ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

لا مبالغة في اعتبار إقليم الشرق الأوسط إقليماً منكوباً، منكوباً بالفقر والبطالة والفساد وغياب الدولة الطبيعية والثقافة الرحبة للعيش كما يقول غسان شربل في الشرق الأوسط. وفي صحيفة الخليج كتب حسام ميرو مقالاً تحت عنوان “الذرائعية السياسية حول سوريا”. وفي صحيفة نيويورك تايمز كتبت “ويتني هارست” مقالاً تحت عنوان “تخبط في الإدارة الأمريكية حول سوريا”.

وفي الشرق الأوسط كتب غسان شربل تحت عنوان “إقليم منكوب وزحمة حروب وأطباء”.. لا مبالغة في اعتبار إقليم الشرق الأوسط إقليماً منكوباً. منكوباً بالفقر والبطالة والفساد وغياب الدولة الطبيعية والثقافة الرحبة للعيش. منكوباً بشهيات قديمة لدول تزعم أن التاريخ عاقبها وقلّصها وحاصرها داخل ما تسمى حدودها الدولية. ومنكوباً بتعليم ينتمي إلى زمن انقضى، وجامعات تخرّج متمرسين في المرارات ومشاعر الإحباط.
ليس بسيطاً على الإطلاق ما شهدناه ولا نزال. دارت على أرض سوريا سلسلة من الحروب، وبعضها لا يعد بنهاية قريبة. لقد شاهدنا حرباً بين سوريين معارضين وسوريين موالين. ثم شاهدنا سوريا تتحول إلى جرح مفتوح تدفق إليه المتطرفون والإرهابيون، وهكذا اتخذ النزاع الدائر هناك منحًى آخر. شاهدنا جميع أنواع التدخلات في دولة انهار استقرارها واستبيحت حدودها.
لا الطبيب الروسي يملك حلاً كاملاً بمفرده، ولا الطبيب الأمريكي يملكه. تدخلات الطبيب الإيراني تفاقم حالة المريض، والأمر نفسه بالنسبة إلى الطبيب التركي. فوق هذا المشهد المكتظّ بالحروب والأطباء يجول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لتبديد الانطباع أن قرار ترامب يعني ترك الإقليم المنكوب لمصيره. مهمة استثنائية لبومبيو تشمل توزيع الأفكار والتعهدات، فضلاً عن الضمانات والضمادات.

في صحيفة الخليج كتب حسام ميرو تحت عنوان “الذرائعية السياسية حول سوريا”.. إن تجاهل مفاعيل الكارثة السورية في البنى الاجتماعية السورية، وما أنتجته من خلل، لا يمكن تجاوزه، ربما لسنوات مقبلة، من أجل استقرار النظام الإقليمي هو مسألة ذرائعية محضة، تتجاوز المسألتين الأخلاقية والسياسية في الوقت ذاته.
إن استعادة سوريا لتكون ركناً من أركان النظام الإقليمي العربي، في وجه المطامع التوسعيّة، لإيران وتركيا و«إسرائيل»، يكون عبر الضغط من أجل عملية انتقالية منصفة للسوريين، تضمن فتح صفحة جديدة، على أسس موضوعية لتحقيق السلم الاجتماعي، وبرامج حقيقية لإنصاف الفئات المتضررة، وفتح الأفق السياسي على واقع تنافسيّ وطني، ينطلق من كتابة عقد اجتماعيّ جديد، غير طائفي، يقوم على المواطنة المتساوية، وضمان الأدوات التنفيذية لتحقيقه، وما عدا ذلك، سيكون متاهةً جديدة، ليس فقط للسوريين، بل لمجمل المنظومة العربية.

وفي صحيفة نيويورك تايمز كتبت “ويتني هارست” تحت عنوان “تخبط في الإدارة الأمريكية حول سوريا”.. أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكية “مايك بومبيو” إلى القاهرة، قبل أيام قليلة، صرّح الوزير بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تنسحب من سوريا حتى تلحق بالإرهاب الهزيمة.
ولكن، وبالعودة إلى الزعيم الأول في البيت الأبيض، دونالد ترامب، أعلن الرئيس أن القوات الأمريكية تنسحب من سوريا، واستخدم الفعل المضارع المستمر، أي أن القوات بدأت بذلك، وهو ما كشفته الصّحافة اليوم ببدء إخراج المعدات العسكرية خارج الأراضي السورية.
ويشهد العالم التخبط الذي تعانيه التصريحات الأمريكية، فبالعودة إلى الكيان الإداري، يتبع بومبيو لترامب، ولكن لكل منهما رسالة مختلفة عن الآخر.
ومنذ الإعلان المفاجئ لسحب القوات الأمريكية من سوريا، يحاول مستشارو ترامب بثّ رسالة مغايرة لما يقوله هو، في محاولة لتهدئة مخاوف حلفائها، خصوصاً “إسرائيل”، التي وصفت القرار بالمحبط.
ومن دون رسالة موحدة حول سوريا، يرتفع قلق حلفاء الولايات المتحدة يوماً بعد آخر، وأولهم “إسرائيل”، حول وقوف ترامب على الضفة نفسها التي يقف عليها وزراؤه ومستشاروه، أم أنّ له مكاناً آخر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى