ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

الجواب عن نهوض جديد للشعب السوري المنكوب هو أكثر من أمنية، بل أشبه بحقيقة تاريخية، تؤكدها تجارب الشعوب وما تضمره من إمكانات وفرص للنهوض من انكساراتها وهزائمها كما يقول أكرم البني في الشرق الأوسط. وفي صحيفة العرب كتب محمد قواص مقالاً تحت عنوان “سوريا.. العرب يحضرون السوق”. وفي صحيفة الحياة تحدث باسل الحاج جاسم عن الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وفي الشرق الأوسط كتب أكرم البني تحت عنوان “أمنيات السوريين في العام الجديد”.. مع تأكيد أن دوافع الثورة؛ من القهر والظلم والفساد، تزداد اليوم حضوراً ووضوحاً، تحدوها عظمة التضحيات التي قدّمها الشعب السوريّ دفاعاً عن حقوقه البسيطة، في الحرية والكرامة والمساواة، وأيضاً مع تأكيد خطورة الاستسلام لنوازع التشاؤم ومشاعر التحسر والإحباط التي بدأت تتغلغل في النفوس، يغدو الجواب عن نهوض جديد لهذا الشعب المنكوب أكثر من أمنية، بل أشبه بحقيقة تاريخية، تؤكدها تجارب الشعوب وما تضمره من إمكانات وفرص للنهوض من انكساراتها وهزائمها، وتعززها بذور السوريين الطيبة، التي إن سقط بعضها على الطريق وأحرقته أشعة الشمس، وحاصرت بعضها الآخر الأشواك الضارة وخنقته؛ فمنها ما نثر في الأرض الطيبة وسوف ينمو ويعطي، بلا شك، ثماره الطيبة.
وفي صحيفة العرب كتب محمد قواص تحت عنوان “سوريا.. العرب يحضرون السوق”.. غاب ردّ الفعل العربي في التعليق على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا. ففيما عدا نظام الأسد المعني مباشرةً بالقرار الأمريكي، فإن العواصم العربية ومنابرها تعاملت مع الخبر بصفته حدثاً أجنبياً يتم تداوله من خلال مصادره الأمريكية، أو بصفته تفصيلاً أمريكياً يجري بين أهل الحكم في واشنطن.
ابتعد العرب عن التدخل بالشأن السوري منذ أن بات للولايات المتحدة وجود علنيّ رسمي داخل سوريا. انسحب العرب تاركين لعملية أستانة وحدها احتكار الترتيبات العسكرية والسياسية لتحديد راهن سوريا ومستقبلها. لم ينسحبوا أمام إيران وتركيا، بل أمام ما ترسمه روسيا من داخل أستانة وخارجها.
أحد الأمثلة الشامية يقول “اللي يحضر السوق بتسوّق”. العرب يأتون هذا السوق متأخرين، يأتونه بعد أن هجره ترامب، يأتونه من مداخل ضعيفة ومن أبواب لا تفتح إلا بتوقيت التجار الكبار.
وفي صحيفة الحياة كتب باسل الحاج جاسم تحت عنوان “ترامب وإرث أوباما في سوريا”.. لا يخفى على أحد أنه لم يكن هناك أيّ مؤشر على أن واشنطن تعمل على «استراتيجية خروج» من سوريا، حتى ساعة اتخاذ قرار الانسحاب.
ليس سراً انتشار المجموعات والميلشيات الإيرانية، والتابعة لها في عموم الأراضي السورية، من درعا مروراً بحلب وحمص حتى دير الزور، إلا أنه خلال السنوات الماضية، لم نشهد أيّ تحرك أمريكي لمواجهة أو كسر نفوذ إيران، وحدها إسرائيل بين الحين والآخر تستهدف بعض المواقع الإيرانية داخل سوريا.
مما لا شك فيه أن قرار ترامب يؤسس لمرحلة جديدة في سوريا والمنطقة، وقد يحمل مفاجآت لجميع الأطراف، لكنّ الشيء المهم، أنّ أكثر من طرف يستعدّ لملء الفراغ الناجم عن الانسحاب الأمريكي.
لكنّ الشيء المؤكّد، أن ترامب بقراره الانسحاب من سوريا، وحتى لو كان القرار شكلياً، فهو يدفن بذلك إرث أوباما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى