ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

أصبح بشّار الأسد، وليس سوريا، فجأةً قضيةً لبعض الدول الخليجية، وفي مقدمتها الإمارات، بعد أن كان عاراً على البشرية ومجرم حرب يطالب بتسليمه إلى العدالة الدولية كما تقول منى عبد الفتاح في العربي الجديد. وفي صحيفة الاتحاد كتب رياض نعسان آغا مقالاً بعنوان “إغلاق الجرح السوري”. وكتب حسن فحص مقالاً في المدن تحت عنوان “إيران واحتمال مغادرة سوريا”.

في العربي الجديد كتبت منى عبد الفتاح تحت عنوان “الاعتراف الأخير بالأسد”.. أصبح بشّار الأسد، وليس سوريا، فجأةً قضيةً لبعض الدول الخليجية، وفي مقدمتها الإمارات، تبعاً للتحوّل نحو إعادة العلاقات معه والقبول به، بعد أن كان عاراً على البشرية ومجرم حرب يطالب بتسليمه إلى العدالة الدولية.
وأضافت: كانت الإمارات إحدى الدول العربية التي تؤيّد الثورة السورية في العلن، بينما عملت على تغذية الصراع داخل جماعات المعارضة السورية المسلحة سرّاً. وإذ تؤيّد الإمارات التدخل الروسي في سوريا، والذي يهدف إلى حماية النظام، فإنّه يتعارض مع الموقف الدولي الرافض لتدخل موسكو في الأزمة السورية لمصلحة بقاء الأسد. وعليه، لم يكن مستغرباً تحدّث البيان الإماراتي عن دعم استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري، بعد ذكره أن تغيّراً طرأ على الموقف السوري، لم يفصّله صراحة. ولعله كان يقصد استعادة الأسد، بعد 8 سنوات من الصراع، السيطرة على مساحة كبيرة من الأراضي السورية، بعد تلقيه الدعم من روسيا وإيران وحزب الله، وهزيمة مسلحي تنظيم داعش.


وفي صحيفة الاتحاد كتب رياض نعسان آغا.. أن جميع السوريين (معارضين ومؤيدين) يتمنّون أن يغلق الجرح السوري، وأن تستعيد سوريا المريضة عافيتها، وأن تعود إلى مكانتها الإقليمية والدولية، فقد دفع الشعب ثمناً باهظاً من جراء المطالبة بالحرية والكرامة، وبعد أن حمي الوطيس وتحولت سوريا إلى مستنقع دم ودمار، اكتشف الجميع (شعباً وسلطةً) أنهم صاروا خارج الملعب السياسي، وأن قضيتهم الكبرى باتت الكرة التي تتقاذفها الأرجل، ثم ذرّت بها رياح المصالح الدولية التي راحت تتصارع باسمهم وعلى أرضهم، وهم بين ضائع في بلاد التشرد واللجوء أو صابر مذعن للسلطة القوية، أو معارض حالم بما استحال أن يحققه، فأما الثوار الأشداء فهم اليوم بين قتيل ومعتقل ومشرد محبط، وهناك على الضفتين منتفعون يبحثون عن ثراء، وبعضهم حقق مبتغاه، وآخرون ما يزالون يسعون إلى مصالح فردية غير آبهين بكل ما حدث من مآس.
ندعو إلى تنظيف ما تحت الجراح قبل الإغلاق، لأن ما يبنى على خطأ سيكون خطأً مستمراً، وسينفجر ما تحت الجراح مرةً أخرى بما فيه من تقيّح كريه، وحين يتمّ التنظيف سينهض الشعب كلّه للتسامي فوق الجراح، ولإعادة البناء من جديد، على أسس من الاعتراف الجادّ بحقوق الشعب، وبحريته وكرامته وتحقيق شرعية مطلبه بدولة مدنية ديمقراطية.


وفي المدن كتب حسن فحص.. مصادر قريبة من مراكز القرار في إيران لم تستبعد أن تقوم القيادة الإيرانية بعملية “إعادة انتشار في سوريا” وليس انسحاباً، لكن لن تتخذ هذه الخطوة ما لم يتم التوصل إلى حلول لملفّي مناطق شرق الفرات والأزمة الكردية – التركية – الأمريكية ما بعد الانسحاب، إضافة الى الاستعدادات لخوض المعركة الأخيرة لاستعادة محافظة إدلب إلى النظام. وتعتقد هذه المصادر أن إعادة الانتشار الإيراني في سوريا قد تحمل رسائل إيجابيةً لجميع الجهات التي تضغط على طهران لإجبارها على الانسحاب، خاصة الجانب الأوروبي، ما يعزز التعاون بينهما في مسار الحفاظ على الاتفاق النووي، ويسهم في تخفيف الضغوط على الشريك الروسي أمام المجتمع الدولي الذي يبدو أنه فوّض موسكو بإدارة ملفّ الحلّ في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى