بيدرسون يبدأ مهامّه بزيارة دمشق وأمامه استحقاق تشكيل اللجنة الدستورية

راديو الكل ـ تقرير

أكد مصدر في الأمم المتحدة نبأ زيارة المبعوث الأمميّ الجديد “غير بيدرسون” إلى دمشق قريباً، في حين رفض مكتب بيدرسون التعليق على هذه الزيارة التي ستكون الأولى منذ توليه مهامّه خلفاً لستيفان ديمستورا، الذي قدّم تقريره الأخير لمجلس الأمن في 20 من الشهر الماضي بعد فشل الدول الضامنة في التوصل إلى تشكيل لجنة صياغة الدستور، والذي تزامن مع إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا بشكل مفاجئ بعد أن كانت وضعت شروطاً لهذا الانسحاب من بينها إنجاز الحلّ السياسي.

ورفض مكتب بيدرسون في جنيف، على لسان المتحدثة الرسمية باسمه، ريم إسماعيل، تأكيد صحة خبر الزيارة أو نفيها. وقالت المتحدثة، رداً على سؤال وكالة “تاس” الروسية بهذا الشأن: “لا تعليق حالياً”.

وأعلن مساعد وزير خارجية النظام أيمن سوسان في مؤتمر صحفي، أن بيدرسون سيزور دمشق اليوم.

وعين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تشرين الأول الماضي، الدبلوماسيّ النرويجي غير بيدرسون، مبعوثاً خاصاً جديداً للأمم المتحدة إلى سوريا، بعد إعلان ديمستورا استقالته من هذا المنصب.

وفي بيان نشر على صفحته في تويتر، قال بيدرسون: “يشرفني أن أستهلّ مهمتي من أجل خدمة الشعب السوري وتطلعاته من أجل السلام”.

ومع بدء عمله تبرز أمام بيدرسون عقبة تشكيل لجنة صياغة الدستور التي كان من المفترض أن تشكّل قبل نهاية العام الماضي كما أقرت قمة إسطنبول الرباعية التي جمعت روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا، وهي من بين جملة من ملفات القضية السورية تندرج في إطار الحلّ السياسي استناداً إلى بيان جنيف1 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وفشلت الدول الضامنة والمبعوث الأممي السابق ستيفان ديمستورا خلال اجتماعات عقدت في جنيف في 18 من الشهر الماضي في التوصل إلى تشكيل لجنة صياغة الدستور.

وقال دبلوماسي غربي: إن نقاشاً حاداً جرى بين المبعوث الأممي ووزراء خارجية الدول الضامنة حول القائمة الثالثة المتعلقة بالمجتمع المدني، إذ رفض ديمستورا اقتراح روسيا تسمية النظام 30 عضواً والمعارضة 20 من ممثلي القائمة الثالثة، مشدداً على أن ذلك يقوض مفهوم بيان مؤتمر سوتشي، الذي نص على أن تضمّ القائمة الثالثة ممثلي المجتمع المدني والمستقلين والأقليات والعشائر.

وكانت الولايات المتحدة هددت على لسان المبعوث الخاصّ إلى سوريا جيمس جيفري بإنهاء مسار أستانة إذا لم يتوصّل إلى إعلان لجنة صياغة الدستور قبل العشرين من الشهر الماضي؛ وهو الموعد الذي قدّم فيه ديمستورا تقريره الأخير لمجلس الأمن.

وبالتزامن مع فشل تشكيل لجنة صياغة الدستور، أعلن الرئيس الأمريكي سحب قواته من سوريا، ما أحدث هزةً كبيرةً في الأوساط السياسية والعسكرية إقليمياً ودولياً وخلط الأوراق ولاسيما في مناطق شرق الفرات التي أعلنت تركيا أنها ستشهد عمليةً عسكريةً ضد إرهابيين هناك، في حين ألحق ترامب سلسلة تغريداته بأخرى قال فيها: إن بلاده تعتزم إقامة منطقة آمنة بمسافة 20 ميلاً في الأراضي السورية.

وفي حين تحدثت أوساط النظام عن أن الانسحاب هو انتصار له ويجب أن يبنى عليه في مسار الحلّ السياسي، ولاسيما بعد أن كانت واشنطن ربطت سحب قواتها بتقدم في العملية السياسية، إلا أن محللين يرون أن الولايات المتحدة ستحتفظ بقاعدتين مركزيتين أو ثلاث في سوريا (رميلان والتنف في البادية السورية)، وهو ما يسمى إعادة تموضع وليس انسحاباً كاملاً.

ومع بدء واشنطن سحب عتادها من بعض مواقعها، عاد الحديث مجدداً عن مسار الحلّ السياسي، وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن قمة ضامني أستانة التي ستعقد قريباً في موسكو ستناقش خطط تلك الدول لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا، بالإضافة إلى آخر مستجدات تشكيل اللجنة الدستورية السورية، خاصة مع تسلم المبعوث الأممي، غير بيدرسون، مهامّه رسمياً خلفاً لستيفان ديمستورا.

وتؤكد المعارضة، أن مسار جنيف هو مسار وحيد للحل السياسي الشامل عبر تجسيد حقيقيّ للانتقال السياسي وفق بيان جنيف1، وقرار مجلس الأمن 2254.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى