ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

عواصم ـ راديو الكل

النظام صار جزءاً من الماضي، والهمّ الوحيد لبشّار الأسد هو البقاء في دمشق والإشراف منها على مرحلة أخرى قد لا تكون الأخيرة من عملية تفتيت سوريا كما يقول خير الله خير الله في صحيفة العرب. وفي الشرق الأوسط كتب عبد الرحمن الراشد مقالاً تحت عنوان “هل طهران ضرورة للأسد؟”. ومن جانبها تحدثت “لوفيغارو” عن انسحاب الأمريكيين من سوريا وتأثيره في السياسة الفرنسية إزاء سوريا.

وفي صحيفة العرب كتب خير الله خير الله تحت عنوان “المعادلة السورية الجديدة”.. يؤكد ما يجري في سوريا حالياً أن الحرب هناك ما زالت مستمرّة، بل دخلت مرحلةً جديدةً مختلفة. من يراهن على أن النظام استطاع إعادة تأهيل نفسه، إنما يراهن على وهم، فضلاً عن أنّه يثبت أنه لا علاقة له بما يدور على الأرض وما حصل منذ العام 2011.

وأضاف أن هناك تغييراً حصل في العمق أدّى إلى طرح سؤال في غاية البساطة لم يعد هناك مفرّ من طرحه. هذا السؤال هو هل يمكن إعادة تركيب سوريا، أي ما كان يسمّى الجمهورية العربية السورية، في ظلّ صيغة جديدة لا يزال البحث عنها جارياً؟

في جميع الأحوال، ما لم يتغيّر في سوريا هو وضع النظام. تبيّن أنّ النظام صار جزءاً من الماضي، وأنّ الهمّ الوحيد لبشّار الأسد هو البقاء في دمشق والإشراف منها على مرحلة أخرى قد لا تكون الأخيرة من عملية تفتيت سوريا.

ليس أمام النظام الذي لا يمتلك أيّ شرعية من أيّ نوع سوى لعب دور شاهد الزور في عملية القضاء على سوريا التي عرفناها والتي ذهبت ضحيّة حزب البعث وانقلاب الثامن من آذار 1963 والنظام الأقلّوي الذي أقامه حافظ الأسد، وهو نظام قائم أساساً على المحافظة على حال اللاحرب واللاسلم في المنطقة… فضلاً بالطبع عن ابتزاز العرب الآخرين عن طريق لعبة ممارسة الإرهاب وضبطه في الوقت ذاته.

كلّ ما يمكن قوله: إنّ الحرب السورية دخلت مرحلةً جديدةً مختلفةً كلّياً، ومفتوحةً على جميع الاحتمالات، بما في ذلك المواجهة الشاملة بين إسرائيل وإيران في حال إصرار الأخيرة على البقاء في سوريا بحثاً عن صفقة مع “الشيطان الأكبر”. المشكلة أن “الشيطان الأكبر” غير مهتمّ بصفقة مع روسيا في سوريا، لماذا يقبل صفقةً مع إيران هناك بعدما أوكل سوريا، أقلّه جنوبها، إلى إسرائيل؟

وفي الشرق الأوسط كتب عبد الرحمن الراشد تحت عنوان “هل طهران ضرورة للأسد؟”.. من المستبعد أن يغادر الإيرانيون سوريا برضاهم، بعد أن خسروا فيها من الدم والدولارات ما لا يستهان به، وجعلوها قطعةً رئيسةً في لعبة سياستهم الخارجية التي تقوم على مد نفوذهم إلى خارج الحدود.

وأضاف أن الوجود الإيراني يدفع الكثير من الدول العربية للاصطفاف مع إسرائيل؛ رغبةً في إخراج إيران من سوريا وحتى لبنان. وإيران أمام تحديات داخلية تشي بأنها مقبلة على تغييرات مهمة. علينا ألا نقلل من خطورة عمليات التمرد اليومية في داخل الجمهورية الإسلامية، التي أضعفتها، وستضطرّها إلى تقليص نفوذها الخارجي. وسيبقى على النظام أن يختار في النهاية إما مع إيران أو الخروج من فلكها؟

ومن جانبها نقلت صحيفة “لوفيغارو” عن مسؤول فرنسي قوله: إنّ “انتصار بشار الأسد والروس لن يعيد التوازن الجيو-استراتيجيّ والسلام بين المجتمعات. فالبلاد في حاجة إلى انتخابات ودستور جديد”. لكنّ هذا المصدر الفرنسي يقرّ قائلاً: “يجب ملاحظة حقيقة أن هناك أشياء لا يمكن لفرنسا القيام بها بعد الآن وأن تأثيرها قد تآكل. فمع انسحاب الأمريكيين من سوريا، ستصبح قدرتنا على السيطرة على تطور السياسة الداخلية السورية محدودةً جداً”. وأضافت أن الثقة في الحليف الأمريكي اهتزت بشكل خطير. والحقيقة أن سياسة الولايات المتحدة في سوريا وإيران على حد سواء غير متناسقة ومتناقضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى