بعد إعلانها مرّتين خلال 9 أشهر سحب قواتها فوراً من سوريا.. واشنطن تتحدث عن مدة مفتوحة للتنفيذ

راديو الكل ـ تقرير
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوريا بأنها بلد رمل وموت وليس فيها ثروات ضخمة، وأن إيران تستطيع أن تفعل فيها ما تريد، مكرراً ما أعلنه قبل يومين بأنه سيسحب قواته من سوريا ببطء ذكي، ومضيفاً على تلك التصريحات أن الانسحاب لن يحدث بين عشية وضحاها ولا خلال 4 أشهر كما تردد في الآونة الأخيرة.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اجتماع مع فريقه الحكومي مساء أمس الأربعاء: “لقد خسرنا سوريا منذ زمن طويل بسبب سياسات باراك أوباما السيئة، وإضافةً إلى ذلك أنا لا أريد البقاء في سوريا إلى الأبد، إنها بلد الرمل والموت وهذا ما نتكلم عنه، نحن لا نتكلم عن ثروات كبيرة”.
وأضاف أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا ضد “داعش” كان بشكل أكبر في مصلحة إيران وروسيا، فهما بلدان يكرهان داعش أكثر منا.
وقال ترامب: “في الحقيقة، تستطيع طهران أن تفعل ما تريد في سوريا”، لكنها لم تعد الدولة نفسها، إنها تصارع من أجل البقاء الآن، أرادت السيطرة على الشرق الأوسط. لقد كان الأمر مختلفاً تماماً. وعندما تولّيت المنصب، كانت في وضع أفضل بكثير بسبب الاتفاق النووي الذي نجحت في التوصل إليه، والآن، نحن وضعناها أمام مشكلة جدية”.
وأضاف: “إننا لا نريد سوريا… أوباما سلّمها منذ سنوات برفضه تجاوز الخطّ الأحمر.. وأنا من تجاوزته عندما أطلقت 59 صاروخاً عليها، لكن ذلك حصل بعد مرور مدة طويلة”.
وتابع موضحاً: “توجيه التهديدات أمر مناسب لكن عليك دائماً الالتزام بفعل تهديداتك، لا يمكنك القيام بالتهديد وعدم فعل أيّ شيء”.. “الولايات المتحدة خسرت سوريا منذ وقت طويل، وبالإضافة إلى ذلك فإننا نتحدث هناك عن الرمل والموت، لا نتحدث عن ثروات ضخمة، الحديث يدور عن الرمل والموت”.
وأضاف: “سننسحب؛ وسيحدث ذلك خلال بعض الوقت، أنا لم أقل بتاتاً إننا سننسحب بين عشية وضحاها. أحدهم قال إننا سننسحب على مدار 4 أشهر، لكني لم أقل ذلك”.
وكان ترامب أعلن بعد اجتماعه أول أمس بالسيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، أنه أبطأ سحب قواته بعد أن كان أعلن أنه سيسحبها بشكل فوري.
واعتبر أن الأكراد يقاتلون بصورة أفضل بكثير عندما يقودهم العسكريون الأمريكيون، مشدداً على أن الولايات المتحدة تريد حمايتهم لأنهم حلفاء.
وأعلنت الولايات المتحدة، في 19 من الشهر الماضي للمرة الثانية، أنها ستسحب قواتها من سوريا بقرار من ترامب بعد ما أكد أن “داعش” دحر في الأراضي السورية، معرباً عن شكره للسعودية على دفع فاتورة إعادة الإعمار في سوريا، مشيراً إلى عدم اهتمامه بالشرق الأوسط، باستثناء ملف إيران وعملية السلام الأفغانية المهتزة.
وكان ترامب قال فيما سبق: “وافقت السعودية الآن على إنفاق المال اللازم للمساعدة في إعادة إعمار سوريا بدلاً من الولايات المتحدة، أرأيتم؟ أليس من اللطيف أن تساعد الدول فاحشة الثراء في إعادة بناء جيرانها بدلاً من دولة عظيمة، هي الولايات المتحدة، والتي تقع على بعد 5000 ميل”.
وكان ترامب أعلن في نيسان الماضي للمرة الأولى قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، مشيراً إلى رغبة بلاده في أن ترسل دول غنية بالمنطقة تخضع للحماية الأمريكية قواتها إلى سوريا وتدفع تكاليف وجود الجنود الأمريكيين فيها، مشترطاً لسحبهم عدم استفادة إيران من ذلك، بينما سارعت السعودية إلى الرد بأن الرئيس ترامب يشير إلى دولة قطر التي توجد فيها قاعدة أمريكية كبيرة.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست في نيسان الماضي، إلى أن الرئيس ترامب طلب من السعودية دفع 4 مليارات دولار، لإعادة إعمار المناطق التي تسيطر عليها شرق الفرات في دير الزور، وترسيخ وجود أمريكا في المنطقة.
في حين، أرجأ ترامب تنفيذ قراره بالانسحاب آنذاك بعد أن أقنعه الرئيس الفرنسي بذلك.
وتقدّر عدد القواعد العسكرية الأمريكية شرق الفرات بنحو 20 قاعدةً إضافة إلى قاعدتها في منطقة التنف على الحدود السورية العراقية الأردنية.
وكان عادل الجبير وزير الخارجية السعودي السابق أعلن آنذاك، “أن بلاده تجري نقاشاً مع الولايات المتحدة بشأن إرسال قوات إلى سوريا، في إطار التحالف الإسلامي، وأنها تفعل هذا منذ بداية الأزمة السورية”. وتابع أن السعودية سبق أن اقترحت الفكرة على الرئيس السابق باراك أوباما.
وكانت الإدارة الأمريكية وضعت استراتيجيتها في سوريا خلال المرحلة المقبلة، لخّصها وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، في كانون الثاني الماضي، في البقاء في سوريا للقضاء على الإرهاب والنفوذ الإيراني، والتوصل إلى حلّ سياسي من دون رأس النظام بشار الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى