مباحثات تركية أمريكية بشأن المنطقة الآمنة.. وتركيا تلوح بإقامتها وحدها

راديو الكل ـ تقرير

أكدت مصادر في الوفد المرافق للرئيس التركي في زيارته إلى موسكو أمس، أن موضوع إقامة المنطقة الآمنة شمالي سوريا شكّل العنصر الأساسيّ خلال لقاء القمة التركية الروسية، والتي أعلن الرئيس أردوغان في ختامها عدم وجود خلافات بين بلاده وروسيا بشأنها، في حين تؤكد تركيا استمرار مشاوراتها مع الولايات المتحدة بخصوص هذه المنطقة.

وبينما لم تعلن روسيا موقفاً واضحاً من المنطقة الآمنة واكتفى الرئيس بوتين بالإشارة إلى تفهم بلاده احتياجات تركيا الأمنية.. أوضح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم، أنه لا يوجد جدول زمني حتى اللحظة للشروع في إقامة المنطقة الآمنة، مؤكداً قدرة بلاده على إنشائها منفردة. وأشار إلى أن المبعوث الخاصّ إلى سوريا جيمس جيفري سيبحث مع المسؤولين في أنقرة هذا الموضوع.

وأكد الرئيس رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي في ختام القمة التي عقداها في موسكو أمس، أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا موقفها الإيجابي بشأن اتخاذ تدابير في المناطق التي تشكل تهديداً؛ وهي كما تعلمون كانت عبارةً عن منطقة تمتدّ إلى عمق 30-32 كم، ولا خلافات بهذا الشأن مع روسيا.

وكان أردوغان أكد قبيل توجهه إلى موسكو ضرورة أن تقام المنطقة الآمنة بالتشاور مع جميع الأطراف المؤثرة، بما فيها الدول الضامنة في مفاوضات أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، مع التشديد على رفضه مشاركة الوحدات الكردية المكوّن الرئيس لما يسمى بتحالف قوات سوريا الديمقراطية حليف الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم داعش، في هذه العملية.

ولم يعط بوتين موقفاً واضحاً بشأن المنطقة الآمنة إلا أنه أشار إلى تفهم بلاده احتياجات تركيا الأمنية، بينما تجنّب الكرملين قبل بدء المناقشات على المستوى الرئاسي تحديد موقف من الإعلان التركي حول نية إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو: إنه لا يوجد جدول زمني حتى اللحظة للشروع في إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا، مضيفاً أنه “لا يوجد شيء مؤكّد بعد”، مضيفاً أيضاً أن تركيا لا تستبعد أمريكا أو روسيا أو أيّ دولة أخرى إذا أرادوا التعاون في إقامة المنطقة الآمنة، مؤكداً قدرة بلاده على إنشاء منطقة آمنة وحدها.

وأضاف: “مازلنا نواصل المفاوضات مع الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن الممثل الأمريكيّ الخاصّ إلى سوريا، جيمس جيفري، سيصل إلى أنقرة، وسيلتقي مع سيدات أونال نائب وزير الخارجية، والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن.

وأوضح تشاووش أوغلو، أن أفضل حلّ لمنطقة شرق الفرات هو تطبيق النموذج ذاته المخطّط له في منطقة منبج أي اتفاق خريطة الطريق.

وأشار إلى أن بلاده مستعدة للقيام بأي لحظة بعملية مرتقبة في شرق الفرات، موضحاً: “لا تعليمات حتى اللحظة من الرئيس أردوغان، ولدينا القدرة على البدء بالعملية في أي لحظة”.

وتتواصل المفاوضات بين الولايات المتحدة وتركيا على مستوى رئيسي الأركان خلال المرحلة الحالية بخصوص إقامة المنطقة الآمنة التي اتّفق عليها الرئيسان أردوغان وترامب.

وتعهدت تركيا في وقت سابق بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة الآمنة كيلا تتحول إلى “مستنقع جديد” معاد لبلاده. وأكد الرئيس أردوغان استعداد تركيا للتعاون مع جميع الأطراف التي ستدعمها مادياً ولوجيستياً في إقامة المنطقة، محذراً: “وإلا فستقدم أنقرة على الخطوات اللازمة التي تتوافق مع استراتيجيتها”، خاصة أن تركيا أنهت “جزءاً كبيراً” من استعداداتها.

وقال المحلل السياسي التركي كورتولوش تاييز: إن البنتاغون ميّع قرار ترامب، إذ قدّمت الولايات المتحدة إلى تركيا “بروتوكول انسحاب” مكوّناً من 5 مواد، يضمن سلامة الوحدات الكردية، في حين ردّت تركيا ببروتوكول من 5 موادّ أيضاً، تخطط من خلاله لدخول سوريا إلى عمق 30 كم لتضييق نطاق التحرك أمام تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي، وقطع الماء والهواء عنه مع مرور الوقت.

وأضاف أن وزارة الدفاع الأمريكية تريد المنطقة الآمنة من أجل سلامة الوحدات الكردية وتمارس ضغوطاً كبيرة على ترامب في هذا الخصوص، لكن قبل أيام قال السيناتور ليندسي غراهام، خلال زيارته أنقرة: إن المنطقة الآمنة ستنشأ من أجل ضمان أمن تركيا، ليلمّح بذلك إلى تقدم ملموس حققته أنقرة ميدانيّاً.

وقال كورتولوش: إذا فرضت البنتاغون كلمتها وسخّرت المنطقة الآمنة لحماية وحدات حماية الشعب، عندها ستلجأ تركيا إلى سياسة “ليّ الذراع”. وإن اجتماع أردوغان مع بوتين مهم جدّاً في هذا السياق.

وأضاف أن زيارة غراهام إلى أنقرة على عجل الأسبوع الماضي وقبيل قمة أردوغان ـ بوتين جاءت لتقديم ضمانات لتركيا بعد تلويحها بحلّ عقدة المنطقة الآمنة بالتفاهم مع روسيا، مضيفاً أن الخيارات كثيرة أمام أنقرة، وموقفها في هذا المجال قويّ جداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى