واشنطن ترفض عودة النظام إلى شرق الفرات وتمنع التطبيع معه.. ومبعوثها يلتقي المعارضة

راديو الكل ـ تقرير

أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري أن واشنطن ترفض بشدة أن يسيطر النظام على شمال شرقي سوريا بعد الانسحاب الأمريكي، مشدداً على أن استراتيجية الولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا “لم تتغير”.

وقال جيفري خلال مشاركته في جلسة نقاشية حول سوريا في إطار “مؤتمر ميونخ للأمن” استراتيجية الولايات المتحدة تنطوي أولاً على الحفاظ على الأمن في تلك المنطقة، ما يعني أنها لا تؤيد على الإطلاق عودة النظام لأنه يعزز عدم الاستقرار كما حدث في مناطق أخرى.

وأوضح جيفري، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغت الحلفاء غير مرة، منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، أنّ الانسحاب من سوريا “لن يكون مفاجئاً أو سريعاً”، مشيراً إلى أن واشنطن حريصة على التشاور “بشكل وثيق” مع الحلفاء بشأن هذه الخطوة.

ومن جانبها نقلت رويترز عن مصادرَ دبلوماسية خليجية وغربية، أن الولاياتِ المتحدةَ الأمريكية وبتأييد من السعودية وقطر تمارِسُ ضغوطاً على دولٍ خليجية من بينها الإمارات للامتناع عن إعادة العلاقاتِ مع نظام الأسد، في ظل غياب عملية سياسية.

ونقلت رويترز عن ثلاثة مصادر سياسية خليجية ومسؤول أمريكي ودبلوماسي غربي كبير قولهم: إن مسؤولين أمريكيين وسعوديين تحدثوا مع ممثلين لدول الخليج الأخرى، وحثوهم على عدم إعادة العلاقات مع الأسد.

وبحسب الوكالة، فإن هؤلاء المسؤولين على وجه الخصوص يصرون على ألا تدعم تلك الدول عودة النظام إلى الجامعة العربية، وأن تظل السفارات مغلقة ليس فيها سوى صغار العاملين.

وقالت المصادر: إنَّ واشنطن وبتأييدٍ خليجي مثل السعودية وقطر، لاتريدُ أن يعودَ النظامُ من جديد إلى المجتمع الدولي لحين الاتفاقِ على عملية سياسيةٍ تضع بها الحربُ أوزارَها.

وقال مسؤول غربي رفيع: إنه من الصعب رفع العقوبات عن النظام في ظل غياب عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة.

وكانت الجامعة العربية قرَّرت في تَشرين الثاني 2011 تجميدَ مقعدِ سوريا، على خلفية لجوءِ نظامِ الأسد، إلى الخِيارِ العسكري لإخماد الاحتجاجاتِ الشعبية في البلاد.

 وفي 12 من تشرين الثاني 2011، قرّر وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة تعليق عضوية النظام في الجامعة العربية وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية عليه.

وقالت الوكالة: إن الموقف الأمريكي يشير إلى أن الأسد لا يزال أمامه شوط طويل قبل أن يلقى القبول حتى بعد أن استعادت قواته أغلب مناطق سوريا من خلال انتصارات على المعارضة وذلك بفضل مساعدة إيران وروسيا إلى حد كبير.

وأضافت أن غياب الدعم من واشنطن والرياض، القوة الرئيسة في المنطقة، لإنهاء عزلة النظام سيزيد من صعوبة حصوله على الاستثمارات اللازمة لإعادة الإعمار.

من جانب آخر التقى نائب مساعدِ وزيرِ الخارجية الأمريكي لشؤون بلادِ الشام “جويل ريبورن” رئيسُ الائتلاف الوطني السوري “عبد الرحمن مصطفى” الذي أكد أهميةَ محاسبةِ مرتكبي جرائمِ الحرب على اعتبارِ ذلك جزءاً أساسياً من العملية السياسيةِ المبنيةِ على القرارات الدولية وفي مقدمتها بيانُ جنيف والقرارُ 2254.

ودعا مصطفى واشنطن وحلفاءَها إلى فرض المزيدِ من الضغوط على النظام من أجل التقيدِ باتفاقِ إدلب لوقف إطلاقِ النار ومتابعةِ العمليةِ السياسية.

وقال: “ما نراه من جانب النظام أن هناك استمراراً بالهجمات الداميةِ في خان شيخون ومعرةِ النعمان.. من المهم أن يستمرَّ اتفاقُ خفضِ التصعيد. نأمُلُ من حلفائِنا أن يستمرَّ الضغطُ على النظام للحفاظ على الاتفاق وضمانِ تطبيقِه الكامل”، وأضاف: “نحن ضدَّ جميعِ المنظماتِ الإرهابية مهما كانت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى