بالتزامن مع قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا.. إيران تقول إنها لا تريد تدمير إسرائيل

راديو الكل ـ تقرير

أثار تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أنّ إيران لم تقل يوماً: إنها تريد تدمير إسرائيل، موجةً من ردود فعل داخلية غاضبة وصلت حدّ اتهام مسؤولين إيرانيين له بشكل علني بالكذب. بينما ذهبت وسائل إعلام إلى الحديث عن أن تصريح ظريف ستكون له عواقب داخلية وخارجية.  في حين دافع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن ظريف متهماً بعض الأشخاص في بلاده بأنهم يتناغمون مع الإعلام الإسرائيلي.

ويأتي تصريح ظريف، الذي أدلى به لصحيفة لوبوان الفرنسية، غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا والتي كان وجودها يهدف خصوصاً للضغط من أجل مغادرة القوات التي تتبع الإيرانيين الذين تعرضت مواقعهم لهجمات إسرائيلية تصاعدت بعد إعادة فرض واشنطن العقوبات على إيران.

وقال المتحدث باسم الخارجیة الإيرانية بهرام قاسمي: إن تناغم بعض الأشخاص في إيران مع الإعلام الإسرائيلي المناهض للثورة بهدف حرف تصریحات وزير الخارجية جواد ظريف، یثیر الشكوك ولا یمكن استیعاب مغزاه.

وأضاف: شهدنا في الأیام الأخیرة حلقةً جدیدة من سلسلة الهجمات الإعلامیة والدعایات السلبیة التي استهدفت وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف، وإن جماعات وأفراداً غیر واعین أو مضمرین للعداء من الداخل الإیراني يقفون وراء ذلك.

وكان ظريف قال في معرض إجابته عن سؤال حول تصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد عام 2007 مفادها أنه سيتم محو إسرائيل من الخريطة.. إن نجاد كرر حينها كلمات آية الله الخميني، المرشد الإيراني المؤسس الراحل بأن السياسات الإسرائيلية الوحشية ستؤدي إلى تدميرها، ولم يقل: إن إيران ستقوم بهذا الأمر.

وقوبل نفي ظريف بهجوم من قبل وكالة فارس التي نشرت مقطع فيديو عبر حسابها على موقع ” تويتر” لإحدى خطب الخميني التي يدعو فيها إلى تدمير إسرائيل، وذلك قبل إنشاء انتصار الثورة عندما كان في المنفى في باريس.

كما نشرت مواقع حكومية أخرى مقاطع للخميني ومسؤولين آخرين في النظام عن أحد أبرز شعارات النظام الإيراني حول تدمير إسرائيل والذي ينتشر عبر اللافتات وتتم كتابته على ظهر الصواريخ.

أما عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران، رحيم بور أزغندي، فرفض بحسب وكالة “تسنيم” التصريحات الأخيرة لظريف قائلاً: “إن هذا كذب وتشويه، وإن الخميني قال: إنه يجب القضاء على إسرائيل”.

وعنونت وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين “إيسنا” الخبر بعنوان: ” ظريف: متى قلنا سندمر إسرائيل؟”. وأضافت الوكالة أن تصريح ظريف ستكون له عواقب داخلية وخارجية.

وشهدت العلاقات الإسرائيلية الإيرانية خلال الشهور الماضية تطورات لافتةً من أبرزها ما كشفه موقع إيلاف عن لقاء عقد في العاصمة الأردنية عمّان بين مسؤولين من الجانبين، توصلوا خلاله إلى اتفاق بشأن عدم مشاركة إدارة طهران في الأعمال القتالية بجنوب غربي سوريا التي كانت ضمن مناطق خفض التصعيد.

ونقل الموقع عن مصدر شارك في المفاوضات قوله: إن الأمر يبدو “غريباً وغير واقعي” إلا أن إيران على ما يبدو بدأت تعي حجم الخسارة التي منيت بها في سوريا من جراء الضربات الإسرائيلية المتتالية لمواقعها هناك.

وغداة تلك الاجتماعات، أعلن المبعوث الخاصّ للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، أن القوات الإيرانية انسحبت مسافة 85 كيلومتراً من مواقعها في الجنوب السوري قرب الحدود مع إسرائيل “لتجنب إزعاج القيادة الإسرائيلية”، التي بدأت اللجوء إلى القوة بصورة متزايدة عبر شن ضربات على مواقع إيرانية قرب الحدود.

وصرح مسؤول في ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أعلن أن روسيا عرضت في الآونة الأخيرة على الولايات المتحدة وإسرائيل اقتراحاً بتخفيف الولايات المتحدة العقوبات الأمريكية على إيران مقابل خروج الأخيرة من سوريا.

وربطت الولايات المتحدة وجودها في سوريا بعدة أهداف من أبرزها مغادرة القوات الإيرانية البلاد. في حين أثار قرارها سحب قواتها شكوكاً إزاء هذا الهدف.

وقال وزير المالية الإسرائيلي موشي كاخلون، العضو في الحكومة الأمنية المصغرة لإذاعة الجيش الإسرائيلي تعليقاً على قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا: “إننا نعلم أن ضمان سلامة إسرائيل يدخل ضمن مصالح أمريكا في المنطقة”.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستصعّد معركتها ضد القوات المتحالفة مع إيران في سوريا، بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد. 

وتتحدث مصادر صحفية ومحللون، أن العداء بين إسرائيل وإيران مجرد “شعار مزيف”، إذ ارتبط الجانبان بعلاقات سياسية وعسكرية واقتصادية سرية منذ الثمانينيات عندما اشترت طهران شحنات أسلحة إسرائيلية إبان الحرب العراقية – الإيرانية والتي عرفت بفضيحة “إيران – غيت”.

وعلى الرغم من أن العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين هددوا مراراً وتكراراً بتدمير إسرائيل، إذ رفع النظام الإيراني شعار “محو إسرائيل من الوجود” منذ انتصار ثورة الخميني عام 1979، غير أنه وبعد مرور 36 عاماً يرى الكثيرون أن هذه الشعارات تصبّ في مصلحة إسرائيل التي أكسبتها تعاطفاً غربياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى