تنسيق أمريكي تركي لمنع حدوث فراغ بعد سحب القوات من شرق الفرات.. وأنقرة تتولى استكمال محاربة داعش

راديو الكل ـ تقرير

وصف الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والأمريكي دونالد ترامب مباحثاتهما في اتصال هاتفي جرى بينهما أمس بالمثمرة، واتفقا على التنسيق بين البلدين لمنع حدوث فراغ بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، في حين تحدث وزير الخارجية التركي عن اجتماعات ستعقدها مجموعات عمل مشتركة بين واشنطن وأنقرة للتنسيق بينهما، في وقت تزداد الحشود العسكرية حول منطقة شرق الفرات؛ من الشمال والجنوب والغرب.

وقال الرئيس التركي في تغريدة على تويتر: إنه أجرى مكالمةً هاتفيةً “مثمرةً” مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معرباً عن أمله في أن تحمل هذه المكالمة الخير للبلدين والمنطقة.

وقال ترامب على حسابه بموقع “تويتر”، “أجريت اتصالاً مثمراً مع الرئيس التركي تباحثنا خلاله بشأن مكافحة تنظيم داعش، والانسحاب المنسق بشكل عال وبطيء للقوات الأمريكية من سوريا”.

وأضاف ترامب في تغريدته: “أردوغان زودني بمعلومات وافية عن إمكانية بلاده في القضاء على بقايا داعش بسوريا، وهو شخص قادر على ذلك، إضافة إلى ذلك، فإن تركيا جارة لسوريا، وجنودنا عائدون إلى الديار”.

وأوضحت مصادر في الرئاسة التركية، أن أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب “اتفقا على التنسيق بين البلدين لمنع حدوث أي فراغ بالتزامن مع انسحاب الولايات المتحدة من سوريا”.

وأضافت أن أردوغان عبر في اتصال هاتفي مع ترامب عن ارتياحه إزاء الخطوات التي اتخذتها واشنطن بشأن محاربة الإرهاب في سوريا.

وأكد الرئيس التركي في هذا الإطار استعداد بلاده لتقديم جميع أشكال الدعم للولايات المتحدة حليفتها بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بحسب المصادر.

ووقع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، قرار سحب قوات بلاده من سوريا تنفيذاً لقرار الرئيس ترامب، بحسب ما أوردته شبكة “سي إن إن”.

وأرجع مسؤولون أمريكيون قرار ترامب الانسحاب من سوريا إلى تهديد تركيا بشن عملية في شرق الفرات، حيث يتمركز 2000 جندي أمريكي إلى جانب الوحدات الكردية، بحسب ما أوردته صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية.

وكان الرئيسان أردوغان وترامب تباحثا هاتفياً في 14 من كانون الأول الحالي؛ أي قبيل اتخاذ قرار الانسحاب من سوريا، حيث أبلغ الرئيس التركي نظيره الأمريكي -بحسب وكالة أسيوشيتد برس- أن مهمته ضد “داعش” أنجزت، وتساءل عن الأساس المنطقي لوجود الولايات المتحدة لفترات طويلة، مع احتمال دخول تركيا للمنطقة.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو في مقابلة تلفزيونية: إن الرئيس ترامب تناول في اتصاله الهاتفي مع الرئيس أردوغان، قرار انسحاب قواته من سوريا، ثم أعلن قرار الانسحاب بشكل رسمي بعد ذلك.

وأضاف تشاووش أوغلو، أنه تم إنشاء 3 مجموعات عمل بين تركيا والولايات المتحدة، ستبحث انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وسبل التنسيق بين الجانبين التركي والأمريكي خلال اجتماعات تعقدها في واشنطن، في 8 من كانون الثاني المقبل.

ودعا ترامب دول المنطقة بما فيها تركيا إلى استكمال مهمة محاربة داعش.

وكثفت تركيا تعزيزاتها العسكرية باتجاه ولاية كيليس جنوبي البلاد، وقالت وكالة الأناضول: إن التعزيزات العسكرية سيتم توزيعها على الوحدات التركية الموجودة على الشريط الحدودي مع سوريا.

ومنذ أيام تتوالى تعزيزات الجيش التركي إلى الحدود مع سوريا، وسط ترقب لإطلاق عملية عسكرية ضد تنظيمات إرهابية شمالي سوريا.

وبالتزامن يشهد شمالي وشرقي سوريا تحركات واسعةً للقوات العاملة على الأرض، وتحدثت مصادر صحفية أن قوات النظام وميلشيات تابعةً لإيران سحبت جزءاً من مجموعاتها من محيط محافظة إدلب باتجاه المنطقة الشرقية.

وبرزت في وسائل الإعلام التركية لهجة حادة تجاه الميلشيات الإيرانية التي تنتشر في محيط إدلب وحلب واللاذقية، إذ وصفتها بالمجموعات الإرهابية، وقالت الأناضول: “إن إيران دعمت بشار الأسد بـ 120 ألف مقاتل إرهابي أجنبي، منذ اشتداد العمليات العسكرية في البلاد، إذ اعتمد عليها نظام الاسد بدلاً من ميلشياته في مواجهة الفصائل المقاتلة”.

وأشارت الوكالة، إلى “أن 22 مجموعة من المقاتلين الأجانب الإرهابيين تحاصر من ثلاث جهات، مناطق سيطرة الفصائل في إدلب، حيث تنتشر في 232 نقطة بمحيطها”.

وأشارت الأناضول، إلى أن الميلشيات القادمة من العراق وإيران وأفغانستان ارتكبت مجازر وهجرت المدنيين، وقالت: إنها لعبت دوراً كبيراً في حصار حلب ومضايا والغوطة الشرقية.

وأكد موقع “فرات بوست” أن ميلشيات الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني الموجودة في مدينة البوكمال وريفها أرسلت تعزيزات إلى ريف الرقة الغربي وريف دير الزور الغربي.

وبحسب صحيفة الحياة اللندنية، فقد دعا مصدر في الجيش الحر إلى الترحيب بدخول القوات التركية لوضع نقاط مراقبة على كامل حدود المنطقة وخط التماس مع ميلشيات النظام والمجموعات الإيرانية الإرهابية، وحل تنظيم قوات سوريا الديمقراطية بجناحيه العسكري والسياسي، والعمل لتشكيل جسم عسكري يضم جميع أبناء المنطقة من كرد وعرب وتركمان وغيرهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى