المنطقة الآمنة وملفات سورية أخرى ترافق أردوغان في زيارته إلى موسكو

راديو الكل ـ تقرير

يعقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان قمةً في موسكو هي الأولى بعد قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، حيث من المتوقع أن يتصدر هذا القرار المباحثات بين الرئيسين إضافة إلى المنطقة الآمنة ومصير اتفاق سوتشي حول وقف إطلاق النار في الشمال السوري والذي يتحدث الروس بأنه اتفاق مؤقت.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات أدلى بها قبيل توجهه إلى موسكو، أنه سيبحث مع الرئيس بوتين العلاقات الثنائية ومختلف القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها سوريا، بما فيها مسألة إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، مشدداً على أن تركيا “لن تسمح بإقامة منطقة آمنة في سوريا تتحول إلى مستنقع جديد ضدها”. كما أكد أن تركيا “أظهرت عزمها من خلال المبادرة التي وضعتها بشأن إدلب”.

وأعلن أردوغان في وقت سابق، أنه توصل إلى ما وصفه بالتاريخي بشأن إنشاء منطقة آمنة في شمالي سوريا، أثناء المكالمة الهاتفية مع الرئيس الأمريكي، وقال: “يمكننا إنشاء المنطقة الآمنة التي تهدف إلى توفير الأمن للسوريين، في حال تلقّينا الدعم المالي”. 

ولفت أردوغان، إلى ضرورة أن تقام المنطقة الآمنة بالتشاور مع جميع الأطراف المؤثرة، بما فيها الدول الضامنة في مفاوضات أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، مع التشديد على رفضه مشاركة الوحدات الكردية المكوّن الرئيس لما يسمى بتحالف قوات سوريا الديمقراطية حليف الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم داعش، في هذه العملية.

وبرزت مؤشرات تدل على أن المنطقة الآمنة التي نشرت وسائل إعلام تركية مسحاً لها يشمل مدناً وبلدات من محافظات حلب ـ والرقة ـ والحسكة، وتبلغ مساحتها نحو 15 ألف كيلو متر مربع؛ أي أكبر من مساحة لبنان، قد وضعت في دائرة التحضير للبدء بتنفيذها بالتزامن مع ترتيبات الانسحاب الأمريكي من مناطق في شرق الفرات.

ولم تعلّق روسيا أو إيران -وهما الطرفان الآخران في مسار أستانة- على موضوع المنطقة الآمنة، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا إلى أن يتسلّم النظام مناطق شرق الفرات بعد انسحاب القوات الأمريكية منها، مؤكداً وحدة وسيادة سوريا. في حين رد مصدر مسؤول في وزارة خارجية النظام بأنه مصمّم على الدفاع عن حرمة الأراضي ضد أيّ شكل من أشكال العدوان والاحتلال.

وقال الكاتب والصحفي التركي سردار تورغوت: إن حظوظ أنقرة في تحقيق ما تريده حول المنطقة الآمنة مرتبط بقدرتها على إقناع الرئيسين ترامب وبوتين بقبول الخطة ودعمها، لكنّ لعبة التوازنات الحالية في المشهد السوري تكاد تقول: إن وصول تركيا إلى ما تريده لن يكون سهلاً بسبب تضارب وتباعد المصالح والسياسات الأمريكية والروسية في سوريا.

وقال جنكيز تومر نائب عميد جامعة أحمد ياسيف التركية لـTRT عربي: إنّ الموقف الروسي من المنطقة الآمنة مهمّ جداً، خاصةً في ظل معارضة النظام وتنظيم YPG لتنفيذ الفكرة.

وبحسب تومر، فإن تركيا تنتظر التعاون من روسيا في موضوع المنطقة الآمنة وإقناع النظام بقبول الفكرة.

وأضاف أن القمة ستتناول التنسيق الروسي التركي حول مسألتي منبج وإدلب. ويشير تومر إلى أن هذه واحدة من أكثر اللقاءات حساسيةً خلال الفترة الأخيرة، وستؤثر نتائجها في مستقبل سوريا بشكل مباشر، وستكون بمنزلة ورقة الاستمرارية في تطور العلاقات التركية الروسية التي شهدتها السنوات الأخيرة.

وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن لقاء الرئيسين سيتركز على الوفاء بالاتفاقات الروسية – التركية بشأن إدلب، معتبراً في الوقت نفسه أنها “لا تقتضي منح حرية كاملة لمن أسماهم بالإرهابيين الذين يواصلون قصف مواقع للنظام ويحاولون مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم” بحسب تعبيره.

ولم يتم إنجاز اتفاق سوتشي بشكل نهائي بعد أربعة أشهر على توقيعه بسبب استمرار الخروقات من النظام وإيران ورغبتهما في اقتحام أرياف حماة واللاذقية وإدلب وحلب، بينما وسّعت هيئة تحرير الشام مناطق سيطرتها واستولت على نقاط استراتيجية على حساب الجبهة الوطنية للتحرير التي تدعمها تركيا.

وفيما يتعلق بعملية السلام، فإن تصريحات المسؤولين الروس تشير إلى رغبتهم في استمرار مسار أستانة، ومواصلة التنسيق مع كل من تركيا وإيران للدفع بحل سياسي يناسب ضامني أستانة من دون تدخل المجموعة المصغرة والأمم المتحدة، في حين دفعت بملف اللاجئين وإعادة الإعمار في سوريا أمام المبعوث الأمميّ الجديد “غير بيدرسون” خلال زيارته الأولى إلى موسكو.

وتميزت العلاقات بين تركيا وروسيا بشكل غير مسبوق خلال عام 2018، وتمثلت في عدد اللقاءات القياسية بين أردوغان وبوتين، والتي بلغت 25 لقاءً وفقاً لإحصاء وكالة الأناضول، مشيرةً إلى أن الرئيسين التقيا وجهاً لوجه 7 مرات، وأجريا 18 اتصالاً هاتفياً، تركزت فيها المباحثات حول الأزمة السورية، وتطوير العلاقات الثنائية ومخرجاتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى