أمريكا تخلط الأوراق من جديد والأنظار تتجه لشرق الفرات وأكار يتفقد قواته على الحدود

راديو الكل ـ تقرير

بعيد إعلان سيناتور أمريكيّ بارز أن الرئيس ترامب أعاد تقويم خططه بشأن الانسحاب الفوري من سوريا، وبأنه سيبطّئ من وتيرة سحب القوات، وعدم التخلي عن الحلفاء الأكراد.. أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية إرسال مقاتلات حربية من نوع “رافال” إلى سوريا لاستهداف تنظيم “داعش”، بينما قام وزير الدفاع التركي بجولة تفقدية على مواقع لقواته على الحدود مع سوريا أعلن خلالها أن بلاده تتحمل مسؤولية ومهمة محاربة داعش.

وقالت مصادر صحفية: إن تصريحات السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام التي أدلى بها بعد اجتماعه مع الرئيس ترامب أعادت خلط الأوراق في شمال شرقي سوريا؛ ولاسيما أنها تشير إلى أن الرئيس الأمريكي سيتأكد من أنّ أيّ انسحاب من سوريا سيتمّ بأسلوب يضمن: تدمير تنظيم داعش نهائياً، وعدم ملء إيران الفراغ، وحماية الحلفاء الأكراد، والتأكد من عدم اشتباك تركيا مع الوحدات الكردية عقب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا مع التزام واشنطن بإقامة منطقة عازلة لتركيا لحماية مصالحها.

وردّ المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، على تصريحات ليندسي غراهام الذي استخدم عبارة “الحلفاء الأكراد” في تصريحه، بأنه لا يمكن للإرهابيين أن يكونوا حلفاءكم. وكما أن داعش لا يمثل المسلمين، فإن (بي كا كا) (حزب العمال الكردستاني)، لا يمثل الأكراد في سوريا أو أيّ مكان آخر. وأضاف: أنتم تعرفون الصلة المباشرة بين (بي كا كا)، وامتدادها في سوريا تنظيم (ي ب ك/ ب ي د) وحزب الاتحاد الكردي، وعبّرتم عن ذلك بشكل علني أمام الرأي العام.

وقام وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بجولة تفقدية على مواقع قواته على الحدود مع سوريا، بالإضافة إلى زيارة ضريح سليمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية والذي يقع شرق الفرات داخل سوريا، حيث أكد أن جيش بلاده يتحمّل مسؤولية ومهمة محاربة “داعش”، وأنه سيلتزم بذلك بشكل فاعل خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن تركيا تراقب تطورات الأحداث في المنطقة من كثب وتعمل ما بوسعها من أجل إنهاء المأساة وحالة عدم الاستقرار بحسب ما أوردته وكالة الأناضول. بينما دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى الحدود الجنوبية قبالة مدينة عامودا السورية بريف الحسكة، للمرة الأولى، منذ إعلان الرئيس الأمريكي أنه سيسحب قوات بلاده من سوريا، وإعلان الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) قرب عملية ستشنّها بلاده في مناطق شرق الفرات.

وبالمقابل ذكرت شبكة فرات بوست، أن نحو 200 شاحنة محمّلة بأسلحة وذخائر ومعدّات لوجستية تابعة لقوات التحالف الدولي دخلت إلى محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، عبر معبر سيمالكا النهري مع إقليم كردستان العراق، بعد أن تحدثت أنباء في وقت سابق عن أن الولايات المتحدة أخلت أحد المستودعات في مدينة المالكية التابعة للمحافظة تضم عدة مخازن، ويعمل فيها نحو 50 جندياً أمريكياً.

ودخل الطيران العراقي على خط منطقة شرق الفرات وقصفت مقاتلات من طراز إف-16 غارةً في محيط قرية السوسة بشرقي سوريا مستهدفةً اجتماعاً لقيادات تنظيم داعش بحسب بيان للجيش العراقي، وذلك بعد أن أعلن رئيس ميلشيا الحشد الشعبي إثر لقائه بشار الأسد في دمشق موافقة الأخير على تنفيذ العراق غارات داخل الأراضي السورية.

وأرسلت فرنسا مقاتلات حربيةً من نوع رافال إلى سوريا لاستهداف تنظيم داعش في آخر الجيوب التي يسيطر عليها في المنطقة الشرقية بحسب ما أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، التي أضافت في كلمة أمام طيارين فرنسيين في قاعدة “إتش 5” الجوية في الأردن، أن المهمة لم تتغير وهي تدمير داعش.

وقالت الوزيرة: “إن قرار الانسحاب الأمريكي كان مباغتاً وأحادي الجانب” من قبل البلد الذي يقود التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، نحن في حاجة إلى استخدام فعال للوقت الذي يفصل بيننا وبين الانسحاب الفعلي وهو التاريخ الذي لا نعرف عنه شيئاً حتى الآن.

وقال ريتشارد سبنسر، مراسل شؤون الشرق الأوسط، في صحيفة التايمز إن ترامب أرجأ إعلانه المفاجئ بالانسحاب السريع للقوات الأمريكية من سوريا، قائلا إنه سيطبق الخطة “ببطء”.

وعلى خطّ شمالي سوريا أيضاً دخلت كلّ من مصر والإمارات بحسب ما كشفت عنه صحيفة يني شفق التركية، التي أشارت إلى وجود وفود أمنية مصرية وإماراتية في منبج شرقي حلب، تنسق مع الوحدات الكردية، وتجري اتصالات عديدة مع القيادة في مصر للتنسيق ضد تركيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى