ترامب: سنوقف العمليات العسكرية في مناطق لا نتلقّى فيها دعماً مالياً من الدول المستفيدة

راديو الكل ـ تقرير

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: إن الولايات المتحدة ستوقف العمليات العسكرية في المناطق التي لا تتلقى فيها مساعدات ماليةً من الدول الغنية والمستفيدة منها، في وقت كثفت فيه واشنطن تحركاتها الدبلوماسية في عواصم إقليمية من أبرزها جولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في المنطقة، والتي تهدف إلى الحشد لمواجهة نفوذ إيران، كذلك الجولة التي يقوم بها مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون ورئيس الأركان جوزيف دانفورد والمبعوث الخاصّ إلى سوريا والى التحالف الدولي جيمس جيفري؛ والتي شملت حتى الآن إسرائيل وتركيا. 

وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن عزم بلاده وقف العمليات العسكرية في المناطق التي لا تتلقى فيها الولايات المتحدة مساعدات ماليةً وعسكريةً كافيةً من الدول الغنية والمستفيدة من ذلك.

وقال ترامب في تغريدة على حسابه في تويتر: هناك حروب لا نهاية لها، ولاسيما التي شنّت بسبب قرارات خاطئة اتّخذت منذ سنوات عديدة، ولا نحصل فيها على مساعدات مالية أو عسكرية كافية من البلدان الغنية التي تستفيد كثيراً مما نفعله، إن هذا سينتهي في نهاية المطاف.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد نحو أسبوع على إعلانه قراراً بسحب قواته من سوريا بشكل فوري في 19 من الشهر الماضي، بأن السعودية وافقت على تمويل إعادة إعمار سوريا بدلاً من الولايات المتحدة وشكرها على ذلك.

وغرد ترامب في حسابه على “تويتر”: “وافقت السعودية الآن على إنفاق الأموال اللازمة للمساعدة في إعادة إعمار سوريا بدلاً من الولايات المتحدة. هل ترون؟ أليس من الجيد أن تساعد الدول الغنية في إعادة إعمار جيرانها بدلاً من بلد عظيم، الولايات المتحدة، تقع على بعد 5000 ميل. شكراً للسعودية”.

ولم يصدر عن السعودية موقف من قرار الرئيس ترامب الانسحاب من سوريا إلا أن وسائل إعلامها أبدت مراراً قلقها من سحب القوات الأمريكية من منطقة تسعى إيران وميلشياتها للسيطرة عليها ما يسمح بالتأثير في الخليج والتمدد باتجاهها.

وكان ترامب أرجأ تنفيذ قرار سحب قواته الذي اتّخذه في نيسان الماضي بعد تعهد دول الخليج ومن بينها السعودية تمويل إعادة الاستقرار والأمن شرق الفرات وبقاء قواته في سوريا.

وبالتزامن بدأ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جولةً في المنطقة فى الوقت الذي يزور فيه مستشار الأمن القومي جون بولتون إسرائيل وتركيا، وتشمل ثماني دول كلّها تعدّ من الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة، بهدف مواجهة نفوذ إيران.

وقال بولتون في تصريحات بعيد زيارته إلى أنقرة: إن واشنطن ستبقي على قواتها في التنف في الوقت الحالي.

وقال بومبيو في الأردن محطته الأولى في جولته: “إن التحالف في مواجهة إيران فعال اليوم كما كان بالأمس، وكلّي أمل أنه سيستمر بفعاليته وحتى أكثر فعالية غداً”.

وقبيل بدء جولته قال بومبيو لقناة سي إن بي سي الأمريكية: إنّ أحد أهداف الرحلة التي تشمل الأردن، والكويت، وقطر، والسعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين، وسلطنة عمان، هو استمرار بناء التحالف ضد إيران، وهو تكتل يضمّ دولاً خليجيةً وإسرائيل، ودولاً أوروبيةً وآسيويةً حول العالم، تلك الدول التي تفهم أنّ إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب ويجب وقف أنشطتها.

وأكد أنّ الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا، مضيفاً أن الانسحاب لن يغير مهمة تدمير داعش، ومنع إيران من التأثير في المنطقة من خلال عملياتها الإرهابية، مشيراً أن ما سيحصل هو تغيير في التكتيكات.

وبحسب صحيفة بوليتيكو الأمريكية، فإن مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة الخارجية رجّح أن يركز بومبيو على موضوعين، الأول: أن الولايات المتحدة لن تغادر الشرق الأوسط رغم ما اعتبره المسؤول روايات كاذبةً محيطةً بقرار سوريا، في إشارة إلى قرار واشنطن سحب قواتها، والثاني: أن النظام الإيراني هو الفاعل الخطير في المنطقة.

بدورها، ذكرت شبكة أي بي سي نيوز، أن جولة بومبيو هي رسالة بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من الشرق الأوسط، وستعزز التزامها تجاه المنطقة وتجاه حلفائنا.

وقالت الشبكة: إن بومبيو سيسعى إلى حشد الدول التي سيزورها لدعم الانسحاب الأمريكي من سوريا، من خلال الإسهام بمزيد من التمويل، وحتى إمكان إرسال قوات عربية تحلّ محلّها.

وأشارت الشبكة، إلى تجميد ترامب مساعدات ماليةً قدرها 200 مليون دولار كانت مخصصةً لمشاريع في المناطق المحررة من تنظيم داعش في سوريا.

وذكرت أنه بدلاً من ذلك، ستقدّم السعودية والإمارات ودول أخرى -لم تسمّها- أكثر من 300 مليون دولار للمشروعات نفسها، مثل إزالة الألغام، وإزالة الأنقاض، واستعادة الخدمات مثل المياه الجارية والمستشفيات.

يشار أن الدول الثماني الواردة ضمن جولة بومبيو، تشكل تحالفاً أمنياً تعمل واشنطن على إنشائه، ويعرف بتحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، ويهدف إلى التصدي للعدوان الإيراني والإرهاب والتطرف، وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال بومبيو في تصريحات في عمّان: “إن قرار الرئيس ترامب بسحب جنودنا من سوريا لا يؤثر بأي حال في قدرتنا على تحقيق ذلك. وفي الأيام والأسابيع المقبلة سترون أننا نضاعف جهودنا الدبلوماسية والتجارية لتشكيل ضغط حقيقيّ على إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى