الأزمة الإنسانية في مخيمين بإدلب تتفاقم بغياب المنظمات

راديو الكل – إدلب

تبلغ الأزمة المعيشية أشدها في مخيمات الشمال السوري، بعد توقف عمل عدة منظمات، ولاسيما في مخيمي الدانا جنوبي إدلب، وتجمع مخيمات خربة الجوز غربيها.

ويؤكد مدير مخيم الدانا بريف إدلب الجنوبي أبو خليل لراديو الكل، انتشار الأمراض في المخيم، بسبب اعتماد النازحين على حرق القمامة والمواد التي تصدر أدخنة ملوثة بدلاً من مواد التدفئة التقليدية، مردفاً أن المركز الصحي الوحيد في المخيم -الذي كان يقدم الأدوية والخدمات مجاناً- توقف دعمه، ما يضطرهم إلى دفع تكاليف الأدوية والطبابة.

ويشتكي أبو خليل من غياب دور المنظمات، قائلاً: “منذ أكثر من شهرين قدمت إلينا منظمة ميرسي سلة إغاثية واحدة، وباقي المنظمات نشاطاتها لا تتعدى أخذ الاستبيانات”، مشيراً إلى أن ردودها تتلخص بعدم وجود القدرة على تقديم المساعدات، وأن تعداد سكان المخيم كبير (900 عائلة موزعة على 3 مخيمات).

الوضع في تجمع مخيمات خربة الجوز -الذي يؤوي نحو 43 ألف نازح موزعين على 40 مخيماً- ليس بأفضل، إذ إنه يعاني بشكل كبير من غياب تصريف المياه ما يؤدي إلى غرق الخيام في الشتاء، بحسب حديث مدير مخيم الوفاء رشيد الدكر مع راديو الكل.

ويشير الدكر، إلى أن النهر الذي يمر من قربهم فاض في الأيام الماضية ما أدى إلى طوفان المخيم، إذ أصبحت الطرقات المؤدية إليه غير سالكة، ونقل ما يردده النازحون هناك قائلاً: “أسكني قبل أن تطعمني”.

ويبيّن أن استجابات المنظمات خجولة جداً، ولا تتعدى الاستجابة الطارئة، “حيث استبدلوا عدداً قليلاً من الخيام”، مضيفاً في حديثه: “طالبنا بالعوازل والشوادر منذ بدء الشتاء، وكانت الاستجابات خجولة، مع غياب شبه تام لدعم الألبسة الشتوية والأغطية”.

ويؤكد أن مادة الحليب غائبة منذ سنتين “إلا في الأيام القليلة الماضية قدموا القليل منها”، مبيّناً وجود أطفال أيتام، وعجزة، وذوي الاحتياجات الخاصة، ممن يعانون من بتر أطراف، “هم الفئة الأكثر عوزاً للمساعدات والأضعف اجتماعياً”.

وفي وقت سابق، حدد فريق “منسقو استجابة سوريا”، احتياجات أكثر من 787 ألف نازح في مخيمات الشمال السوري مع بدء فصل الشتاء، إذ تصدرت الحاجة إلى الوقود والعوازل والمدافئ ومشكلات تصريف المياه أولوية الاحتياجات في جميع المخيمات، تلتها الحاجة إلى تبديل الخيام والبطانيات.

وخلال شهر كانون الثاني الحالي، علّقت عدة منظمات إنسانية وإغاثية تابعة للحكومتين الألمانية والفرنسية دعمها في مناطق بالشمال السوري المحرر، وذلك في أعقاب توسع نفوذ هيئة تحرير الشام بالمنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى