ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

من المفترض أن يدرك العرب المتحمسون للدخول على معادلة الأزمة السورية… أن القطار قد فاتهم، وأن النظام ليس بمقدوره فتح الأبواب لهم إلا مواربةً، وليكونوا مجرد ديكور لا أكثر كما يقول صالح القلاب في صحيفة الرأي الأردنية. وفي المصري اليوم كتب ياسر عبد العزيز مقالاً تحت عنوان “تكاليف إعادة تأهيل بشار”. وفي الشرق الأوسط كتب عبد الله بن بجاد العتيبي مقالاً تحت عنوان “سوريا.. الحلول الواقعية وتأهيل النظام”.

وفي الرأي الأردنية كتب صالح القلاب تحت عنوان “العرب.. وسوريا: ماذا سيفعلون؟”.. المفترض أن يدرك العرب المتحمّسون للدخول على معادلة الأزمة السورية… أن القطار قد فاتهم، وأن النظام ليس بمقدوره فتح الأبواب لهم إلا مواربةً وليكونوا مجرد ديكور لا أكثر.

ورأى القلاب، أن إيران التي لها الثقل العسكريّ الرئيس في سوريا وسيطرة كاملة على العراق لا يمكن أن تسمح لأي دور عربيّ فعلي في سوريا، لا كدول منفردة ولا من خلال جامعة الدول العربية .

وتساءل القلاب: أيّ دور يمكن أن يلعبه العرب أكانوا موحّدين من خلال الجامعة العربية أم فرادى ومتفرّقين طالما أن هذا النظام القائم عملياً لا دور له وأن الأزمة السورية أصبحت منذ ثلاثة أعوام بيد أطراف ثلاثة؛ هي روسيا وإيران وتركيا، وماعدا ذلك فإنه كلّه تغميس خارج الصحن إن بالنسبة للأوروبيين وإن بالنسبة للأمريكيين الذين بعد قرار ترامب الانسحاب من سوريا باتوا خارج هذه الدائرة.

وفي المصري اليوم كتب ياسر عبد العزيز.. سيتم تأهيل نظام بشار الأسد، على حساب أي فرصة لمشروع سياسي معارض يرفع شعارات دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وسيتعمق فقدان سوريا لقرارها الوطني، في ظل وجود الروس والإيرانيين والأتراك، وتسييرها وفقاً لمشروعات الدول الثلاث، وستحاول بعض الدول العربية الحفاظ على فرصة لصيانة النّزر اليسير من مصالحها في هذا البلد المخطوف، بفرص نجاح محدودة وضئيلة.

وفي الشرق الأوسط كتب عبد الله بن بجاد العتيبي، أنه بعد التغييرات الكبرى لتوازنات القوى في المنطقة كان لزاماً أن تتحرك المواقف وتتبدل بناءً على رعاية المصالح للشعب السوري ولشعوب المنطقة ودولها، وهو ما حصل بالفعل وسيحصل أكثر في المستقبل القريب، من دول عربية أخرى، فالأوضاع توحي بأن التوسع في هذا الاتجاه سيكون سمةً للمستقبل القريب في المنطقة.

أين حقوق الشعب السوري؟ أين مظالمه الكبرى؟ والمجازر التي ارتكبت في حقه؟ كلّ هذه أسئلة موجعة فعلاً، ويجب أن تطرح، وهي جرح إنسانيّ كبير، ولكن مشكلة السياسة أنها بلا عواطف، وأنها تبحث دائماً عن أفضل الخيارات المتاحة والممكنة لأن المستحيل ليس خياراً، ومن الجيد التبصر في الأحداث والمتغيرات وإعادة بناء المواقف وتغيير الاستراتيجيات كلما اقتضت الحاجة.

وتبقى أسئلة محيّرة ومن أهمّها: هل النظام قادر على التخلص من الميلشيات الإيرانية؟ وهل يمتلك القرار في إجبارها على الانسحاب؟ وكيف يمكن ضمان التزامه بأي اتفاق في هذا الإطار؟ لا تبدو الإجابات واضحةً في هذه اللحظة ولكنها يمكن أن تتكشف في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى