ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

الطبيعة المشتركة بين الأنظمة العربية تجعل التطبيع مع نظام الأسد مسألةً طبيعيةً لا تناقض فيها كما يقول مالك التريكي في القدس العربي. وفي جيرون كتب عبد الباسط سيدا مقالاً تحت عنوان “منطقتنا بين الحسابات الخارجية والتطلعات الداخلية”. وفي الشرق الأوسط كتب إياد أبو شقرا مقالاً تحت عنوان “ما هو أهمّ من طمأنة بومبيو؟”.

وفي القدس العربي كتب مالك التريكي تحت عنوان “نظام الأسد: إعادة تأهيل برعاية إسرائيل”.. الاختلاف بين الأنظمة العربية، بشتى تلويناتها، وبين نظام الأسد ليس اختلافاً في الطبيعة وإنما هو مجرد اختلاف في الدرجة. فجميع هذه الأنظمة تتّحد في الطبيعة القمعية، ولا تختلف إلا في درجات الاستعداد لارتكاب المجازر.

فلا جدال إذن في أن الطبيعة المشتركة بين الأنظمة العربية إنما تجعل التطبيع مع نظام الأسد مسألةً طبيعيةً لا تناقض فيها. وقد شاء التاريخ أن ييسّر لنا إدراك الدلالة، فجعل هذا التطبيع متزامناً، بل متضافراً، مع تسارع خطوات التطبيع مع إسرائيل، فإذا بأسرع المطبّعين مع الأسد هو أسرع المطبعين مع نتنياهو. ولأن كل هذا طبيعي ومفهوم، فقد آن الأوان حقاً ليعفينا القوم من هاتيك النكتة. نكتة الممانعة والمقاومة والصمود والتصدي.

في جيرون كتب عبد الباسط سيدا تحت عنوان “منطقتنا بين الحسابات الخارجية والتطلعات الداخلية”.. منطقتنا في حاجة إلى مبادرة من خارج الصندوق، إذا صح التعبير، تجمع بين الأطراف الإقليمية الفاعلة، ويكون هدفها التوافق على إيجاد الحلول لجملة المشكلات التي تعاني منها دول المنطقة، وذلك بهدف وضع حد لحالة تدمير الإمكانات الذاتية بأدوات محلية، التي نعيشها راهناً.

ربما يرى بعضهم أن تصوراً كهذا يدخل في باب التمنيات الوردية، وحجتهم في ذلك حالات الاحتقان الأيديولوجي المستعصية، سواء المذهبية أم القومية التي نراها في كل مكان. ولكننا -مهما فعلنا- لن نصل في نهاية المطاف إلى برّ الأمان، من دون اتخاذ الخطوات الناضجة الشجاعة المسؤولة، ولنا في التجربة الأوروبية خير مثال.

في الشرق الأوسط كتب إياد أبو شقرا تحت عنوان “ما هو أهم من طمأنة بومبيو؟”.. الجانب المشجّع في إرسال ترامب وزير خارجيته مايك بومبيو – المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية السي آي إيه – ومستشاره لشؤون الأمن القومي جون بولتون، أحد صقور حقبة المحافظين الجدد.. أنه ربما يعبّر عن جديّة حقيقية في التعامل مع ملفات منطقة حساسة من العالم… تشهد منذ بضع سنوات تساقط جميع الفرضيات والقناعات، وصولاً إلى انهيار مسلّمات ترسّخت طوال مرحلة الحرب الباردة.

لا شك في أن الحالة السورية كانت نقطة تقاطع مهمة، لأن الساحة السورية شهدت مناورات ومزايدات غير مسبوقة على مستوى الشرق الأوسط. واستنهضت محنة سوريا خلال 7 سنوات عدة ظواهر مفصلية، لعل أبرزها وأخطرها:

– تعميق الصراع المذهبي السنّي – الشيعي، ومنحه أبعاد الحروب المفتوحة. ولقد تفاقم هذا الصراع، كما نرى اليوم، حتى خارج سوريا.

– إعادة تعريف الأولويات إزاء إسرائيل، وبخاصة، عندما قرّر الضاربون بسيف إيران أن هدف محاربة التكفير الذي ادّعوا أنّ خلفه إسرائيل والغرب بات يتقدّم على محاربة إسرائيل نفسها.

– إعادة تعريف الهوية العربية ذاتها، وهنا لا بد أن نستعرض خطاب بشار الأسد الذي قال فيه كلماته الشهيرة: الأرض لمن يدافع عنها وليس لمن يحمل جنسيتها، وذلك في سياق دفاعه عن الميلشيات العراقية واللبنانية والإيرانية والأفغانية المنهمكة في تدمير مدن بلاده وتهجير سكانها.

– إطلاق الأحلام الانفصالية من كل نوع، وفي طليعتها الحلم الاستقلالي الكردي في الشمال السوري، وتنامي دعوات الفيدرالية القائمة على الهويات الفئوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى