تحذيرات أممية من خطورة الأوضاع في مخيم الرقبان

راديو الكل ـ تقرير 

حذرت منظمات أممية من خطورة أوضاع النازحين في مخيم الرقبان، ولاسيما مع تزايد عدد الوفيات بين الأطفال بسبب البرد وانعدام الرعاية الصحية ونقص المساعدات الإغاثية، في وقت يسعى فيه الأردن وروسيا إلى تفكيك المخيم الذي يؤوي نحو 60 ألف شخص، والمتاخم للحدود السورية الأردنية والقريب من منطقة التنف التي توجد فيها قاعدة أمريكية.

وقال “غيرت كابيلير” المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسيف: إنه من دون توافر رعاية صحية وحماية ومأوًى يمكن الوثوق بها، سيموت المزيد من الأطفال يوماً بعد يوم، التاريخ سيحكم علينا بسبب هذه الوفيات التي يمكن تجنبها تماماً.

وفي وقت سابق أمس، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وفاة 15 طفلاً نازحاً غالبيتهم من الرّضّع في سوريا، من جراء البرد القارس ونقص الرعاية الصحية؛ 8 منهم في مخيم الرقبان، ولاقى 7 آخرون حتفهم بعد فرارهم من منطقة هجين وغالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين

وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة “هيرفيه فيرهوسيل”: إن ظروفاً صعبةً يواجهها النازحون السوريون في مخيم الرقبان، داعياً جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين بشكل آمن ودائم، بما يتماشى مع التزاماتهما بموجب القانون الإنسانيّ الدولي”.

وأكد أن آخر قافلة مساعدات وصلت إلى الرقبان كان في تشرين الثاني الماضي.

وقالت روسيا: إن جزءاً من المساعدات وقع بيد مسلحي مغاوير الثورة الذين يسيطرون على المخيم والمدعومين من الولايات المتحدة بسبب إشرافهم على توزيعها.

وقالت الخارجية الروسية في بيان: إن الموافقة على إرسال قافلة مساعدات أممية جديدة إلى مخيم الرقبان في ظل الظروف الحالية أمر مرفوض تماماً.

وتتفق روسيا مع الأردن على تفكيك المخيم وإعادة السيطرة على المنطقة للنظام، وقال وزيرا الخارجية الأردني أيمن الصفدي والروسي سيرغي لافروف: إن عودة النازحين إلى مدنهم وبلداتهم هو الحلّ الجذريّ الوحيد.

وتمنع روسيا والنظام والأردن دخول مساعدات إلى المخيم الذي تحتاج المساعدات الإنسانية أحياناً إلى أشهر طويلة للدخول إليه.

ويؤكد المجلس المحلي وهيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الرقبان رفض العودة إلى مناطق النظام، وطالبوا بنقل المخيم إلى الشمال السوري وبحماية التحالف الدولي.

ويكتسب المثلث الحدوديّ بين العراق وسوريا والأردن أهميةً استراتيجيةً كونه يشكّل عقدة مواصلات إقليمية تربط بلاد الشام بالخليج وإيران، وتقع التنف على الطريق البريّ السريع بين بغداد ودمشق، وكان النظام يستخدمه فيما سبق لنقل الأسلحة إلى ميلشيا حزب الله، في حين تشعر موسكو بالاستياء من قاعدة التنف لأنها تقدّم دعماً للمعارضة.

وتولي الولايات المتحدة أهميةً استثنائيةً للتنف، حيث نفّذت في العام 2003 عمليات إنزال جويّ في مثلث التنف، وذلك قبل أيام من غزو العراق.

وقال مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومى جون بولتون، إن القوات الأمريكية لن تنسحب من قاعدة التنف في سوريا حالياً.

وتقول روسيا: إن الأمريكيين أقاموا قاعدةً ثابتةً في منطقة التنف تنشر فيها منصات صواريخ من نوع هايمرس، بينما يمنع طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قوات النظام أو ميلشيات إيران من التقدم باتجاه المنطقة.

ويعيش نازحو مخيم الرقبان البالغ عددهم أكثر من 60 ألفاً، أوضاعاً إنسانية مأساوية، بسبب محاصرة النظام له ومنعه وصول القوافل، بهدف إخضاع الناس للمصالحات والتسويات، بالتزامن مع إجراءات أمنية مشددة من السلطات الأردنية التي تمنع إدخال المساعدات من طرفها، وكذلك ترفض استقبال الحالات المرضية.

ويقع هذا المخيم العشوائي -الذي أنشئ نهاية 2015- وسط أرض قاحلة تحيط بها رمال الصحراء، وتجتاحه العواصف الرملية بشكل متكرر، ويقطن النازحون في خيام متنقلة تفتقر إلى عوازل المياه، وفي بعض البيوت الطينية الأكثر مقاومةً لعوامل الطبيعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى