المنطقة الآمنة في سوريا محور تحركات دبلوماسية تركية قادمة

راديو الكل ـ تقرير

مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التوصل إلى تفاهم تاريخي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري.. برزت مؤشرات تدل على أن هذه المنطقة وضعت في دائرة التحضير للبدء بتنفيذها بالتزامن مع ترتيبات الانسحاب الأمريكي من مناطق في شرق الفرات، ومن بين ذلك المحادثات التي يجريها رئيسا أركان البلدين، والزيارة التي يعتزم الرئيس التركي القيام بها إلى موسكو والتي يتوقع أن تتمحور حول المنطقة الآمنة التي نشرت وسائل إعلام تركية مسحاً لها يشمل مدناً وبلدات من محافظات حلب ـ الرقة ـ والحسكة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “توصلنا إلى تفاهم تاريخي بشأن إنشاء منطقة آمنة في شمالي سوريا، أثناء المكالمة الهاتفية مع الرئيس الأمريكي، ويمكننا إنشاء المنطقة الآمنة التي تهدف إلى توفير الأمن للسوريين، في حال تلقينا الدعم المالي”.  

ولفت أردوغان إلى ضرورة أن تقام المنطقة الآمنة بالتشاور مع جميع الأطراف المؤثرة، بما فيها الدول الضامنة في مفاوضات أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، مع التشديد على رفضه مشاركة الوحدات الكردية المكوّن الرئيس لما يسمى بتحالف قوات سوريا الديمقراطية حليف الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم داعش، في هذه العملية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن: إن الرئيس أردوغان سيزور العاصمة الروسية في 23 من كانون الثاني الحالي لبحث قضايا الشأن السوري بشكل موسع.

ولم تعلق روسيا أو إيران -وهما الطرفان الآخران في مسار أستانة- على موضوع المنطقة الآمنة، في حين رد مصدر مسؤول في وزارة خارجية النظام بأنه مصمّم على الدفاع عن حرمة الأراضي ضد أيّ شكل من أشكال العدوان والاحتلال.

ووفقاً لمسح وقياسات أجرتها وكالة الأناضول، فإن “المنطقة الآمنة تشمل مدناً وبلدات من محافظات حلب والرقة والحسكة، وتمتد على طول 460 كم، على طول الحدود التركية السورية، وبعمق 20 ميلاً (32 كم)”.

وأظهر المسح، أن أبرز المناطق المشمولة، هي تلك الواقعة شمالي الخطّ الواصل بين قريتي صرّين في محافظة حلب، وعين عيسى في محافظة الرقة.

كما تضمّ المنطقة الآمنة، مدينة القامشلي وبلدات رأس العين، وتل تمر، والدرباسية، وعامودا، ووردية، وتل حميس، والقحطانية، واليعربية، والمالكية في محافظة الحسكة، وكذلك ستضم المنطقة كلاً من عين العرب في حلب، وتل أبيض في الرقة.

وكانت تركيا طرحت فكرة المنطقة الآمنة في سوريا في العام 2013 على الأوروبيين والروس والولايات المتحدة إلا أن الرئيس الأمريكيّ السابق باراك أوباما عدّها غير واقعية ورفض دعمها بمختلف الحجج. 

وفيما يتعلق بالمسار السياسي، قال الرئيس أردوغان: إن صيغة حلّ الأزمة السورية تتمثل في دستور جديد يحمي حقوق جميع شرائح المجتمع ويلبّي تطلعاتها، إلى جانب إجراء انتخابات حرة.

وأضاف أن اتفاق سوتشي حول إدلب جنّب المنطقة أزمةً إنسانيةً جديدة، على الرغم من حدوث بعض أوجه القصور.

وتابع: “آمل أننا سنحوّل إدلب إلى منطقة آمنة ومستقرة على غرار المناطق التي دعمناها”.

وأكد أنّ بلاده قضت على الإرهابيين شمالي حلب عبر عمليتي “درع الفرات” و “غصن الزيتون”، ولاسيما في مناطق جرابلس والباب وعفرين وأعزاز. وحققت تركيا نجاحات كبيرةً في عمليتي “درع الفرات” و “غصن الزيتون” عامي 2016 و 2017؛ إذ طهّرت مناطق واسعةً من الشمال السوري كانت تسيطر عليها منظمات إرهابية، إضافة إلى إعادة تأهيل البنى التحتية فيها، ولاسيما الطبية والإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى