ازدياد وفيات الأطفال بسبب البرد وانعدام الرعاية الطبية في مخيمات شرقي وشمالي سوريا

راديو الكل – تقرير

تتواصل معاناة النازحين السوريين في مخيمات شرقيّ وشماليّ سوريا، في ظل شحّ المساعدات التي تقدّمها المنظمات الإنسانية لمخيمات الهول في الحسكة والمخيمات المؤقتة التي أقيمت للنازحين، وأيضاً في ظل ممانعة روسيا إرسال مساعدات ولا سيما إلى مخيم الرقبان على الحدود السورية الأردنية، بينما تزداد حالات الوفيات ولا سيما بين الأطفال بسبب البرد ونقص الرعاية الطبية.

وحذرت الأمم المتحدة، من كارثة إنسانية في سوريا ولا سيما بالنسبة للنازحين في مخيمات الهول بريف الحسكة الجنوبي، إذ سجّلت منظمة الصحة العالمية وفاة 73 نازحاً نحو ثلثيهم من الأطفال حتى 23 من شباط الحالي، مشيرة إلى أن نحو 37 ألف شخص جلّهم من النساء والأطفال فرّوا إلى المخيم من شرقي دير الزور، حيث احتدام معارك إنهاء آخر جيب من جيوب داعش في منطقة الباغوز.

وبحسب ماجدة أمين من إدارة مخيم الهول، فإن عدد الذين يقيمون في مخيم الهول يبلغ أكثر من 52 ألف شخص من بينهم 11 ألف شخص هم لاجئون من العراق ونازحون سوريون، بينما بلغ عدد الذين وصلوا إلى المخيم، منذ بداية شهر كانون الأول الماضي، 41 ألف شخص تقريباً من بينهم 15 ألفاً من بلدات هجين والسوسة والشعفة والباغوز، وبقية مناطق ريف دير الزور الشرقي.

وتقيم قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- مخيمات مؤقتة على الطريق بين شرقيّ دير الزور ومخيم الهول لإيواء النازحين وسط ظروف إنسانية تنعدم فيها المتطلبات الرئيسة من غذاء ودواء، إذ سجّل أخيراً وفاة 4 أطفال في مخيم الصور بسبب البرد.

وحذّرت منظمة (أنقذوا الأطفال) الحقوقية من أنّ آلاف الأطفال المقيمين في مخيّمات للنازحين في شمال شرقيّ سوريا بعد إجلائهم من آخر جيب لا يزال تحت سيطرة تنظيم داعش يعانون من “أزمات نفسية” وكثير منهم يحتاجون إلى علاج طويل الأمد للتعافي.

وبحسب “أنقذوا الأطفال”، فإنّ الاضطرابات النفسية لدى الأطفال مرتبطة خصوصاً بالفظائع التي عايشوها في المناطق التي كان يحكمها تنظيم داعش وبالقصف الذي استهدف المنطقة إضافةً إلى ما عانوه من حرمان أثناء وجودهم في الجيب الأخير للتنظيم.

وبينما تحاصر روسيا والنظام مخيم الرقبان على الحدود السورية الأردنية بهدف حمل النازحين فيه والمقدّر عددهم بنحو 60 ألف شخص غالبيتهم من ريف حمص الشرقي.. تحذر اليونيسف من استمرار ازدياد حالات وفيات الأطفال في المخيم، بمعدّل ينذر بالخطر، مشيراً إلى وفاة طفل واحد في المخيم كلّ 5 أيام منذ بداية العام الحالي.

ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: إن ظروفاً صعبةً يواجهها النازحون السوريون في مخيم الرقبان. وتدعو جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين بشكل آمن ودائم، بما يتماشى مع التزاماتهما بموجب القانون الإنسانيّ الدولي.

وتدعو روسيا والنظام الذين يحاصران المخيم إلى رحيل القوات الأمريكية من مناطق وجودها قرب المخيم وإجلاء قاطني المخيم إلى مناطق في البلاد، ويقول مندوبها في الأمم المتحدة: إنه “يجب البدء بتنفيذ هذه الخطة فوراً، وعدم إضاعة الوقت من خلال التخطيط لإرسال قوافل مساعدات جديدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى