ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

الأهداف البعيدة لحزمة العقوبات الجديدة على النظام هي تجويف النظام إلى حد الانهيار الذاتي، تمهيداً للقضاء عليه، من خلال تراجع شعبيته من جرّاء الأزمة الاقتصادية المشتعلة كما يقول عباس شريفة في عربي 21. وفي جيرون كتب إياد الجعفري مقالاً تحت عنوان “التنجيم والمستقبل والأسد العنيد”. ومن جانبها تحدثت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية عن بقاء القوات الأمريكية في قاعدة التنف.

وفي عربي 21 كتب عباس شريفة تحت عنوان “مؤشرات إقرار مجلس النواب الأمريكي لقانون قيصر”.. إن التشريع يلزم الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات على أفراد ومنظمات لهم تعامل مع النظام في مجالات من أبرزها قطاعا الطاقة و”إعادة الإعمار”.
ويضيف أن الأهداف البعيدة للخطة الأمريكية من إقرار هذه الحزمة من العقوبات على النظام هي تجويف النظام إلى حد الانهيار الذاتي، تمهيداً للقضاء عليه، من خلال تراجع شعبيته من جرّاء الأزمة الاقتصادية المشتعلة حتى قبل العقوبات.
وكذلك تهدف إلى إيصال الأسد منهكاً شعبياً ضمن حاضنته إلى انتخابات رئاسية تبعده عن المشهد السياسي نهائياً، وفرض تأليف حكومة جديدة بإشراك معارضين، تمهيداً لمرحلة مقبلة، وفرض خيارات سياسية على النظام، للابتعاد عن إيران، وتلبية الشروط الإسرائيلية جنوباً، وتفادي السيناريوهات السابقة.

وفي جيرون كتب إياد الجعفري تحت عنوان “التنجيم والمستقبل والأسد العنيد”.. في السنوات القليلة الفائتة، كان بشار الأسد عصياً على التنجيم، وعلى توقع المستقبل علمياً، على حد سواء. فالرجل الذي راهن كثيرون -في بداية الثورة- على مرونته جلب الخيبة للمتفائلين بمستقبل أفضل للبلاد. ومع احتدام الصراع، خيّب الأسد توقع الكثيرين بالخروج المفاجئ من المعادلات، بإرادته أو رغماً عنه. وفي السنوات الأخيرة، تحوّل الأسد إلى صفة لازمة لسوريا، إذ سيعاني السوريون إلى وقت أطول من الطبيعي، لاستيعاب اختفائه المفاجئ من المشهد، في حالة الوفاة الطبيعية، على غرار ما حدث مع كثير منهم، عام 2000، مع وفاة والده الذي حكم وعيهم الجمعي، قرابة ثلاثة عقود من الزمن، حتى كان التوريث لابنه أمراً مستساغاً لغالبيتهم.
لا يمكن لنا أبداً أن نتوقع مرونةً قد تنقص من موارد النفوذ والسيطرة التي يملكها في الوقت الراهن، إلا إذا كان ذلك نتاجاً لظروف خارجة عن إرادته. توقع المرونة، كبادرة شخصية منه، يمكن أن يقول به منجّمون، أما دارسو المستقبل بمنهجية علمية، فلا يمكن أن يتوقعوا المرونة، لأسباب ترتبط بالمصلحة العامة، بوصفها إحدى تطورات شخصية بشار الأسد في المستقبل. فذلك الاحتمال سقط بضربات قاضية عديدة، خلال السنوات السابقة، ولم يعد ضمن إطار المفكّر به، في أوساط صنّاع السياسة ودارسي مستقبلها. فـ بشار الأسد، تماماً كما وصفه كريستوفر هيل، الدبلوماسيّ الأمريكي المخضرم، يشبه “آل بوربون” الفرنسيين: “لم يتعلم شيئاً، ولم ينس شيئاً، خلال السنوات الثماني عشرة التي أمضاها في السلطة”.

ومن جانبها ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستسمح لرأس النظام وجيشه بفرض سيطرتهم على كامل سوريا عدا قاعدة التنف) الواقعة عند الحدود السورية مع الأردن والعراق لتقييد النفوذ الإيراني.
وأردفت “بلومبيرغ”، أنه “من غير الواضح كيف سيكون بإمكان الولايات المتحدة الحفاظ على بقاء بسيط، تقريباً لما لا يزيد على بضع مئات من القوات في التنف، مع إعادة فرض الأسد لسيطرته على بقية البلاد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى