ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ راديو الكل

بانسحابها من سوريا تكون الولايات المتحدة رفضت التدخل ضد تركيا، وأعطت الأولوية لعلاقاتها مع أنقرة على حساب حلفائها في سوريا كما تقول صحيفة الغارديان البريطانية. وحول الموضوع نفسه كتب زاهد غول مقالاً في القدس العربي تحت عنوان “دلالات انسحاب القوات الأمريكية من سوريا”. وفي صحيفة العرب كتب خطار أبو دياب مقالاً تحت عنوان “الأكراد خاسرون دائمون في لعبة الأمم”.
ونشرت الغارديان تقريراً عن الانسحاب الأمريكي من سوريا قالت فيه: إن الولايات المتحدة رفضت التدخل ضد تركيا، وأعطت الأولوية لعلاقاتها مع أنقرة على حساب حلفائها في سوريا.
وأوضحت أن القضاء على تنظيم داعش، كان أولويةً للولايات المتحدة، التي أعلنت ذلك عبر مسؤوليها في وزارة الدفاع، إلا أن تحرك ترامب لسحب القوات من المنطقة يعدّ “خيانةً صارخة” لقوات سوريا الديمقراطية.
وأضافت أن الانسحاب الآن هو هدية لداعش، الذي يستطيع قادته القول: إنهم تمكنوا من الصمود ضد الوجود الأمريكي.
وفي القدس العربي كتب زاهد غول تحت عنوان “دلالات انسحاب القوات الأمريكية من سوريا”.. القراءة الأولى لقرار الانسحاب الأمريكي من سوريا تشير إلى تمييز السياسة التركية في التعامل مع المشكلة السورية في حالتين:
الأولى: وهي قضية ثورة الشعب السوري من دون أن تؤثر في الأمن القومي التركي، وذلك بدعم حقوق الشعب السوري في التغيير والإصلاح والديمقراطية من دون تدخل في شؤونها الداخلية ولا أراضيها الوطنية، وبقي ذلك خمس سنوات تقريباً.
الثانية: التعامل مع المشكلة السورية، وهي تشكل تهديداً للأمن القومي التركي، بغض النظر عن الجهة الداعمة لخطر حزب العمال الكردستاني على الشعب التركي، سواء كانت الجهة الداعمة إيران أو روسيا أو أمريكا أو غيرها، فالإصرار التركي على الدخول إلى الأراضي السورية عسكرياً لم يتعلق بالمرحلة الأولى، وهي ثورة سورية شعبية خالصة، وإنما تعلق بالمرحلة الثانية وهي تهديد للأمن القومي التركي، فكان قرار التحرك العسكري في درع الفرات وغصن الزيتون وما بعدها قراراً تركياً مصيرياً، لا تملك أمريكا أن تتجاهله، وهي الحليف الأول لتركيا ثنائياً وفي الناتو، واضطرت على إثره إلى ترك أرض المعركة لتصبح شأناً إقليمياً وليس أمريكياً، آخذين بعين الاعتبار أن أمريكا زوّدت قوات سوريا الديمقراطية بذخائر وأسلحة تكفي لحرب أشهر أو أكثر، وهذا ما يحمّل الإدارة الأمريكية مسؤوليةً أكبر من الانسحاب، وهي منع الحرب بين حلفائها، فمصداقية تفهم أمريكا للأمن القومي التركي ومخاطره المقبلة من سوريا والعراق يفرض عليها ألا تضع جيشها ولا قوات حلفائها في مواجهة الجيش التركي، وإلا فإن انسحابها سيعني التخلي عن المشاركة في المعركة فقط، وليس حماية الأمن القومي لحليف استراتيجي لها.
وفي صحيفة العرب كتب خطار أبو دياب تحت عنوان “الأكراد خاسرون دائمون في لعبة الأمم”.. يتساءل أكثر من مراقب عن النتيجة الفعلية للمعركة ضد تنظيم داعش منذ 2014، وهي تسليم العراق وسوريا بشكل أو بآخر للنفوذ الإيراني، مع جوائز ترضية للاعب التركي تحت إشراف القوة الدولية الجديدة في الشرق الأوسط أي روسيا فلاديمير بوتين.
بالطبع تفقد الولايات المتحدة رافعةً كبيرةً لتقرير مصير التسوية في سوريا ويمكن لتركيا أن تكسب بعض المناطق في جوارها؛ لأن تغلغلها في شرق الفرات وحتى شمال العراق سيرتبط بالسقفين الروسي والإيراني والمواقف الأوروبية والرّقابة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى