ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ راديو الكل
ثمة بين الرّكام خيط من الأمل بالنسبة للسوريين للخلاص، يتنامى مع تنامي مخاوف السوريين المشتركة على هويتهم الوطنية كما يقول أكرم البني في صحيفة الشرق الأوسط. وفي جيرون كتب نزار أيوب مقالاً تحت عنوان “مكاسب إسرائيلية على وقع الحرب السورية”. وفي العربي الجديد كتبت دلال البزري مقالاً تحت عنوان “العودة إلى أحضان الأسد”.
وفي الشرق الأوسط كتب أكرم البني تحت عنوان “الصراع على سوريا… عود على بدء”.. على الرغم مما خلفه العنف المنفلت والشحن المذهبي من تمزيق لاجتماع السوريين ولحمتهم الوطنية، ورغم تنوع معاناتهم وتفاوتها كضحايا أو كمعتقلين أو كمشردين أو كفقراء معوزين، ثمة، بين هذا الركام، خيط من الأمل للخلاص، يتنامى مع تنامي مخاوف السوريين المشتركة على هويتهم الوطنية ومستقبل أطفالهم من الضياع، ومع تنامي ما يعتمل في نفوسهم من رفض لعبث الأجنبي في ديارهم، فكيف الحال إن تمكنوا من تمثل درس محنتهم الثمين، بأن الاستبداد والفساد المزمنين، وشيوع العنف والتمييز السّلطويين، وتغييب دور الناس وحرمانها من حقوقها، هي ما خصّب التربة الحاضنة للتنابذ والاقتتال الأهلي وأيضاً للصراع على البلد والسيطرة عليه، والأهم إن آمنوا بأن وحدتهم كمواطنين أحرار هي وحدها القادرة على الإطاحة، مرة وإلى الأبد، بمقولة “الصراع على سوريا”.
في جيرون كتب نزار أيوب تحت عنوان “مكاسب إسرائيلية على وقع الحرب السورية”.. تعبير المحللين وصناع القرار الإسرائيليين عن ارتياحهم لواقع الحال في سوريا، أخذ منحًى جديداً خلال الأسابيع الأخيرة، إذ صاروا يتباهون -علناً- بنجاح سياستهم المتمثلة بإبعاد إيران عن سوريا، ويؤكدون أن نفوذ روسيا في سوريا يصبّ في خدمة المصالح الإسرائيلية، على ضوء التنسيق المحكم بين الكرملين وتل أبيب، لجهة تحجيم نفوذ إيران في سوريا.
في محصلة الأمر، بات الإسرائيليون واثقين بأن نفوذ إيران سيكون محدوداً جداً في سوريا، وسيزول في نهاية المطاف، إذ إنّ التقاء المصالح بين روسيا و”إسرائيل” أكثر منه بين روسيا وإيران. ويبدو أن الإسرائيليين واثقون من ذلك إلى أبعد الحدود، نظراً إلى أن “أصدقاءهم” الروس هم أصحاب القرار الذين يمتثل الأسد لما يملونه عليه من أوامر وتوجيهات.
لا ضير في تحكم الروس في مقاليد الحكم في سوريا، ما دام التنسيق الإسرائيلي – الروسي يسير على أحسن حال، وليذهب السوريون وديمقراطيتهم إلى الجحيم، وليبق الأسد صنماً على كرسي الحكم، يقاوم ويمانع بالأقوال بعيداً من الأفعال.
وفي العربي الجديد كتبت دلال البزري تحت عنوان “العودة إلى أحضان الأسد”.. عمر البشير دشّن موسم العودة العربية إلى بشار، بكلمات ممتلئة بنفسها، بلقاء حارّ مع بشار، بشوق متبادل، وطبعاً بالنشوة المشتركة في الانتصار على شعبيهما، وقد سبق البشير بشاراً بعقود. ولعلّه الآن يتبادل معه النصائح، فيخلص إلى انتصار آخر ضد الانتفاضة المشتعلة في دياره؛ الأول يحمل للثاني خبرة “الصمود” بعد هذا الانتصار، وأما الثاني فيسنده وقت الشدّة. هل يحتاج المرء إلى رمزية أقوى من هذه: شبيه بشار الأسد، في كل شيء تقريباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى