ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية | الثلاثاء 01-01-2019

بات العبث بمستقبل سوريا لعبةً فاضحةً لا يدخل الزمن في مفهومها، فالتناغم الروسي – الأمريكي وتوزيع الأدوار أصبح العمل به على المكشوف كما تقول مها الشريف في صحيفة الشرق الأوسط. ومن جانبها تحدثت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير عن قرار ترامب الانسحاب من سوريا. وفي صحيفة كوميرسانت تحدث سيرغي ستروغان حول دورة جديدة من المواجهة بين طهران وواشنطن.

وفي صحيفة الشرق الأوسط كتبت مها محمد الشريف تحت عنوان “سوريا بين كمّاشة مثلث”.. بات العبث بمستقبل سوريا لعبةً فاضحةً لا يدخل الزمن في مفهومها، فالتناغم الروسي – الأمريكي وتوزيع الأدوار أصبح العمل به على المكشوف، وظهر جلياً في الانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا الذي أعقبه ترحيب روسي.

وبينما تريد روسيا استكمال السيطرة على أراضي سوريا شكلياً حتى تنتقل إلى مرحلة تسوية سياسية تفرضها بالتفاهم مع أمريكا غير واضحة، لا شكلها ولا لونها، ولا كيف ستكون طبيعة النظام الذي سيحكم سوريا مستقبلاً تحت وصاية روسيا ورضى أمريكا، ومباركة إسرائيل.

فماذا يترتب عن هذا التحول في المصائر الحربية؟ هل أمريكا تريد مزيداً من الاهتزازات الكبيرة في المنطقة؟ أم أنّ نتائج هذا الانسحاب يضطلع بها التاريخ وتخضع لتوصيف خاص وهو إنعاش الماضي بحروب الحضارات؟

ومن جانبها قالت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير: إن المستفيد الأول من قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا هي موسكو التي أصبحت سيدة اللعبة وصاحبة الكلمة بين جميع المتدخلين في الصراع السوري الذي تحول إلى مواجهة إقليمية.

ونقلت عن مصدر فرنسيّ مطلع على الوضع السوري، أنه من دون الأمريكيين لا نستطيع فعل شيء، ولا يمكننا البقاء عندما يرحلون، وليس لدينا الإمكانات لكي نواصل العمل من دونهم.

وقالت الصحيفة: إن باريس باتت تعاني من عزلة في التعامل مع الملف السوري، بينما تناشد “قوات سوريا الديمقراطية” الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أملاً في أن يقدم لهم دعماً دبلوماسياً وعسكرياً بعد أن تخلت عنهم الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة، أن فرنسا ستعمل على تعويض حليفها الأمريكي المنسحب من سوريا، ومن المستحيل أن تتفاوض مع نظام الأسد أو مع عرّابه الإيراني.

في المقابل تتسم العلاقات بين باريس وموسكو بعدم الثقة، ولم يبق أمام فرنسا سوى تركيا، إذ كانت كلّ من أنقرة وباريس في بداية الثورة تدعمان الثوار، ولكن تغيرت المعادلة بعد وقوف فرنسا إلى جانب الأكراد.

وتحدث سيرغي ستروغان، في صحيفة “كوميرسانت”، حول دورة جديدة من المواجهة بين طهران وواشنطن وقال: بدأت الولايات المتحدة تلوي أيدي حلفائها وشركائها في جميع أنحاء العالم، مطالبةً بأن تصبح إجراءاتها الأحادية الجانب متعددة الأطراف، وألا تبقى عزلةً إيران نزوة الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، إنما أن تصبح مشروعاً عالمياً جديداً.

وهكذا، بات على كل دولة كبيرة اليوم أن تجتاز الاختبار الإيراني: اختبار حدود سيادتها والقدرة على الاستمرار في اتّباع القواعد التي كانت موجودةً في السياسة العالمية قبل انضمام دونالد ترامب إليها.

أما بالنسبة لإيران نفسها، وهي لم تخسر بعد الحرب الاقتصادية المعلنة، فقد حققت، في السنة الماضية، نصراً أخلاقياً مهماً في نظر حلفاء الولايات المتحدة في المجتمع الأورأطلسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى