الأزمة المعيشية تستنفر فناني النظام.. ويشتكون لكن لمن؟

راديو الكل ـ تقرير


حملت الأسابيع القليلة الماضية موجةً من احتجاجات وشكاوى عدد من مشاهير وفنانين وفنانات بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون في مناطق سيطرة النظام، في ظلّ تفشي الفساد وازدياد نسبة الجرائم، وارتفاع أسعار الموادّ الأساسية ولا سيما المحروقات والأغذية التي يستحوذ عليها المتنفّذون وضباط الأمن والجيش بغية الاتّجار بها.


واشتكى كل من المذيعة الشهيرة ماجدة زنبقة والفنانة شكران مرتجى والفنان أيمن زيدان من سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وحالة الفقر التي يعاني منها الأهالي، بينما هدد أحد الأشخاص بالانتحار إذا لم يجد رأس النظام حلاً لحالة البؤس التي يعيشها السكان.


وذكرت زنبقة في منشور على صفحتها، أن الوضع من سيئ إلى أسوأ مرحلة في التاريخ، وأن الوعود التي تعطى من أجل الحلول كمن يكتب على لوح ثلج في الصيف، بحسب تعبيرها.


ووجهت كلامها لمن غادر البلاد بقولها: “لا تبك على حالك، ابك على حالنا داخل سوريا. التعامل مع المواطن أسوأ مما كان بعد كلّ الذي صار، والإعلام أسوأ إعلام بالعالم أو ثاني أسوأ إعلام مشان ما اظلمن..”.


وقالت: نحنا يلي أكلناها بإيدينا ورجلينا ولا تخلي حدا يقلك أنو خلصت الحرب ومن هالحكي لانو هلأ بلشت الحرب.. والحرب علينا يلي ضلينا وبس ….وإذا مفكر أنو تحسن الوضع من لما تحررت تقريباً كل المناطق بتمنى منك صديقي أنو تعرف من لما طلعت برا هالبلد أنت اخدت فرصتك فحاول استغلا وحاول أسس حياتك على أنك ما بتعرفا لهالبلد وتحاول تسحب أهلك لعندك اذا ما كانوا معك أساساً…


ووجهت الفنانة شكران مرتجى مناشدةً لرأس النظام تخبره فيها بألم وحسرة عن الأوضاع المعيشية التي لم تعد تطاق في سوريا، فالأسعار نار والأمن معدوم والحياة تحولت الى جحيم… وتحدثت فيها عن غلاء المعيشة وارتفاع أسعار إيجارات المنازل وفقدان الوقود وحليب الأطفال.


ووجه الفنان أيمن زيدان رسالةً أخرى لرأس النظام بعنوان: أعيدوا لنا كبرياءنا الذي ضاع. تحدث فيها عن تغاضي السلطات المسؤولة عن إيجاد حلول تقي الناس بؤسهم.


وكتب معالج من مدينة جبلة في منشور تناقلته صفحات ومواقع متعددة: “سيدي الرئيس هل أنت نائم عما يحصل. سيدي الرئيس… شعبك وأهلك جوعانين. سيدي الرئيس …ألا ترى المناشدات من الجميع في الوضع المأساوي”.
وأضاف: “الشعب بردان الشعب جوعان، الشعب قرف من كل شيء، أناشدك أسبوعاً فقط إن لم تحلّ مشاكل الشعب فسأغادر الدنيا وسحقاً لهيك دولة لا تحترم الفقير، وستكون نهايتي في/2019/1/18 وليشهد الكون”.


وكتب الإعلامي ماهر المؤنس في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”: “إذا كنت سورياً.. ولديك الآن جرة غاز، وتيار كهربائي، وعلبة حليب أطفال واحدة، فأنت أفضل حالاً من مئات آلاف العائلات السورية”، مضيفاً أن “الوضع الخدمي في دمشق خصوصاً سيئ للغاية، وباتت الشكوى مذلّة”.


ويزداد الطلب على المحروقات والغاز المنزلي مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات ولا سيما مع الأحوال الجوية في فصل الشتاء، في حين أظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي وقوف عدد كبير من الأهالي في طوابير طويلة ولساعات عدة بغية الحصول على مادة الغاز.


وبحسب تقارير صحفية، فإن سيارات الضباط والعساكر تستحوذ على نسبة ثلثي ما يصل من مادة الغاز إلى مراكز التوزيع.


وأدت الأزمة الحالية إلى رفع سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء، إذ تراوح ثمنها بين 8 و 10 آلاف ليرة سورية.


وتناقلت أنباء عبر التواصل الاجتماعي، أن أحد المواطنين في اللاذقية “هدد بتفجير قنبلة يدوية كان في طابور يضمّ أكثر من 400 شخص إذا لم يسلّموه أسطوانة غاز”، بعد أن تبيّن أنّ عدد الأسطوانات لا يزيد على 200، كما شهدت محافظة حلب شجاراً بين المواطنين للحصول على تلك المادة.


وتدهور سعر صرف الليرة أمام الدولار إلى مستويات كبيرة خلال سنوات الحرب، من 50 ليرةً للدولار إلى 500 ليرة، من دون أن يطرأ تحسن على الرواتب التي هي في الحالة العليا بحدود 40 ألف ليرة، أي ما يعادل 80 دولاراً، في حين يقدّر اقتصاديون أنّ حاجة الأسرة المؤلفة من 5 أفراد تصل إلى 800 دولار شهرياً، في حين تكلف وجبة الغذاء للأسرة وسطياً من 4000 إلى 5000 ليرة.


ولم يتحدث فنانو النظام وإعلاميوه عن أوضاع الملايين من النازحين أو اللاجئين الذين يعيشون في خيام أغرقتها الثلوج، بلا غذاء أو تدفئة، كما في مخيمات عرسال أو الشمال السوري أو مخيم الرقبان. ويوجهون الشكوى إلى رأس النظام من دون تحميله مسؤولية ما يجري، في موقف يعيد للذاكرة تكريسه بوصفه إصلاحياً وخارج إطار دائرة الفاسدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى