واشنطن تتعهد بمواصلة الضغط على النظام رغم قرار سحب قواتها من سوريا.. وروسيا تشكك

واشنطن ـ راديو الكل

تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة جهودها في الضغط على النظام رغم قرار سحب قواتها من سوريا. وفي حين أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن عملية سحب هذه القوات من سوريا قد انطلقت.. شككت روسيا بالتزام واشنطن بالقرار الأمريكي الذي جاء بالتزامن مع حشود تركية لتنفيذ عملية في شرق الفرات وقبل يوم من تقديم المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا تقريره الأخير إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية تعليقاً على قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا: إن بلاده ستواصل الاستخدام النشط للآليات العديدة والمتوافرة لدى جميع مؤسساتنا لمحاولة التأثير في نظام الأسد ومعاونيه الإيرانيين.
وأشار المسؤول الأمريكي، إلى حزم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بهذا الهدف على كلّ من النظام وإيران.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الدفاع الأمريكية “دانا دبليو وايت”، أن التحالف الدوليّ لمحاربة “داعش” حرر الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، لكن الحملة ضده لم تنته بعد.
وأضافت: “لقد بدأنا عملية عودة القوات الأمريكية إلى الوطن من سوريا، ونحن ننتقل إلى المرحلة التالية من الحملة”.
وشددت المتحدثة قائلة: “إنه ولأسباب تتعلق بحماية القوات وأسباب تتعلق بالعمليات، فإننا لن نقدّم المزيد من التفاصيل”.
وتابعت بالقول: “سنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا لدحر تنظيم داعش أينما كان”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان: إن الانتصارات على داعش في سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف الدولي أو حملته.
وذكر البيان، أن الولايات المتحدة بدأت بإعادة قواتها إلى البلاد “خلال انتقالنا إلى المرحلة التالية من هذه الحملة”.
وأكدت ساندرز، أن الولايات المتحدة وحلفاءها ما زالوا مستعدين “لإعادة الانخراط على جميع المستويات” للدفاع عن المصالح الأمريكية، وسيواصلون العمل معاً “لمنع الإرهابيين المتطرفين من السيطرة على أراض والحصول على تمويل ودعم أو أيّ وسيلة تمكنهم من اختراق حدودنا”.
وأشار مسؤول في الخارجية الأمريكية لوكالة “رويترز”، إلى أن إجلاء جميع موظفي وزارة الخارجية الأمريكية من سوريا سيتم خلال 24 ساعة.
وتقود الولايات المتحدة في سوريا منذ صيف عام 2014 قوات التحالف الدولي المناهض لـ”داعش” والذي يدخل ضمن تشكيلته أكثر من 60 دولة.
وحذر رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب الدوما الروسي، فلاديمير شامانوف، من “الاسترخاء” بعد تقارير عن توجيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالبدء في سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وفي تصريح صحفي، قال شامانوف: “هناك مثل يقول: نعيش أطول ونرى أكثر، وذلك أن الأمريكيين لا ينسحبون أبداً من مواقع سبق أن احتلوها، ويبتكرون حيلاً ما للبقاء”.
وذكّر البرلماني، بأن لروسيا وحلفائها في تسوية النزاع في سوريا تجارب سابقة” في هذا المجال.
من جانبه، لم يستبعد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ الروسي، قسطنطين كوساتشوف، أن تواصل الولايات المتحدة نشاطاتها في سوريا، بعد سحب عسكرييها من هذا البلد، عبر حلفائها.
وأخيراً كرّر أكثر من مسؤول أمريكي من بينهم المبعوث الأمريكي جيمس جيفري والمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إريكا تشوسانو، بأن الهدف العسكري لبقاء القوات الأمريكية في شرق الفرات والتنف هو القضاء نهائياً على تنظيم داعش، في حين أن الهدف الدبلوماسيّ هو انسحاب الميلشيات الإيرانية من سوريا وإنجاز الحلّ السياسي.
ويأتي القرار الأمريكي بالتزامن مع حشود تركية للبدء بعملية عسكرية ضد الإرهابيين في شرق الفرات، وقبل يوم من تقديم المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا تقريره الأخير إلى مجلس الأمن الدولي؛ بعد فشل اجتماعه بوزراء خارجية الدول الضامنة في جنيف أول أمس في التوصل إلى تشكيل لجنة صياغة الدستور، إذ حمّلت روسيا الولايات المتحدة المسؤولية في ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى