قصص الأطفال : ملك ليوم واحد

يختار كل طفل حينما يريد اللعب دور القائد في المجموعة ظناً منه بأن الذي يقود الفريق هو المتحكم فقط، ولا يعير الاهتمام في البداية للمسؤوليات التي ستقع على عاتقه، فأتت هذه القصة لتوجه أنظار الأطفال على فهم ومعرفة أن الزعامة الجيدة هي لأمر صعب وتنطوي على تحديات كبيرة. ومن أجل اتخاذ قرارات ذكية، يحتاج القائد إلى التفكير في جميع العواقب التي تطول جميع الأطراف المعنية.

كما وجهت القصة الأطفال إلى أهمية التفكير فبل التصرف. وإن لكل فعل رد فعل، لذلك قد تكون هناك عواقب غير مقصودة ناتجة عن ” الحلول السهلة”.

والأطفال بطبعهم يريدون أن يثبتوا بأنهم على قدر عالٍ من المسؤولية والقدرة في إدارة الفريق أو المجموعة أو حتى رئاسة صف هذا بالنسبة للمدرسة، ويجد البعض صعوبة في السؤال لمن أكبر منه؛ لذلك حملت القصة ضمن معانيها أهمية طلب مشورة شخص بالغ موثوق به (مثل الوالد أو المعلم) هو من أفضل الوسائل لتجنب العواقب التي قد لا يدركها الأطفال.

كما أتت القصة في موقع مساعدة الأطفال على فهم أنه لا ينبغي عليهم التذكر من تصرفات الآخرين من دون مراعاة وجهات نظر الأطراف الأخرى، وتعليمهم أن القائد الجيد يتحمل مسؤولية قراراته، كما يجب تشجيع الأطفال على إخضاع قادتهم للمساءلة والمشاركة في المجتمع المدني.

ملك ليوم واحد

شعر شاه زمان بالاستيلاء من الأوامر التي تملى عليه، وبات تواقاً ليصبح ملكاً حتى يتمكن من أن يفعل ما يحلو له، فحكت له شهرزاد قصة أمير:

كان أمير يتذمر دوماً، وفي أحد الأيام كان الخليفة يتجول في المدينة متنكراً، حتى يتمكن من سماع حديث الناس. فاستمع إلى أمير وهو يشتكي ويقول: إنه لو كان ملكاً لتخلص من الفقر والجرائم والبطالة ومشكلات أخرى. فخطرت للخليفة فكرة. وفي تلك الليلة تم نقل أمير إلى القصر حيث استيقظ هناك. فأخبر الخليفة أمير أنه أصبح الخليفة الجديد، بما أن أمير يعلم أكثر منه كيف يجب أن يتصرف الملك. في البداية بدا كل شيئ عظيماً، واستمتع أمير بالمباهج التي تحق للملك. ولكن بعد ذلك كان عليه معالجة المسائل المتعلقة بالدولة. فقدم أمير سلسلة من الحلول السهلة التي أدت بدورها إلى مشكلات أكبر. فقام مثلاً بتخفيض ثمن اللحوم، فلم يبق هناك ما يكفي من اللحوم. ولإصلاح الأمر، أعلن أمير أنه على جميع المزارع زيادة إنتاجها من اللحوم ثلاثة أضعاف. ولكن الآن بعد أن انخفض ثمن اللحوم كثيراً، كان على أصحاب المزارع تقليل أجر عمالهم. وبعد محاولات عديدة لإصلاح المشكلات، أصبحت الأجور منخفضة جداً، وأسعار المساكن مرتفعة جداً، وازدادت الضرائب وثار الناس. فمِن خوف أمير وعدم درايته بما يجب فعله، هرع إلى الخليفة القديم ليقوما بتبديل الأدوار من جديد. فشرح له الخليفة أنه إذا أراد أن يكون ملكاً صالحاً، يجب أن يَخدُم بدلاً من أن يُخدَم. فعاد الخليفة القديم إلى منصبه بوصفه ملكاً وعاد أمير إلى المقهى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى