ترامب يتحدث من العراق حول انسحاب قواته من سوريا.. ومستشاره قريباً في تركيا

راديو الكل – تقرير

جدد الرئيس الأمريكي في تصريحات أدلى بها خلال زيارته لجنوده في العراق قرار سحب قواته من سوريا، بعد أن أشار الأحد الماضي إلى أنه تحدث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان عن ”انسحاب بطيء ومنسّق للغاية“ للقوات الأمريكية من سوريا، وأن تركيا ستتولى مهمة محاربة تنظيم داعش وباستطاعتها القيام بذلك. في حين ذكرت مصادر رسمية تركية، أن ترامب سيوفد مستشاره للأمن القومي جون بولتون إلى تركيا لمناقشة هذا الموضوع، بينما سيتوجه وفد تركيّ عالي المستوى إلى موسكو للغاية ذاتها.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه بإمكان القوات الأمريكية استخدام قواعدها في العراق إذا ما أرادت شيئاً في سوريا، مدافعاً عن قراره سحب قواته من سوريا بقوله: إن كثيرين من الأشخاص سيقتنعون بطريقة تفكيره.

وكان ترامب أشار الأحد الماضي، إلى أنه تحدث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان عن ”انسحاب بطيء ومنسّق للغاية“ للقوات الأمريكية من سوريا، وبأن تركيا ستتولى مهمة محاربة تنظيم داعش وباستطاعتها القيام بذلك، بحسب تعبيره.

وأكد مسؤولون أتراك، أن قرار ترامب جاء بعد مكالمة هاتفية مطولة بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حين أوضحت صحف تركية أن “الدافع الأمريكيّ الأبرز وراء خطوة الانسحاب من سوريا هو تجنّب المواجهة مع الجانب التركي، عقب عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، والتهديد الحالي بعمل عسكري في شرق الفرات”.

وأفيد بإرسال ترامب مستشاره للأمن القومي جون بولتون إلى تركيا بعد عدة أيام بحسب المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر تشيليك، الذي أضاف أن المحادثات مع المسؤولين الأتراك ستتركز على الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن مسؤولين عسكريين سيرافقون بولتون خلال زيارته.

وقال تشيليك: إن تركيا تنسق مع كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران بخصوص تطورات الأوضاع في سوريا، وقال: إنه في هذا الإطار سيتوجه وفد يضم المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، ووزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ووزير الدفاع خلوصي أكار، ورئيس هيئة المخابرات الوطنية هاكان فيدان إلى روسيا بعد غدّ السبت لمناقشة تداعيات سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وفي حين قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن حل مسألة الوجود العسكري الأمريكي في سوريا ليس سهلاً.. أبدى مسؤولون روس آخرون من بينهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف شكوكهم إزاء تنفيذ واشنطن قرارها سحب قواتها من سوريا متوقّعين المماطلة في الانسحاب.

وبينما عبّرت وسائل إعلام روسية غداة إعلان ترامب سحب قواته من سوريا، عن ترحيبها ووصفت القرار بأنه انتصار لروسيا.. برزت في الساعات القليلة الماضية أصوات روسية مختلفة؛ إذ تحدثت صحيفة فزغلياد أن قرار ترامب خبر سيئ بالنسبة لروسيا.

وقالت في مقال لـ ديمتري بافيرين: إنّ سحب القوات الأمريكية من سوريا بالنسبة لواشنطن، هزيمة شكلية. لكن لسوء الحظ، هزيمتها لا تعني انتصاراً لروسيا، فالولايات المتحدة لا تزال ممسكةً بخيوط اللعبة، في حين سيتسع نطاق الدور التركي، وتجمعت في محافظة إدلب مجموعات مسلحة من جميع الأطياف، من مختلف مناطق سوريا.

وأضافت أنه لم يعد من الممكن تحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن احتمال زعزعة الاستقرار. في أحسن الأحوال، سوف يتم نقل المسؤولية إلى تركيا، ذلك أن إدلب تحت مسؤوليتها، ونحن ببساطة في حاجة إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع أنقرة، الأمر الذي يضيّق مجال المناورة.

ونقلت صحيفة يني شفق عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قوله: “إن روسيا تعدّ عنصراً فاعلاً على الأرض. ولهذا سنجري خلال الأيام المقبلة زيارةً إلى موسكو لنتبادل وجهات النظر ونتشاور حول الوضعية الجديدة. كما يجب علينا استشارة العناصر الأخرى حتى لا يحدث أيّ فراغ في سوريا”.

وأضاف أنه “يمكن التوصل إلى حلّ جذري لمشكلة (ب ي د) مع انسحاب الولايات المتحدة”، وهذا يعكس أولوية تركيا واستحالة الاستغناء عنها في معادلة سوريا الجديدة.

وتحدثت مصادر تركية للعربي الجديد، أن أمريكا عهدت لتركيا تمثيل الموقف الأمريكي في شرق الفرات. وباسم المجموعة الغربية، سمحت أمريكا لتركيا بتقوية مواقفها الميدانية في مواجهة الدبّ الروسي، وخاصةً في الملفات المتعلقة باللجنة الدستورية وإعادة الإعمار.

وأضافت أن زيادة الوجود التركي في الميدان تسهم في وضع أفضل على التفاوض مع روسيا من جهة، وتبعدها عنها من جهة أخرى، مع احتمال حصول مواجهة بينهما، فإن تعزّز الموقف التركي، فإنه على الأقل طرف مضمون في موضوع إعادة الإعمار، وهو ما بدا في مناطق عملياتها السابقة”، كما أنه إذا نجحت تركيا بالفعل في القضاء على ما تبقى من “داعش”، ومواجهة طهران وموسكو في موضوع اللجنة الدستورية والحلّ السياسي، فإن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة دخول خطط إعادة الإعمار حيز التنفيذ.

ويأتي تأكيد ترامب سحب قواته من سوريا بعد الإخفاق في التوصل إلى تشكيل لجنة صياغة الدستور الذي حدّدت الولايات المتحدة وقمة إسطنبول الرباعية موعد نهاية العام الحالي لإطلاقها، في حين بدأ التفاوض إقليمياً ودولياً بعيداً عن مسار العملية السياسية، وإن كانت ساحته المناطق الأكثر سخونةً في شرق الفرات وشماليّ البلاد التي وضع مستقبلها على طاولة التفاوض بين عواصم صناعة القرار فيما يتعلق بسوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى