وفد تركي رفيع المستوى يصل إلى موسكو اليوم لمناقشة ترتيبات ما بعد الانسحاب الأمريكي

يبحث دبلوماسيون وعسكريون أتراك وروس في موسكو اليوم العملية العسكرية التركية المحتملة في شرق الفرات، وترتيبات ما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا، بحسب ما أعلنت مصادر رسمية في كلّ من أنقرة وموسكو.

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشيلك: “إن وفداً تركياً مؤلفاً من وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات والمتحدث باسم الرئاسة.. سيبحث في موسكو ترتيبات ما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا”.

وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن بلاده تنظر إلى خطط أنقرة لتنفيذ عملية عسكرية شرق الفرات من وجهة نظر ضرورة محاربة الإرهاب واستعادة سيادة سوريا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: إنّ الاجتماع المقرّر اليوم سيناقش الوضع في مدينة منبج وخطط أنقرة لإجراء عملية عسكرية في المنطقة، مضيفاً أن الاجتماع هدفه بحث “الأوضاع بوضوح تام”.

وذكرت صحيفة حرييت التركية نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أنّ الوفد التركيّ سيركّز في موسكو على المواقف التي ستتخذها أنقرة في سوريا والسيناريوهات المحتملة لذلك، بما يتوافق مع توازنات القوى هناك.

وتأتي زيارة الوفد التركي في وقت يعزّز فيه الجيش التركي قواته المتمركزة على الحدود وداخل الأراضي السورية تمهيداً لإطلاق عملية عسكرية ضد ميلشيا “وحدات حماية الشعب” (YPG)، الذراع السورية لتنظيم “حزب العمال الكردستاني” (PKK)، شرق الفرات.

وعشية توجه الوفد التركي، أعلن النظام أنه دخل منطقة منبج ورفع علمه فيها، إثر دعوة الوحدات الكردية له لتسلّم نقاطها وحمايتها مما وصفها بــ “التهديدات”، ولكن سرعان ما كذّب التحالف الدولي وتركيا والجيش الوطني ما أورده النظام، وقال التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة في تغريدة على تويتر: إنه لم ير أيّ مؤشر على صحة الادعاءات” الخاصة بدخول قوات النظام إلى منبج، داعياً إلى احترام منبج وسلامة مواطنيها. ووصف الرئيس التركي إعلان النظام بالحرب النفسية.

وقالت وزارة الدفاع التركية: إن تنظيم (YPG) الإرهابي يسيطر على منبج بقوة السلاح، وليس لديه الحقّ والصلاحيات للحديث باسم أهالي المنطقة ودعوة عناصر أخرى إليها. ووجّهت الوزارة تحذيراً إلى جميع الأطراف في سوريا بشأن ضرورة الابتعاد عن “التصرفات والخطابات الاستفزازية التي من شأنها مفاقمة غياب الاستقرار في المنطقة”، مؤكدةً أن أنقرة تتابع تطورات الوضع في منبج “من كثب”.

وردّ الجيش الوطني على تصريحات النظام بإعلان إرسال تعزيزات إلى جبهات استعداداً للبدء بعملية عسكرية، وقال في بيان: بدأت أرتال الجيش الوطني السوري جنباً إلى جنب مع قوات الجيش التركي بالتحرك لخطوط الجبهة معلنةً جاهزيتها الكاملة على حدود المدينة لبدء تحريرها”.

وفي وقت سابق، أعلنت تركيا أنها اتفقت مع الولايات المتحدة على إكمال خريطة الطريق المتفّق عليها في مدينة منبج.

وسارع الكرملين للترحيب بسيطرة قوات النظام الوهمية على المدينة، بما يتماشي مع تصريحات سابقة لوزارة الخارجية الروسية بأن المناطق التي ينسحب منها الأمريكيون يجب أن تسلّم للنظام وقال المتحدث الرئاسيّ الروسي ديمتري بيسكوف: “بالطبع إن هذا يسير في اتجاه استقرار الوضع. توسيع منطقة سيطرة قوات النظام هو بالتأكيد توجه إيجابي”.

وترتبط منبج باتفاق خريطة طريق بين تركيا وأمريكا يتضمن إخراج الوحدات الكردية من المدينة، وتشكيل مجلس مدنيّ منتخب من الأهالي.

ويرى مراقبون، أن منبج وبالرغم من تسخين جبهاتها والتهديدات بالحل العسكري، فإنها تبقى بانتظار تبلور تفاهمات في الميدان السياسي بين الزعماء الإقليميين والدوليين.

وأرجأت تركيا البدء بالعملية العسكرية التي أعلنت أنها ستقوم بها في شرق الفرات بعيد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا، إلا أنها أكدت أن تلك العملية ستنفّذ في الوقت المناسب. في حين أعلنت زيارة خلال الأسبوع الحالي لوفد عسكريّ أمريكي إلى أنقرة لبحث تنسيق الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وتأتي التحركات الدبلوماسية التركية قبيل ترجيح موسكو عقد لقاء قمة يجمع الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني مطلع الأسبوع الأول من العام المقبل، في روسيا، في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لسحب قواتها من منطقة شرق الفرات، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى