واشنطن ترسل سفناً حربية ومارينز لسحب قواتها مع استمرار مشاوراتها مع تركيا

راديو الكل ـ تقرير

أرسلت واشنطن قوات بريةً ومجموعةً من السفن الحربية باتجاه سوريا للمساعدة في سحب قواتها من هناك، بالتزامن مع إعلان مسؤولين أمريكيّين كبيرين استمرار المباحثات مع تركيا بخصوص الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن قوات برية أمريكية في طريقها إلى سوريا للمساعدة في سحب القوات، في حين ستؤمن السفن الحربية تلك القوات في حال تعرضها لخطر.

وتقود مجموعة السفن المتجهة إلى سوريا سفينة الإنزال التابعة للبحرية الأمريكية “كيراسارج”، التي تحمل مئات من مشاة البحرية “المارينز” وعدداً من المروحيات.

وأكد مسؤول أمريكي في وقت سابق، أن الولايات المتحدة بدأت في سحب عتادها من سوريا، لكن لم تبدأ بعد عملية سحب جنودها.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه، أن سحب المعدات هو جزء من عملية البدء في سحب القوات من سوريا.

وأكد مسؤولون في البنتاغون، أن الجيش الأمريكي يمضي قدماً في خططه لسحب جميع القوات من سوريا تماشياً مع توجيهات البيت الأبيض، رغم أن الخلاف بين واشنطن وأنقرة قد يؤخّر العملية.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين عسكريين أمريكيين، أن وزارة الدفاع الأمريكية تواصل تنفيذ خطة سحب قواتها من سوريا طبقاً للإعلان الصادر عن الرئيس دونالد ترامب.

وأكد البنتاغون، في إشارة إلى التصريحات التي أدلى بها مستشار الأمن القومي جون بولتون بشأن وجود شروط مسبقة لتنفيذ سحب القوات الأمريكية من سوريا، أن تنفيذ خطة سحب الجيش من منطقة النزاع متواصل.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين في البنتاغون قولهم في هذا الشأن: “لم يتغير شيء. نحن لا ننفذ أوامر بولتون”، إضافةً إلى تأكيدهم أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تتلقّ أيّ أوامر جديدة بشأن سوريا من البيت الأبيض.

واجتمع بولتون مع المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم كالن بعد أيام من إضافة بولتون شرطاً جديداً للانسحاب الأمريكي عندما قال: إن على تركيا الموافقة على ضمان سلامة وحدات حماية الشعب الكردية حليفة واشنطن التي تعتبرها أنقرة إرهابية.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رفضه تصريحات بولتون وقال: إن مستشار الأمن القومي الأمريكي ارتكب خطأ جسيماً.

وذكرت وسائل إعلام تركية، أن أردوغان رفض لقاء بولتون أثناء زيارة الأخير إلى أنقرة في الآونة الأخيرة.

كما أكد الرئيس التركي، أن بلاده أنهت الاستعدادات الكاملة لشن عملية عسكرية في سوريا، مشيراً إلى أنها تستهدف جميع الإرهابيين بلا استثناء من دون تمييز بين “داعش” والوحدات الكردية.

وذكرت صحيفة “حرييت” التركية، أن أنقرة ستطلب من المسؤولين الأمريكيين تسليمها المواقع العسكرية الأمريكية في سوريا أو تدميرها.

واختارت “حرييت” لخبرها عنواناً يقول “سلّموها أو دمّروها” في إشارة إلى ما وصفته بأنها “22 قاعدةً عسكريةً أمريكية” في سوريا، مؤكدةً نقلاً عن مصادرها، أن تركيا لن تقبل بأن تسلم واشنطن هذه القواعد للوحدات الكردية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي (مايك بومبيو): إن بلاده تواصل المباحثات مع تركيا للوصول إلى نقاط اتفاق بشأن تنفيذ قرار الانسحاب من سوريا. 

وقال بومبيو: إنه تحدث مع نظيره التركي (مولود تشاووش أوغلو)، وإن المباحثات والمشاورات بين الجانبين مستمرة، وسنصل إلى نقاط اتفاق حول تنفيذ قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من سوريا بطريقة مثمرة”، وفق وكالة الأناضول.

وأشار إلى أن قرار الانسحاب من سوريا يتم تنفيذه مع تحقيق الأمن لمن يشعرون بالتهديدات الأمنية، ومكافحة “داعش” والتنظيمات الإرهابية. 

وأفادت وكالة رويترز، أن بولتون قال: “إن المحادثات بين مسؤولين عسكريين أمريكيين ونظرائهم الأتراك حول (الأكراد) وسوريا ستتواصل الأسبوع القادم على أمل التوصل إلى نتائج مقبولة من البلدين”.

وأضاف بولتون، أن الرئيس ترامب ووزير الخارجية بومبيو يدركون أن تركيا ملتزمة بعدم الإضرار بـ “الأكراد” الذين قاتلوا معنا ضد تنظيم “داعش”.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: “إن الإرهابيين هدفنا الوحيد ويعلم كلّ من يتحلى برجاحة العقل أنه ليس لدينا أيّ مشكلة مع إخواننا الأكراد الذين نحن معهم مثل اللحم وظفره”. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو: إن العملية العسكرية المرتقبة لبلاده ضد تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” بسوريا ليست مرتبطةً بانسحاب الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى