تركيا تردّ على تصريحات بولتن وتؤكد أنها لا تستهدف سوى المنظمات الإرهابية

راديو الكل ـ تقرير

أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن ادعاءات استهداف تركيا للأكراد لا يتقبلها العقل، مؤكداً أنه لا يمكن للإرهابيين أن يمثّلوا الأكراد، وأنّ الادعاء بأن تنظيماً إرهابياً يمثل الأكراد هو في المقام الأول إساءة لإخوتنا الأكراد، وذلك رداً على التصريحات التي أدلى بها مستشار الأمن القومي الأمريكي في إسرائيل أمس بأن “انسحاب القوات الأمريكية من سوريا مرهون بتحقق بعض الشروط من بينها ضمان تركيا سلامة “المقاتلين الأكراد”.

وشدّد المتحدث الرئاسي التركي في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، على أن بلاده تستهدف تنظيمات “داعش” و”غولن” و”بي كا كا/ب ي د/ي ب ك” الإرهابية، مشيراً إلى أن هدف تركيا من محاربة منظمة “بي كا كا” وامتدادها في سوريا، هو “تخليص الأكراد من ظلم واضطهاد هذه المنظمة الإرهابية”.

وقال: إنّ هدف تركيا من مكافحة الإرهاب هو حماية أمنها القومي، وتحقيق السلام الإقليمي، وضمان الاستقرار والأمن.

وفي وقت سابق، قال مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون: “إن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا مرهون بتحقق بعض الشروط من بينها ضمان تركيا سلامة “المقاتلين الأكراد” في إشارة إلى مسلحي منظمة “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابية، وضمان مواصلة مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، وفق ما نقلته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أمس.

وكان بولتون أكد في تصريحات قبل لقائه نتنياهو، أن الرئيس ترامب أكد أنّ الانسحاب الأمريكيّ من سوريا لن يتم من دون اتفاق لحماية الأكراد، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة شمال شرقي سوريا.

وأكد قالن من جهة أخرى، أن تركيا عازمة على مواصلة بذل مساعيها من أجل إنهاء الحرب في سوريا من دون التمييز بين “الإخوة السوريين” من الناحية العرقية والدينية والمذهبية، وتحقيق الأمن وتطبيق مرحلة الانتقال السياسي.

وقال قالن: إن تركيا ستكون على الأرض وفي طاولات المفاوضات من أجل حماية مصالحها القومية، انطلاقاً من المبدأ الذي أعلنه الرئيس رجب طيب أردوغان بقوله “سنكون في الميدان وعلى الطاولة”.

وأكد قالن، أن تركيا تهدف في سياستها تجاه سوريا إلى الحفاظ على “وحدة الأراضي السورية وتطهيرها من جميع المنظمات الإرهابية، وتهيئة الظروف الاجتماعية والسياسية من أجل عودة المدنيين إلى منازلهم بكل أمن وأمان”.

ويحمل بولتون عدة ملفات تتعلق بالانسحاب الأمريكي من سوريا، وذلك خلال جولته التي بدأها أمس بإسرائيل وستشمل تركيا أيضاً، بينما تحدثت بعض المصادر عن أن جولة بولتون ستشمل مناطق شرق الفرات وموسكو، في حين يرافق بولتون كلّ من المبعوث الأمريكي إلى سوريا وإلى التحالف الدولي جيمس جيفري ورئيس الأركان جوزيف دانفورد.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي: إن الانسحاب الأمريكيّ من سوريا يجب أن يتم مع ضمان الدفاع عن إسرائيل والأصدقاء الآخرين في المنطقة، والاهتمام بمن حاربوا إلى جانب الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية.

وأوضح بولتون في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل أمس الأحد، أن الجانبين الأمريكيّ والإسرائيليّ بحثا قرار الانسحاب من سوريا.

وذكر بولتون، أنه قد لا يتم سحب جميع القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي جندي، وأضاف أن الانسحاب سيتم من شمالي سوريا، وقد تبقى بعض القوات في الجنوب في قاعدة التنف ضمن الجهود لمواجهة الوجود الإيراني.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية: إن الحكومة التركية تتفق مع الولايات المتحدة على ضرورة مغادرة الوحدات العسكرية الواقعة تحت السيطرة الإيرانية، الأراضي السورية.

وأضاف المسؤول الأمريكي -بحسب ما نقلت عنه وكالة تاس الروسية- أنّ تركيا تتفق معنا على أنه ليس في مصلحة أحد تشكيل الحرس الثوري الإيراني قاعدة لاستعراض القوة في سوريا، يمكن استخدامها ضد جيرانها.

وتأتي جولة بولتون في إطار الجهود الأمريكية لطمأنة الحلفاء بشأن إعلان ترامب سحب قواته من سوريا.

ويبدأ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو جولةً يوم غد الثلاثاء تستمرّ ثمانية أيام، وتشمل عمّان والقاهرة والمنامة وأبو ظبي والدوحة والرياض ومسقط والكويت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى