بعثة لتقصّي الحقائق حول استخدام الكيميائي في حلب.. وروسيا تتهم الغرب بالسعي لإدانة النظام ونسف التسوية

راديو الكل ـ تقرير

أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أنها أرسلت فريقاً إلى سوريا للتحقيق في هجوم وقع في مدينة حلب في تشرين الثاني الماضي، وادعت روسيا والنظام أن المعارضة نفّذته واستخدمت فيه غاز الكلور، في حين أكدت الولايات المتحدة أن لديها معلومات تثبت أن الروس والنظام “فبركوا” عملية استخدام غاز مسيل للدموع وتصوير حالات ضيق تنفس بهدف اتهام المعارضة بخرق اتفاق إدلب.

واتهمت روسيا دولاً غربيةً من بينها الولايات المتحدة بالسعي لاتهام تصدره منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للنظام بارتكاب جرائم باستخدام الأسلحة الكيميائية ما يضع التسوية السلمية بمشاركة النظام محلّ تشكيك، منتقدةً توسيع صلاحيات المنظمة التي باتت تشمل تحديد المسؤولين عن استخدام السلاح الكيميائي.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان لها: “إنها أرسلت بعثةً لتقصّي الحقائق مطلع شهر كانون الثاني الحالي للوقوف بشكل إضافي على الحقائق المرتبطة بالاشتباه”.

ويتوقع أن ترفع بعثة تقصّي الحقائق، النتائج التي توصّلت إليها للدول الأعضاء في المنظمة، بحسب البيان.

واتهم النظام وروسيا “جماعات تابعةً للمعارضة المسلحة” بالوقوف وراء الهجوم، وذكرت روسيا آنذاك أن “القصف كان مصدره المنطقة العازلة في إدلب الواقعة تحت سيطرة أنصار هيئة تحرير الشام”.

وأكدت الخارجية الأمريكية حصولها على معلومات تشير إلى تورط أفراد روس وتابعين للنظام في حادثة الغاز المسيّل للدموع، التي وقعت في 24 من تشرين الثاني الماضي شمال غربي حلب، واتهمت روسيا والنظام استناداً إليها المعارضة ومجموعات متطرفةً بشن هجوم بغاز الكلور بهدف تقويض الثقة في وقف إطلاق النار في إدلب.

وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت بلادينو، في بيان وصل راديو الكل نسخة منه: إن نظام الأسد وروسيا قاما في 24 من تشرين الثاني 2018 بتوجيه اتهام زائف للمعارضة والمجموعات المتطرفة بشن هجوم بغاز الكلور في شمال غربي حلب.

وأضاف أن الولايات المتحدة تدحض هذه الرواية بشدة ولديها معلومات موثوق منها بأنّ القوات الموالية للنظام هي من المحتمل أن تكون قد استخدمت القنابل المسيّلة للدموع ضد المدنيين في حلب بتاريخ 24 من تشرين الثاني.

كما لدى الولايات المتحدة معلومات تشير إلى تورط أفراد روس وتابعين للنظام في حادثة الغاز المسيل للدموع، ويعتقد أن كلا الجانبين قد استخدماه فرصةً لتقويض الثقة في وقف إطلاق النار في إدلب.

وعبّر نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عن قلق بلاده العميق لأنّ المسؤولين المؤيدين للنظام قد أبقوا سيطرتهم على موقع الهجوم في أعقاب حدوثه مباشرة، ما سمح لهم ربما بتزييف العينات وتلويث الموقع قبل إجراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحقيقاً سليماً في الأمر.

وقال: نحذّر روسيا والنظام من التلاعب بموقع الهجوم المشتبه به ونحثّهما على تأمين سلامة مفتشين مستقلين ومحايدين حتى يمكن محاسبة المسؤولين.

ووسّعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تشرين الثاني الماضي، بأغلبية الأصوات صلاحياتها، بحيث باتت تتولى مهمة تحديد الجهات المسؤولة عن حالات استخدام الأسلحة الكيميائية.

واعتبرت موسكو ذلك خطوةً غير قانونية وتمثل انتقاصاً من صلاحيات مجلس الأمن الدولي.

وقال مندوب روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكسندر شولغين: إنّ إطلاق عمل المنظمة بآلية تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية، يهدف إلى “إفشال عملية الحلّ السياسي في سوريا”.

وأوضح أن “سوريا الآن على عتبة أحداث مهمة، حيث توجد هناك عملية سياسية من شأنها وقف الحرب وتأمين الانتقال إلى الحياة السلمية، وهو ما لا تريده على ما يبدو واشنطن ولندن وعدد من العواصم الأخرى، فهي لا تزال تحلم بالإطاحة بـ بشار الأسد”.

ولفت إلى أن الدول الغربية، تتطلع لاتهام تصدره منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للنظام بارتكاب جرائم باستخدام الأسلحة الكيميائية، مما سيضع التسوية السلمية بمشاركة النظام محل التشكيك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى