاة المتمردين العرب على الغرب او المختلفين معه. وأبواب العضوية مفتوحة لمعظم الزعماء العرب، الذين اهتزت تحالفاتهم التقليدية مع واشنطن أو بقية العواصم الأوروبية الغربية، وباتوا يشعرون بالقلق حتى بمجرد التفكير في زيارة أيّ من هذه العواصم.
وتحدثت التايمز البريطانية حول الموضوع نفسه وكتبت تحت عنوان “المستبدّ السوداني في سوريا للقاء الأسد في قمة “مرتكبي المجازر”” قالت فيه: إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير المتهم من قبل المحكمة الدولية بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، أصبح أول رئيس عربيّ يزور سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل نحو 8 سنوات.
ورجّحت الصحيفة استناداً إلى مصادر إعلامية، أن تكون الزيارة مندرجةً في إطار إعادة إدماج البشير والأسد في الساحة السياسية في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى