ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ راديو الكل

يبدو أن العواصم العربية ذات الصلة بإعادة النظام إلى الجامعة العربية، قد آثرت التريث، وربما تكون تلقّت إشارات بهذا الصدد عشية وأثناء جولة مايك بومبيو للمنطقة، بموازاة جولة جون بولتون بين إسرائيل وتركيا كما يقول عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور الأردنية. وفي صحيفة العرب كتب علي الأمين مقالاً تحت عنوان “استكمال السطوة الإيرانية بقناع سوري في لبنان”. وفي صحيفة الاتحاد كتب عبد الوهاب بدرخان مقالاً تحت عنوان “إدارة ترامب واحتواء إيران”.

وفي الدستور الأردنية كتب عريب الرنتاوي تحت عنوان “لماذا انحسرت موجة التفاؤل بعودة سوريا للجامعة؟”.. يبدو أن العواصم العربية ذات الصلة بإعادة النظام إلى الجامعة العربية، قد آثرت التريث، وربما تكون تلقّت إشارات بهذا الصدد عشية وأثناء جولة مايك بومبيو للمنطقة، بموازاة جولة جون بولتون بين إسرائيل وتركيا.

مع أن أطرافاً عربيةً أخرى عديدة، ومن بينها القاهرة، ربما تكون استعجلت الانفتاح على النظام لمساعدته على وقف التمدد التركي في شمالي سوريا.

وأضاف أن النظام لن يشارك في قمة بيروت الاقتصادية، وليس ثمة ما يدعو للتفاؤل بأنه سيشارك في قمة تونس المقبلة … يبدو أن «موجة التفاؤل» كانت سابقةً لأوانها.

في صحيفة العرب كتب علي الأمين تحت عنوان “استكمال السطوة الإيرانية بقناع سوري في لبنان”.. بدأ حزب الله باستخدام قناع نظام الأسد، بوصفه وسيلةً إضافيةً يجري اعتمادها لتطويق وتطويع بعض الحلفاء والخصوم. فمن جهة خصومه وجّه حزب الله إلى بعض معارضيه رسائل مشفّرة، مفادها أنتم أمام خيارين إما التسليم بوصاية إيران عبر حزب الله، وهذا يضمن لكم حصصكم في السلطة، ويوفر لكم الحماية من خطط انتقام النظام، وإن لم توافقوا فاستعدوا لمواجهة النظام الذي لن يتسامح مع كل من راهن وعمل على إسقاطه في لبنان.

‏لا شكّ أنّ هذين الخيارين، اللذين يقترحهما حزب الله، يشيران إلى ما ينتظر اللبنانيين في المرحلة المقبلة، وهي المرحلة التي سيعتمد فيها منهجية إدارة نفوذه من خلال استخدام العصا السورية والجبنة الإيرانية، بحيث يحصر الخيارات بين نظام الأسد وبين حزب الله، وهذه وسيلة يفهمها الجميع ولكن لن يستطيع أحد مواجهة “خبثها” طالما أنه لا خيار آخر مطروحاً في مواجهة النفوذ الإيراني بوجهه اللبناني أو بوجهه الأسدي.

في صحيفة الاتحاد كتب عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان “إدارة ترامب واحتواء إيران”.. إن الأهمّ في جولة وزير الخارجية الأمريكي على تسع دول عربية ما طرحه في المحادثات مع القادة والمسؤولين. أما خطابه في القاهرة، على أهميته، فلا يعدّ كافياً للإقناع بأن المراجعة السريعة التي أجرتها إدارة دونالد ترامب لقرار الانسحاب من سوريا توصّلت إلى رؤًى واضحة لدوافعه وأهدافه ونتائجه المتوقّعة.

قد تكون الاستراتيجية الأمريكية طويلة النفس، وتستلزم وقتاً وعملاً كثيراً وتحالفات متماسكة، غير أنّ الحلفاء أو الشركاء ليسوا جميعاً على الموجة نفسها في إدراك الخطر الإيراني وإرادة مواجهته. فالأكثر تصميماً وصلابةً بينهم يعانون أولاً من تحفّظات الآخرين وتردّدهم، وثانياً من عدم حزم الإدارة الأمريكية وحسمها في جلب الآخرين إلى استراتيجيتها. وتنبغي الإشارة خصوصاً إلى الحذر الشائع، دولياً وليس عربياً فحسب، إزاء تقلّبات هذه الإدارة من جهة ومشكلاتها الداخلية من جهة أخرى. صحيح أن نقطة القوة في احتواء إيران تكمن في مراهنتها على شدّة العقوبات وتأثيرها في الاقتصاد والوضع الداخلي، إلا أنّ تطبيقها من دون التزام الاتحاد الأوروبي (المهادن لإيران رغم العقوبات الأخيرة) ومن دون تعاون روسيا والصين وتركيا، يشكّل خللاً بنيوياً في الاستراتيجية نفسها.

يستتبع ذلك مثلاً أن تعذّر التفاهم بين واشنطن وموسكو على مستقبل سوريا يجعل من الانسحاب الأمريكي عاملاً قويّاً مساعداً لإيران، بدليل أنها سارعت إلى مهادنة تركيا سورياً لتتمكّن من تأمين سيطرتها على المنفذ الحدودي بين العراق وسوريا، وهو ما لا تبدي روسيا أيّ اهتمام بمنعه رغم علمها بمخاطره المستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى