وفد أمريكيّ يبدأ جولة في المنطقة لبحث ترتيبات الانسحاب الأمريكي

راديو الكل ـ تقرير

يبدأ مستشار الأمن القوميّ الأمريكي جون بولتون والمبعوث الأمريكيّ الخاصّ إلى سوريا جيمس جيفري ورئيس الأركان جوزيف دانفورد، اليوم، جولةً في المنطقة تشمل إسرائيل وتركيا لبحث مسألة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، في حين ترددت أنباء عن أن الوفد الأمريكيّ سيزور خلال هذه الجولة مناطق شرق الفرات إضافة إلى موسكو.

وأعلن مستشار الأمن القوميّ الأمريكي جون بولتون بدء جولته في المنطقة التي ستشمل إسرائيل وتركيا، وقال في تغريدة على تويتر أمس الجمعة: ذاهبون غداً من أجل مناقشة سبل التعاون مع حلفائنا بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ومنع ظهور داعش مجدداً، وحماية مواقف الذين قاتلوا معنا ضد التنظيم، ومكافحة الأنشطة الإيرانية الخبيثة في المنطقة”.

وتحدثت أنباء صحفية، أن الوفد الأمريكيّ سيقوم خلال جولته بزيارة إلى مناطق شرق الفرات هي الأرفع مستوًى لمسؤولين أمريكيين إلى المنطقة منذ بدء التحالف الدولي عملياته في 2014.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن السفير جيمس جيفري سيتولى منصبي الموفد الأمريكيّ الخاصّ لدى التحالف الدولي والمبعوث الأمريكي إلى سوريا، بدلاً من المبعوث السابق بريت ماكغورك الذي استقال من منصبه.

وقال المتحدث باسم الوزارة “روبرت بالادينو” في بيان: إن جيفري سيقوم بـ “قيادة وتنسيق جهود وزارة الخارجية لتنفيذ إعلان الرئيس ترامب انسحاباً مسؤولاً للقوات الأمريكية من سوريا، بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا، من دون الإضرار بأهداف الولايات المتحدة في سوريا والعراق بما في ذلك الهزيمة الدائمة لداعش”.

وكان جيفري زار تركيا قبل نحو شهر أجرى خلالها مباحثات مع المسؤولين الأتراك في جميع المسائل المتعلقة بسوريا، بدءاً من شرق الفرات، وصولاً إلى محافظة إدلب، إذ شدد في تصريحات صحفية على أن مرحلة التخطيط المشترك بين الجانبين بدأت الآن، وأنه “من غير الممكن إيجاد حل نهائي في سوريا من دون تعاون وثيق بين الولايات المتحدة وتركيا”.

وأعلن جيفري في وقت سابق، أنه إذا لم يتوصل ضامنو أستانة إلى تشكيل لجنة صياغة الدستور قبل نهاية العام الماضي، فإن الولايات المتحدة ستنهي مستار أستانة، ملوّحةً بالعودة إلى الأمم المتحدة.

وغطّى قرار الانسحاب الأمريكيّ على العملية السياسية في سوريا، في حين رأى العقيد الأمريكيّ المتقاعد، دوغلاس ماكغريغور، أن هذا القرار أزال العامل الذي كان يجمع بين الشركاء المختلفين، معتبراً أنه «لم يعد هناك أيّ أساس لتعاون الروس والأتراك والإيرانيين من حيث المبدأ، وهذا أمر جيد».

وكان وزيرا خارجية ودفاع تركيا بحثا في موسكو السبت الماضي بحسب موقع «مونيتور» الأمريكي استخدام المجال الجويّ السوري خلال العملية العسكرية التي تخطط لها تركيا في شمال شرقي سوريا.

وحظي قرار ترامب الانسحاب من سوريا بترحيب تركيا؛ وقال المتحدث الرئاسي إبراهيم قالن: إنه جاء بعد اتصال تاريخيّ بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال الرئيس الأمريكي: إن تركيا ستتولى مهمة محاربة تنظيم داعش بدلاً من الولايات المتحدة، في حين أن السعودية وافقت على تمويل إعادة إعمار سوريا وشكرها على ذلك.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الجمعة: إن الولايات المتحدة ليس لديها جدول زمنيّ لسحب قواتها من سوريا، لكنها لا تخطط للبقاء إلى أجل غير مسمى.

ونقلت رويترز عن مسؤولين أمريكيين، أن الانسحاب قد يستغرق عدة أشهر، لكنّ مسؤولاً كبيراً بالإدارة يسافر مع جون بولتون مستشار البيت الأبيض للأمن القومي في جولة إلى الشرق الأوسط.. قال: إنّ ترامب تلقّى تأكيدات من قادته العسكريين تفيد بأن مهمتهم “يمكن إنجازها في غضون أسابيع”.

وباستثناء الحديث عن سحب عتاد من مستودع أمريكي في ريف الحسكة.. لم تذكر الأنباء تغيرات عسكريةً أمريكيةً في المنطقة، في حين ذكرت تقارير صحفية أن الهدف الأمريكي هو الوصول إلى ترتيبات عسكرية وإدارية خلال 120 يوماً تخفف من أعباء السباق على ملء الفراغ.

وفي ضوء تأجيل تركيا عملية شرق الفرات التي كانت أعلنتها قبل قرار ترامب سحب قواته من سوريا، فإن زيارة بولتون تهدف إلى الوصول إلى ترتيبات، وهناك اعتقاد أن الترتيبات الأمريكية – الروسية – التركية ستتضمن حصول تركيا على شريط أمنيّ يحدّد عمقه وإمكانية التوغل أو توجيه ضربات جوية ضد إرهابيين، وتفاهمات حول مصير السلاح الثقيل والقواعد العسكرية بالتزامن مع قبول أمريكي لتصوّر روسيا لتركيبة اللجنة الدستورية وعملها ومرجعيتها لتنفيذ القرار 2254.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى