المدنيون شرقي ديرالزور يهربون من هول الإجرام إلى بشاعة الاستغلال

راديو الكل – دير الزور

تمكن 500 مدني اليوم الاثنين، من الفرار من الجيب المحاصر الخاضع لتنظيم داعش شرقي دير الزور، إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، التي تمثل الوحدات الكردية عمودها الفقري، ليصبح عدد الفارين في اليومين الأخيرين 1500 شخص.

وقال الصحفي في شبكة فرات بوست صهيب جابر لراديو الكل: إن الفارين إلى “سوريا الديمقراطية”، يتم وضعهم في المخيمات الخاضعة لسيطرتها، واصفاً تلك المخيمات بـ “المعتقل الفظيع”، حيث إنها مسيجة ومحاطة بالألغام والقناصين، وسط غياب شتى مقومات الحياة الأساسية فيها.

وأوضح جابر، أن تلك القوات “ترتزق” من المدنيين في تلك المخيمات، حيث يوضعون أمام عدة خيارات، إما دفع مبلغ 1500 دولار أمريكي مقابل الخروج من المخيم، أو الهروب “مع خطر الموت”، أو التجنيد الإجباري.

وأشار إلى أن النساء وذويهن في المخيم أيضاً يتعرضن للاستغلال “بشكل واسع”، إذ يشترط عناصر من “سوريا الديمقراطية” عليهن الزواج بوصفه سبيلاً وحيداً لمنح سلال غذائية لعائلاتهن، مستغلين الحاجة ونضوب أساسيات الحياة. وبيّن أن قسماً آخر من النساء يتم تجنيدهن وزجهنّ في المعارك.

وتساءل جابر: لماذا لا تزال هذه المخيمات مقامة، على الرغم من أن مناطق المدنيين قد تحررت من تنظيم داعش “بحسب مفهوم قوات سوريا الديمقراطية” ؟. وأضاف أن الناس تطالب بعملية عسكرية شرق الفرات، بسبب الانتهاكات آنفة الذكر.

ويدفع المدنيون في ريف دير الزور الشرقي الفاتورة الكبرى، فالمحاصرون في مناطق داعش، يُستخدمون دروعاً بشرية، ويُحكم على الفارين منهم بالإعدام. أما الموجودون في مناطق “سوريا الديمقراطية”، فيُستغلون مادياً، ويُزج بهم في ساحات القتال مجدداً، وفي خضم ذلك يتساقط عشرات القتلى والجرحى منهم مع كل تقدم عسكري لأي طرف على حساب الآخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى