قوى الثورة: ذرائع خطوات التطبيع العربي مع النظام واهية.. وإيران تسيطر على دمشق

راديو الكل ـ تقرير

تحدثت وسائل إعلام خليجية عن أنّ استئناف عمل سفارة الكويت في دمشق بعد الإمارات والبحرين، ينتظر قراراً من الجامعة العربية، في حين رفضت قوًى في الثورة السورية خطوات التطبيع التي قامت بها بعض الدول العربية مع النظام، داحضةً ذرائع ساقتها خصوصاً الإمارات لتبرير فتح سفارتها بضرورة إعادة الدور العربي إلى سوريا وألّا تترك لإيران، وأكدت هذه القوى ومن بينها الجبهة الوطنية للتحرير (التابعة للجيش السوري الحر) والمجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية ورئيس الائتلاف، أن إيران هي من يسيطر الآن على مفاصل الدولة والنظام.

وقالت مصادر كويتية لصحيفة القبس: إن استئناف عمل سفارة الكويت في دمشق ينتظر قراراً من الجامعة العربية، مشيرة إلى أن سفارة النظام لم تتوقف يوماً عن ممارسة نشاطها لدى الكويت، في حين نقلت الصحيفة عن مصادر في دمشق قولها: إن دولةً خليجية أخرى ستعيد قريباً فتح سفارتها في العاصمة السورية بعد أيام من استئناف عمل سفارتي الإمارات والبحرين.

وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية عودة العمل في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في دمشق الخميس الماضي، وأنّ القائم بالأعمال بالنيابة باشر مهامّ عمله من مقر السفارة.

وبرر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش خطوة بلاده بضرورة عودة الدور العربي في سوريا لمواجهة ما وصفه بالتغوّل الإقليمي الإيراني والتركي، وأن تكون الخيارات العربية حاضرة، وأن تسهم إيجاباً تجاه إنهاء ملفّ الحرب وتعزيز فرص السلام والاستقرار للشعب السوري.

وقال وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: “سوريا بلد عربي رئيسي في المنطقة، لم ننقطع عنه ولم ينقطع عنا رغم الظروف الصعبة”.

المحلل السياسيّ التركي بكير أتاجان وصف الاتهام الإماراتيّ بأنه «عبث غير صحيح، إذ إن لكل دولة في سوريا دوراً مختلفاً، حتى الإمارات، ولكن لتركيا دور في وحدة التراب السوري».

وأضاف للأناضول: «تركيا تسعى لحماية الإخوة وحسن الجوار بين الدولتين التركية والسورية، وتسعى لحماية الشعب السوري وحفظ ترابه بكل مكوناته، وحماية نفسها من الخطر الذي يهدد أمنها واستقرارها، وقتال تنظيمات (ب ي د/بي كا كا، وداعش)، والتنظيمات الإرهابية الأخرى».

وشدد على أن «تركيا لا تسعى لخلق توسع ديني في المنطقة، وخلق مشكلات عبر المذهبية، تحت ستار سياسيّ وطائفي، وهذا أكبر فرق بين تركيا وغيرها، وتريد توحيد كلّ مكونات الشعب، فيما غيرها يريد التفرقة المذهبية في سوريا»، بحسب أتاجان.

ووصف أتاجان دور الإمارات في سوريا، أنها «تسعى لفرض مصالحها تحت مسميات عديدة باسم العروبة والمساعدات الإنسانية، والأخوة، ولاحظنا أن هذه المساعي لم تسهم بأي شيء، سوى طرد المقيمين السوريين على أراضيها، مقابل دعم أنصار النظام».

وبرزت أصوات إعلامية كويتية رافضة لخطوات التطبيع مع النظام من بينها الكاتب والصحفي عبد المحسن جمعة الذي كتب في الجريدة الكويتية، أن حسابات الحكم والكرسي هي التي تدير دول العرب بسبب عزلتها عن شعوبها، ولذلك لا يصمدون أمام التدخلات الخارجية.

وأضاف أنّ الأغلبية العربية من المحيط إلى الخليج ستصافح جزار دمشق، وقائد الأقلية التي تحكم أشقاءهم وعاثت بهم قتلاً وتدميراً لثماني سنوات متتالية، وستعيد تعمير مستعمرته، وتضخّ في يده مليارات الدولارات، بحجة أنهم لا يستطيعون مواجهة التدخل الخارجي.. لا نملك سوى أن نقدم الاعتذار وطلب الصفح من الشعب السوري الذي خذلناه.

وأدانت الجبهة الوطنية للتحرير (التابعة للجيش السوري الحر) في بيان الخطوات المتسارعة لبعض الدول العربية لإعادة العلاقات مع النظام الذي تسبّب لشعبه بأكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث، مؤكدة وجود علاقات سرية تجمع بعضها بالنظام الذي يعدّ أهمّ أداة تنفيذية لإيران في الوطن العربي.

وأضافت الجبهة، أن الثورة السورية وقفت طوال سنواتها سداً منيعاً أمام كثير من المؤامرات التي تنال شعوب المنطقة بأكملها حتى صارت خطّ الدفاع الأول أمام المشاريع الطائفية الإيرانية ومطامع الدول التوسعية.

كما أدان المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، في بيان، فتح دول عربية تدّعي محاربة إيران سفاراتها بدمشق في ظل سيطرة إيران الكاملة على مفاصل الدولة والنظام، واصفاً ذلك بأنه مقدّمة للتطبيع مع النظام.

المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر الأسعد قال: “إن أنظمة الإمارات والبحرين وبعض الدول العربية تتشابه مع النظام بالدكتاتورية وقمع الحريات، ولذلك تعيد فتح سفاراتها لديه”.

رئيس الائتلاف الوطني المعارض عبد الرحمن مصطفى كتب في صفحته على الفيس بوك: لا شيء يمكنه أن يعيد الشرعية لنظام مجرم مسؤول عن ملايين الضحايا سرعان ما سينكشف الجانب الكارثيّ المترتب على هذه الخطوات، وأنها طريق نحو مزيد من الخراب والكوارث على مستوى المنطقة.

وأهابت هيئة التفاوض في بيان بالأشقاء والأصدقاء ألا يتجاوزوا آلام السوريين ومعاناتهم، وألا يبنوا سياستهم حيال النظام على آمال وتقديرات تتعارض مع الواقع وتعين النظام على طغيانه وظلمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى