بعد تعزيز وجودها عسكرياً واقتصادياً في سوريا.. روسيا تنشر مراكز لتعليم اللغة الروسية

راديو الكل – تقرير

خطت روسيا خطوات إضافية في نشر لغتها في سوريا، بعد اتساع حضورها العسكريّ والاقتصادي، وقررت فتح سلسلة مراكز متخصصة بتعليم هذه اللغة التي كانت أدرجت ضمن المناهج الدراسية الرسمية السورية، وأقرت إلى جانب اللغتين الإنجليزية والفرنسية بوصفها لغةً اختياريةً ثانية.

وبحسب وكالة تاس الرسمية، فإن وزارة التعليم الروسية قرّرت فتح تلك المراكز التعليمية، ضمن خططها لتوفير الفرق التعليمية والمناهج لتعليم اللغة الروسية، من دون أن تأتي الوزارة على ذكر الأساس التي استندت إليه في افتتاح المراكز، وفيما إذا كان في إطار اتفاقيات مع النظام أو قرار من جانب واحد. 

وقررت وزارة التعليم الروسية فتح سلسلة من المراكز لتعليم اللغة الروسية في سوريا، بالإضافة إلى إدراج اللغة الروسية في المناهج الدراسية بوزارة التربية، بحسب ما أوردته وكالة تاس الرسمية.

ونقلت الوكالة عن وزير التعليم الروسي، ستانيسلاف غابونينكو، قوله خلال اجتماع لجان تنسيق مشتركة بين روسيا والنظام: إن مشروع افتتاح المراكز التعليمية الروسية يأتي في إطار خطط وزارته لتوفير الفرق التعليمية والمناهج لتعليم اللغة الروسية للأعوام 2019-2025، إذ ستطرح مناقصة للهيئات والشركات الراغبة في إنشاء وتطوير سلسلة مراكز للتعليم المفتوح، ولتعليم اللغة الروسية في سوريا.

ويرى الكاتب والصحفي السوري أحمد مظهر سعدو، أنه محاولات لربط المجتمع السوري بالثقافة الروسية:

وقالت تاس: إنه بالتوازي مع افتتاح المراكز تجري عملية إدخال اللغة الروسية إلى المناهج المدرسية السورية بحيث تكون لغة ثانية اختيارية.

وكان لافتاً أن إعلان قرار افتتاح مراكز تعليمية روسية جاء على لسان وزير التعليم الروسي من دون الإشارة إلى النظام. ويرى الكاتب سعدو أن ذلك يأتي في إطار عدم احترام الروس للنظام، في وقت لم تعد فيه هناك سيادة للنظام في ظل المحتل الروسي والإيراني:

وأدخلت اللغة الروسية إلى المناهج التعليمية السورية إلى جانب اللغتين الإنجليزية والفرنسية بوصفها لغة اختيارية ثانية في مرحلة التعليم الأساسي، بينما افتتح مركز روسي في جامعة دمشق لتنسيق التعاون بين الجانبين الروسي والسوري في مجال تعليم اللغة الروسية للطلاب السوريين، كذلك استحدثت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق قسماً للغة الروسية وآدابها.

ويضاف الحضور التعليميّ الروسي المرافق للوجود العسكري والاقتصادي الآخذ في الاتساع، إلى حضور مماثل لإيران التي أنشأت فروعاً لجامعاتها في سوريا لتخريج طلاب وأساتذة جامعات إضافة إلى نشر التشيع في أماكن مختلفة ولا سيما في الأوساط الشعبية.

ولا يتوقع الكاتب سعدو مستقبلاً لفرض الثقافة الروسية أو حتى الإيرانية في سوريا، ويعلل ذلك بأن الشعب السوري يفتخر بلغته العربية التي هي لغة القرآن:

وعززت روسيا حضورها في الاقتصاد السوري من خلال اتفاقيات متعددة بعد تدخلها العسكري وإقامتها قواعد في حميميم وطرطوس لنحو 50 عاماً قادماً قابلاً للتمديد، بينما يندرج افتتاح مراكزها التعليمية ودخول لغتها المناهج الدراسية في ظل هذه الاتفاقيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى