ترامب يبطئ وتيرة سحب قواته لضمان تنفيذ التزاماته في المنطقة

راديو الكل ـ تقرير

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد ساعات من اجتماعه بالسيناتور الجمهوري “ليندسي غراهام”، أن عملية انسحاب قوات بلاده من الأراضي السورية تجري ببطء، وبالتزامن مع إنهاء تنظيم داعش، في خطوة أشار إليها غراهام في حديث للصحفيين بأن “ترامب” وافق على إعادة تقويم قراره بشأن الانسحاب الفوري من سوريا، لكنّ ذلك سيكون بطريقة ذكية وبطيئة.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه يعيد القوات الأمريكية بشكل بطيء وأن النتائج هي أفضل من المتوقّع، وقال: “أنا فقط أفعل ما قلت إنني سوف أفعله”. في حين تحدث مسؤولون أمريكيون لصحيفة نيويورك تايمز أنّ ترامب منح الجيش الأمريكي مدة 4 أشهر لسحب القوات من سوريا.

وقال السيناتور غراهام بعد اجتماعه بالرئيس الأمريكي: إن ترامب سيتأكد من أنّ أيّ انسحاب للقوات الأمريكية من سوريا يجب أن يضمن تدمير تنظيم داعش نهائياً، وعدم ملء إيران الفراغ، وحماية الحلفاء المحليين مع الالتزام لتركيا حليفة بلاده في حلف شمال الأطلسي بإقامة منطقة عازلة في المنطقة للمساعدة في حماية مصالحها وعدم اشتباك بينها وبين الوحدات الكردية.

وكان غراهام حذر من أن سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا سيضرّ بالأمن القومي من خلال إتاحة الفرصة أمام تنظيم داعش لإعادة بناء نفسه والتخلي عن مقاتلي الوحدات الكردية الذين تدعمهم الولايات المتحدة وتعزيز قدرة إيران على تهديد إسرائيل.

ورفض ترامب منتقدي قرار سحب قوات بلاده من سوريا بقوله: “لو أن أحداً غير ترامب فعل ما فعله في سوريا لكان بطلاً قومياً”.

وأثار إعلان ترامب سحب قواته من سوريا بعد اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ردود فعل متباينةً داخل الإدارة الأمريكية وبين حلفاء واشنطن من الدول الغربية، إذ دفعت بوزير الدفاع جيم ماتيس إلى الاستقالة. في حين أكد ترامب أن بإمكان تركيا تولي مهمة محاربة ما تبقى من داعش وهي تستطيع فعل ذلك، في حين اعترضت فرنسا وبريطانيا على هذا القرار الذي جاء من دون التشاور مع حلفاء الولايات المتحدة المشاركين في العمليات ضد تنظيم داعش.

بموازاة ذلك بحث وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ونظيره الأمريكي مايك بومبيو، في اتصال هاتفي مسألة انسحاب الولايات المتحدة من مناطق شرق الفرات بسوريا، وذلك قبيل أن يصل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إلى أنقرة خلال أيام.

وقالت قناة تي آر تي التركية: إن زيارة بولتون تندرج في إطار تكثيف الاتصالات الدبلوماسية بخصوص التنسيق الأمني للمنطقة بعد قرار الانسحاب من سوريا، مضيفةً أنها ستتناول التدابير العسكرية والاستخباراتية لتجنب حدوث فجوة على الساحة في الوقت الذي يجري فيه التنسيق العسكري لخطة الانسحاب الأمريكية.

وقال بولتون في تغريدة على تويتر: إنه سيتناول المشكلات الأمنية التي قد تواجه الحلفاء والشركاء في المنطقة، والخطة التالية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.

وأعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم قالن: إن الرئيسين رجب طيب أردوغان وترامب اتفقا على تفعيل التنسيق بهذا الصدد في أقرب وقت.

وانتقد قالن تصريحات غراهام حول وصف منظمات إرهابية كردية بالحلفاء لبلاده، وقال: إنه لا يمكن للإرهابيين أن يكونوا حلفاء للولايات المتحدة، وإن منظمة “ي ب ك / بي كا كا” الإرهابي، لا يمثل الأكراد، مثلما أن تنظيم “داعش” الإرهابي لا يمثل المسلمين.

وفي وقت سابق بحث وزيرا خارجية ودفاع تركيا مع نظيريهما الروسيين التطورات المرافقة للانسحاب الأمريكي من سوريا، والعملية التركية المحتملة في شرق الفرات، واتفق الجانبان على تنسيق عمل قواتهما من أجل القضاء على الإرهاب في سوريا، بحسب ما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وتعوّل واشنطن على الجيش التركي لملء الفراغ الأمني والعسكريّ في شمالي سوريا كما يقول المحلل التركي زاهد غول في صحيفة القدس العربي، في حين يحمّل القرار روسيا أعباءً أخرى في المستنقع السوري الذي دخلت فيه كما يقول الكاتب عبد الوهاب بدر خان؛ ويضيف أنّ المتفّق عليه أن القرار الأمريكي بتفويض روسيا في الملف السوري كان ضمنياً مكبّلاً بالشروط ثم أصبح الآن علنياً وعملياً بعد قرار الانسحاب من سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى