روسيا تشكك بسحب واشنطن قواتها من سوريا.. وترامب يقول إن السعودية وافقت على تمويل إعادة الإعمار

راديو الكل ـ تقرير
شككت روسيا بتنفيذ واشنطن قرار سحب قواتها من سوريا، مشيرةً إلى أن حلّ مشكلة الوجود الأمريكي في سوريا لن يكون سهلاً، بينما بدا لافتاً تصريح للرئيس ترامب أطلقه مساء أمس الاثنين قال فيه: إن المملكة العربية السعودية وافقت “الآن” على تمويل إعادة إعمار سوريا، ما يعيد إلى الأذهان تأجيل تنفيذ قراره الذي كان اتخذه في نيسان الماضي حول سحب قواته بعد تعهد دول الخليج ومن بينها السعودية تمويل إعادة الاستقرار والأمن شرق الفرات وبقاء قواته في سوريا.
وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي لوكالة “إنترفاكس”: إن واشنطن ترى وجودها في سوريا ضرورياً لمجمل مصالحها، وإذا غادرت قواتهم من هناك، فسيكون ذلك تحركاً مهماً وجدياً، وهو ما أعتقد أنه سيعزز صورة السياسة الخارجية الأمريكية على الأقل في روسيا.. لكن هذا لم يحصل حتى الآن فعلياً.
وأضاف ريابكوف، أنه سيصدق بصعوبة نية الولايات المتحدة الخروج من سوريا حتى ولو شاهد آخر جنديّ يحمل العلم الأمريكي وهو يغادر، قائلاً: “حتى في تلك اللحظة سأظلّ أفكر هل يستحقّ الأمر أن يحمل محمل الجد”.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن حل مشكلة الوجود المسلح الأمريكي غير المشروع في سوريا لن يكون سهلاً.
وأشار لافروف، إلى أن واشنطن تطرح باستمرار شروطاً جديدة تنتهك سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سوريا، على الرغم من أن هذه المبادئ مثبتة في القرارات الرئيسة لمجلس الأمن الدولي.
وأشار أيضاً إلى ضرورة انتظار ما إذا كان الأمريكان سينفذون ما وعد به الرئيس ترامب حول مغادرة الأراضي السورية.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن السعودية وافقت على تمويل إعادة إعمار سوريا بدلاً من الولايات المتحدة وشكرها على ذلك.
وغرد ترامب في حسابه على “تويتر” أمس الاثنين: “وافقت السعودية الآن على إنفاق الأموال اللازمة للمساعدة في إعادة إعمار سوريا بدلاً من الولايات المتحدة. هل ترون؟ أليس من الجيد أن تساعد الدول الغنية في إعادة إعمار جيرانها بدلاً من بلد عظيم، الولايات المتحدة، تقع على بعد 5000 ميل. شكراً للسعودية”.
ولم يصدر عن السعودية موقف من قرار الرئيس ترامب الانسحاب من سوريا إلا أن وسائل إعلامها أبدت مراراً قلقها من سحب القوات الأمريكية من منطقة تسعى إيران وميلشياتها إلى السيطرة عليها ما يسمح بالتأثير في الخليج والتمدد باتجاهها.
وكان ترامب أرجأ تنفيذ قرار سحب قواته الذي اتّخذه في نيسان الماضي بعد تعهد دول الخليج ومن بينها السعودية تمويل إعادة الاستقرار والأمن شرق الفرات وبقاء قواته في سوريا.
من جانبها أعلنت الرئاسة التركية، أن وفداً عسكرياً أمريكياً سيصل إلى تركيا هذا الأسبوع لمناقشة التنسيق بين واشنطن وأنقرة بشأن سوريا.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن خلال مؤتمر صحفي، أنّ هذه الزيارة تأتي في سياق الانسحاب الأمريكي من سوريا، مشيراً إلى أن التنسيق بين تركيا والولايات المتحدة لا يقتصر على التنسيق العسكري.
وأضاف المتحدث، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصاله الهاتفي بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، أكد بوضوح أن تركيا “لا تحتاج” إلى مشاركة الوحدات الكردية في محاربة تنظيم “داعش”.
ووصف قالن الاتصال الهاتفيّ بين أردوغان وترامب بـ “التاريخي”، وتم بعده إعلان انسحاب القوات الأمريكية من سوريا. ولفت إلى أن قرار ترامب جاء بسبب تقديم الرئيس التركي “حججاً مقنعة” خلال اتصاله الهاتفي مع الرئيس الأمريكي.
وأكد أنه لن يكون هناك أيّ تراجع أو بطء في محاربة تنظيم “داعش”، مشيراً إلى أن تركيا تعمل بشكل وثيق مع روسيا بشأن سوريا.
وأشار المتحدث، إلى أن لدى تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في منطقة إدلب بسوريا، وتواصل تركيا تعزيز وجودها العسكري هناك بموجب اتفاق إدلب الذي تم التوصل إليه خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان لروسيا في أيلول الماضي.
وأكد قالن، أن العسكريين الأتراك سيبقون في محيط إدلب وبذلك “سيوفرون الأمن والاستقرار للمنطقة مع العناصر المحلية”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار إلى أن الوجود العسكريّ التركي في إدلب شمالي سوريا متفّق عليه مع النظام طالما أنه رحّب باتفاق سوتشي الذي ينصّ على نشر نقاط مراقبة تركيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى