صحيفة أمريكية: بولتون يحمل إلى أنقرة خريطة تقسيم.. وأردوغان يدعو لقوة استقرار

راديو الكل ـ تقرير
عشية وصول مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون على رأس وفد رفيع إلى أنقرة.. أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رؤية بلاده للحل في سوريا، ولاسيما فيما يتعلق بالمناطق الحدودية وشرق الفرات، مؤكداً أهمية إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم “ي ب ك” أو داعش من قبل مجالس محلية وبرقابة تركية، ومشدداً على وحدة سوريا. بينما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن أن بولتون يحمل معه إلى أنقرة خريطةً وصفها مسؤول أمريكي بأنها مشابهة لاتفاقية “سايكس بيكو” السرية بين بريطانيا وفرنسا.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أهمية أن يكون لدى الشعب السوري ثقة في المستقبل، وألا يشعر بانقطاع بينه وبين من يرأسوه، وألا تستغل التنظيمات الإرهابية ما يتعرض له السكان المحليون من مظالم.
وقال الرئيس أردوغان في مقال في صحيفة نيويورك تايمز: إن الخطوة الأولى التي ينبغي اتخاذها في هذا الصدد، هي تأسيس قوة استقرار تضم محاربين من جميع أطياف المجتمع السوري. وهذا الكيان الذي سيجمع بين جميع الأطياف، يمكنه تحقيق الأمن والنظام من خلال تقديم خدماته لجميع المواطنين. ومن ثمّ أقول بهذه المناسبة: إنه لا توجد لدينا أية مشكلة على الإطلاق مع أكراد سوريا.
وأشار الرئيس التركي، إلى أن هناك أولويةً أخرى لتركيا في سوريا، تتمثل في تحقيق التمثيل السياسي الكافي للأطياف كافة. فجميع الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة تنظيم (ي ب ك) أو داعش، ستتم إدارتها من قبل المجالس المحلية المعلنة بانتخابات من قبل الشعب، وذلك تحت رقابة تركية. كما أنه يحقّ لأي شخص ليست له صلة بأية تنظيمات إرهابية، تمثيل مجتمعه داخل الإدارات المحلية.
وأضاف أنه في المجالس التي ستؤسّس بالمناطق ذات الأغلبية الكردية شمالي سوريا، ستكون الأغلبية لممثلي المجتمع الكردي، لكن أيضاً ستعطى الأطياف الأخرى فرصة الاستفادة من حق التمثيل السياسي بشكل عادل. والمسؤولون الأتراك من ذوي الخبرة، سيقدّمون الاستشارات اللازمة لهذه المجالس في العديد من المجالات مثل شؤون البلديات، والتعليم، والصحة، وخدمات الطوارئ.
وقال الرئيس أردوغان: إن تركيا ترغب في اتخاذ جميع الخطوات المتعلقة بهذه العملية من خلال التعاون والتنسيق مع الدول الصديقة والحليفة. ودولتنا شاركت في مباحثات جنيف وأستانة، نعتبر كذلك قاسماً مشتركاً يمكنه العمل بشكل متزامن مع كل من روسيا والولايات المتحدة. وعلى أساس هذه الشراكات سنقوم بتسوية المسألة في سوريا.
وأضاف: لقد آن الأوان لتتضافر قوى جميع الأطراف من أجل الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، والقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي الذي يعتبر عدواً للإسلام والمسلمين في جميع بقاع المعمورة. وتركيا تتحمل مسؤولياتها في هذه الفترة الأكثر حرجاً من التاريخ، ونحن واثقون من دعم المجتمع الدولي لنا خلال هذه المرحلة.
وتأتي تصريحات الرئيس أردوغان بالتزامن مع بدء مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون زيارته إلى أنقرة التي وصلها أمس على رأس وفد رفيع يضمّ المبعوث الأمريكيّ إلى سوريا وإلى التحالف الدولي جيمس جيفري ورئيس الأركان جوزيف دانفورد.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أنّ مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، سيأتي في زيارة إلى أنقرة، ومعه خريطة ملونة لتقسيم المنطقة أعدّها جيمس جيفري، تحدّد فيها الأماكن التي تعارض دخول القوات التركية إليها في الخريطة.
ووصف مسؤول أمريكي، تحدث للصحيفة، هذه الخريطة بأنها مشابهة لاتفاقية “سايكس بيكو” السرية بين بريطانيا وفرنسا، والتي قسّمت الشرق الأوسط إلى مجالات استعمارية عديدة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ميلشيا “بي كا كا” الكردية طلبت من المبعوث الأمريكي، جيمس جيفري، عدم ضرب بعض مناطق سيطرتها في سوريا وذلك عبر تقسيم المنطقة.
ومن جانبها، أشارت ” يني شفق” إلى أنه تمّ رسم الخريطة بهدف حماية ميلشيا “بي كا كا” الكردية التي تصنّفها تركيا منظمةً إرهابية.
وكان “بولتون” أعلن في تصريحات للصحفيين خلال زيارته لإسرائيل أول أمس، أن واشنطن لا ترغب بأي تحرك عسكري تركي في سوريا من دون التنسيق معها.
وأضاف “بولتون”، أن الانسحاب الأمريكيّ من سوريا مشروط بهزيمة تنظيم داعش، وضمان تركيا سلامة الميلشيات الكردية، مشدداً على أن الانسحاب لن يحدث من دون اتفاق لحماية الأكراد.
ورد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أنّ تركيا لا تستهدف الأكراد إنما تستهدف تنظيمات إرهابية، وهي تسعى لنشر الأمان وتحقيق السلام بسوريا.
وأضاف “قالن”، أن من أهداف تركيا مكافحة “حزب العمال الكردستاني” وامتداده في سوريا، وتخليص الكرد من ظلم واضطهاد المنظمة الإرهابية.
وكان “ترامب” أعلن، الأربعاء الماضي، أن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا ببطء “على مدى فترة زمنية”، وأنها ستحمي المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم في البلاد حينما تسحب قواتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى