الحرب تلقي بنتائجها.. ازدياد تعاطي المخدرات في جميع المناطق السورية

للاستماع..

راديو الكل ـ تقرير

خلّفت الحرب نحو مليون قتيل ومئات آلاف المعاقين ونحو نصف السكان بين نازح ولاجئ، في حين بدأت أولى نتائجها الكارثية تظهر ومن بينها انتشار تعاطي المخدّرات في جميع المناطق السورية بين الشباب ما يتسبب بخسائر مخيفة وطويلة الأمد.

أكدت مديرة مشفى ابن رشد للأمراض النفسية وعلاج الإدمان في دمشق الدكتورة أمل شكّو، ازدياد ظاهرة الإدمان على المخدرات بين الشباب والمراهقين من كلا الجنسين، وتدنّي سنيّ التعاطي.

وقالت الدكتورة شكو في تصريح لصحيفة الوطن التابعة للنظام: إن 6939 مريضاً راجعوا العيادات الخارجية خلال عام 2018، قبل منهم 456 مريضاً لتقويم وضعهم ومدى حاجتهم إلى العلاج الذي يقدمه المشفى بشكل مجاني.

وترتبط مسألة المخدرات بالواقع الاقتصادي الصعب والذي هو جزء من تداعيات الحرب كما تقول الباحثة كبرياء الساعور: 

وتضيف الساعور، أن الشباب هم ضحايا المخدّرات بشكل رئيس، وأن هناك سكوتاً وتواطؤاً من النظام على تجارة المخدرات:

وتؤكد الساعور، أن الحرب أدت إلى خلخلة منظومة القيم وغياب شبكات الأمان الاجتماعية، وأن المستقبلّ الآن غير واضح أمام الشباب:

ويعلن النظام بين الحين والآخر إلقاء القبض على مروّجين ومتعاطين للمخدرات، ويضع الباحث الاقتصادي فراس شعبو مثل هذا الإعلان في خانة سعي النظام لتلميع صورته:

وتختلف الروايات حول مصدر المخدّرات في سوريا، فبينما تتحدث بعض الأنباء عن أن الحشيش والحبوب المخدرة تصل إلى سوريا من مناطق حزب الله في البقاع اللبناني.. تحدث وزير داخلية النظام السابق محمد الشعار بأن سوريا هي بلد عبور للمخدرات ولا تنتج هذه المادة.

ويشير الباحث فراس شعبو، إلى أن ميلشيا حزب الله تعتمد بشكل كبير على الحشيش في عملياته بالتعاون مع النظام في البقاع والقصير:

وتتحدث أنباء غير مؤكّدة بأن زراعة الحشيش تتنشر في أرياف تل أبيض وعين العرب وبعض مناطق إدلب وأرياف دير الزور والحسكة والرقة، في حين تتهم ميلشيا حزب الله بتمويل نفقاتها الحربية إضافة إلى الدعم الإيراني من زراعة الحشيش خاصة في منطقة البقاع ومناطق انتشاره في سوريا.

وتجعل اقتصادات الحرب من أسواق المخدرات والسلاح ذات المردودية والرّبحية العاليتين ساحةً يتم التنازع فيها على اقتسام خطوط التهريب فضلاً عن مناطق النفوذ، ما ينعكس سلباً بشكل رئيس على الشرائح الاجتماعية الأكثر ضعفاً بشكل عام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى