هل تنجح واشنطن في إقناع حلفائها بإرسال قوات لإنشاء منطقة عازلة شمالي سوريا؟

راديو الكل ـ تقرير

تحاول واشنطن خلال مؤتمر ميونخ للأمن والتعاون الدولي إقناع حلفائها بإرسال قوات من أجل إنشاء منطقة عازلة شمالي سوريا، بينما تستعدّ لسحب قواتها، في حين ترفض روسيا وجود مثل هذه القوات وتصفها بأنها غير قانونية، كذلك ترفض تركيا المقترح الأمريكي وتقول: إنّ من غير “الملائم أو الكافي” لدول من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش أن تقوم بتأمين المنطقة الآمنة على امتداد حدود طولها 440 كيلومتراً إلى الشرق من نهر الفرات، في حين تؤكد ألمانيا أنّ انسحاب القوات الأمريكية من شأنه أن يعزّز نفوذ روسيا وإيران في سوريا.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان بحث في اجتماع مغلق مع نظراء من دول التحالف على هامش مؤتمر “ميونخ” للأمن والتعاون الدولي، معالجة متطلبات الفترة التي تلي انسحاب القوات الأمريكية.

وأضافت أن الاجتماع جاء في إطار الضغوط الأمريكية على الحلفاء للالتزام بالبقاء في سوريا بعد مغادرة القوات الأمريكية.

ورأى الباحث السياسي يمان دابقي، أن واشنطن تسعى إلى اشراك الأوروبيين في مهامّ في المنطقة لكن بشرط أن يكون ذلك تحت إدارتها:

ويضيف الباحث دابقي، أن طرح واشنطن إقامة منطقة عازلة لا يزال غير واضح، وهو رسالة سياسية للروس بألا ينفردوا بالملف السوري: 

وكان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي أعلن في وقت سابق، أن بلاده تخطط لإقامة قوة مراقبة شمال شرقيّ سوريا تحت مظلة التحالف الدولي، مشيراً إلى أنه بحث خلال زيارته أخيراً للعراق مع الجنرال “بول لاكاميرا”، قائد القوات الأمريكية التي تقاتل تنظيم داعش، مستوى الدعم، والإمكانات المطلوبة، ومكان نشر القوة.

ورأى الكاتب والصحفي التركي هشام جوناي، أن واشنطن تهدف من خلال طرح قضية منطقة عازلة إلى تأسيس فيدرالية كردية شمال شرقي سوريا:

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في مؤتمر ميونخ: إنّ من غير “الملائم أو الكافي” لدول من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، أن تقوم بتأمين المنطقة الآمنة على امتداد حدود طولها 440 كيلومتراً إلى الشرق من نهر الفرات.

ويرى الكاتب والصحفي هشام جوناي، أن الثقة تكاد تكون معدومةً بالغرب لكنّ الحوار مستمر بين الجانبين:

ويقول أكار: إن المنطقة الآمنة ليست لتركيا وحدها بل أيضاً من أجل العودة الآمنة للاجئين السوريين، وإنّ “القوات التركية فقط هي التي يجب أن تكون في هذه المنطقة”.

ويرى الكاتب جوناي، أن سياسية الغرب وخذلانهم لتركيا دفعتها إلى البحث عن حل قضايا تتعلق بأمنها:

ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سعي واشنطن لإنشاء منطقة عازلة شمالي سوريا، وقال: إن إشراك لاعبين “غير قانونيين” في تسوية الأزمة السورية، ضمن خطة واشنطن الجديدة، “غير مجد”، ولن يأتي إلا بـ “نتائج عكسية”.

وتوقع الكاتب هشام جوناي، أن تضغط روسيا وكذلك تركيا وإيران بما لديهم من وسائل بشأن منع مخطط واشنطن إقامة كيان كردي.

ويضيف جوناي أن تركيا هي الآن أقرب إلى روسيا منها إلى الولايات المتحدة بسبب مواقف الغرب ولا سيما الولايات المتحدة:

ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن الانسحاب الأمريكي هو تكتيكي، ولا تغيير في أهداف الولايات المتحدة وهي القضاء على داعش، وإنهاء وجود إيران، والانتقال السياسي في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى