أنباء عن خطة لنشر قوات عربية في منبج.. ووفود مصرية وإمارتية تنسق مع الوحدات الكردية

راديو الكل ـ تقرير

كشفت وسائل إعلام تركية وغربية، عن وجود وفود أمنية مصرية وإماراتية في منبج شرقي حلب تعمل بالتنسيق مع الوحدات الكردية، في إطار خطة أمريكية لنشر قوات عربية بعد انسحابها من المدينة، وجرى اتصال بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس ترامب أمس؛ تحدثت المصادر بأنه يدخل في إطار الخطة، في حين عادت منبج إلى دائرة الضوء من جديد يوم الجمعة الماضي بعد أن أورد النظام روايةً مزيفةً عن دخولها.

ونقلت صحيفة يني شفق التركية عن مصادر أمنية واستخباراتية قولها: إنه تم تأكيد وجود فرق أمنية مصرية في منبج أجرت في الآونة الأخيرة عدة اتصالات مكثفة مع قيادات تابعة للسيسي في مصر، وبالإضافة إلى ذلك تم رصد أسماء من وفود أمنية إماراتية مرافقة للوفود المصرية في المنطقة، ويعملان معاً بالتنسيق مع الإرهابيين ضد تركيا.

وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية، قد نشرت منذ أيام أنّ وفداً عسكرياً مصرياً وإماراتياً زار “منبج” والتقى قيادات من الوحدات الكردية.

وتحدث موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي، أنّ ضباطاً من مصر والإمارات زاروا في الآونة الأخيرة مدينة منبج شمالي سوريا، تمهيداً لنشر قوات للدولتين هناك مكان الجنود الأمريكيين الذين ينسحبون من المنطقة.

وقال الموقع: “إن الضباط المصريين والإماراتيين قاموا بجولات في المدينة ومحيطها وتفقدوا مواقع القوات الأمريكية والوحدات الكردية في المنطقة، ودوّنوا ملاحظات بشأن نشر قوات من بلديهما في المنطقة مستقبلاً”.

وأشارت مصادر الموقع، إلى أن هذه الزيارات تتزامن مع المشاورات التي يجريها البيت الأبيض مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأعلنت الرئاسة المصرية، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بحث هاتفياً مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المشتركة المبذولة لاستعادة الاستقرار في المنطقة، بهدف التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة فيها، خاصةً في كل من ليبيا وسوريا واليمن، وثمّن الرئيس ترامب في هذا الإطار التحركات المصرية ذات الصلة إقليمياً ودولياً”.

وتحدثت مصادر ديبكا، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح مبادرةً تكمن في نشر قوات عربية في منبج بعد انسحاب الأمريكيين منها، مع ضمان الولايات المتحدة غطاءً جوياً لها ضد أيّ عمل عسكريّ من قبل تركيا وروسيا والنظام.

ولفت الموقع، إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو الزعيم الوحيد الذي وقف دائماً مع بشار الأسد؛ ولذلك قد تكون فكرة نشر القوات المصرية في المنطقة مقبولةً بالنسبة للنظام، في حين أن الإمارات هي أول دولة عربية أعادت افتتاح سفارتها في دمشق بعد سنوات من العزلة فحسب، فضلاً عن أنها ستموّل إعمار البلاد، وهي مهمة صعبة التحقيق جداً.

كما ذكر الموقع، أن الوجود المصريّ الإماراتيّ العسكريّ في منبج سيعقبه نشر قوات دول عربية أخرى في الأراضي السورية، بما فيها المناطق الحدودية مع العراق، و”إذا نضجت هذه الخطط لدى الإدارة الأمريكية” فمن المرجح أن ترسل دول مثل السعودية والمغرب والجزائر قواتها إلى سوريا للتصدي للوجود الإيراني هناك.

وذكّر الموقع بهذا الخصوص بتصريح السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، عقب لقائه الرئيس ترامب في البيت الأبيض، بأن هدف الرئيس يكمن في “أن نجعل الناس يدفعون أكثر ويحققون المزيد”.

وسبق للرئيس ترامب أن طرح فكرة نشر قوات عربية في سوريا مكان الأمريكية.

وأعلن ترامب في كانون الأول الماضي بصورة مفاجئة قراره سحب قوات الولايات المتحدة من سوريا، وذلك على خلفية تصعيد التوتر حول منبج، إذ تستعدّ أنقرة لشن عملية عسكرية في شمال الفرات ضد حليف واشنطن “وحدات حماية الشعب” الكردية.

وتحدثت صحيفة التايمز البريطانية عن أن الميلشيات الكردية أبدت استعدادها للانسحاب من مدينة منبج التي تتعرض للتهديد من قوات النظام.

واتجهت الأنظار يوم الجمعة الماضي إلى منبج التي أعلنت قيادة قوات النظام في بيان متلفز وعلى نحو مفاجئ، أنها دخلتها ورفعت علمها فيها، لكن سرعان ما كذّب الأهالي والجيش الوطني هذه الرواية، في حين وصفتها تركيا بأنها تندرج في إطار الحرب النفسية.

وسبق أن حاول النظام خوض معركة إعلامية ونفسية في مدينة عفرين إبان تحرك الجيش التركي وفصائل الجيش الحر العام الماضي للسيطرة على المنطقة، فأرسل النظام إعلاميين وكاميرات لإظهار رغبة السكان في دخول قواته إلى عفرين لقطع الطريق أمام الجيش التركي وفصائل المعارضة المرتبطة به. ولكن سرعان ما تبيّن أن النظام عاجز تماماً عسكرياً، مع بدء الجيش التركي وفصائل المعارضة عملية “غصن الزيتون” التي انتهت بطرد الوحدات الكردية من كامل منطقة عفرين.

وجاء إعلان النظام عشية زيارة وزيري خارجية ودفاع تركيا إلى موسكو التي أعلن وزير خارجيتها سيرغي لافروف الاتفاق على تنسيق عمل قوات البلدين في سوريا.

وتخضع منبج لاتفاق خريطة طريق بين تركيا والولايات المتحدة ينصّ على انسحاب الوحدات الكردية، وتشكيل مجلس مدني من الأهالي لإدارة شؤونها. وشكّلت منبج بعيد اندلاع الثورة مجلساً محلياً من أبنائها قبل أن يقتحمها تنظيم داعش في كانون الثاني 2014، وفي آب 2016 سيطرت الوحدات الكردية على منبج في هجوم شنّته تحت غطاء جوي من قوات التحالف الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى