إسرائيل تتفق مع روسيا على تشكيل فريق عمل بمشاركة دول أخرى لإبعاد القوات الأجنبية من سوريا

راديو الكل ـ تقرير

اتفقت روسيا وإسرائيل على تشكيل فريق عمل بمشاركة عدد من الدول لدراسة مسألة إبعاد القوات الأجنبية من سوريا، بحسب ما أعلنه مصدر حكوميّ إسرائيليّ رفيع شارك في المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي أظهرت صور بثّها الإعلام الروسي استقبالاً حميمياً للوفد الإسرائيلي.

وتأتي زيارة نتانياهو إلى موسكو بعيد الزيارة التي قام بها رأس النظام بشار الأسد إلى طهران، والتي تحدثت أنباء بأنها تمت من دون إعلام روسيا بها، ولا سيما أنّ موسكو كانت سرّبت قبل أيام صورةً مذلةً لبشار الأسد خلال زيارة الرئيس بوتين إلى حميميم نهاية العام 2017، ما عدّ رسالة تأكيد بأنها هي من تحكم البلاد، وأنها تعتزم تغيير رأس النظام تماشياً مع تفاهمات دولية.

ولم يكشف المصدر الحكوميّ الإسرائيلي تفاصيل اتفاق إسرائيل مع روسيا حول تشكيل فريق عمل لدراسة إبعاد القوات الأجنبية من سوريا ولا عن الدول التي ستشارك في هذا الفريق، إلا أن المصدر أوضح أن إسرائيل ستواصل العمل، بحسب الضرورة، ضد سياسات إيران في سوريا، مع حفاظها على آلية منع الاشتباك مع روسيا.

ويرى المحلل السياسي سامر إلياس، أن نظرة روسيا وإسرائيل تختلفان للوجود الإيراني في سوريا، ولكنّ موسكو تشجع على إنهاء هذا الوجود:

رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث خلال لقائه مع بوتين عن الروابط بين البلدين ولا سيما مع وجود نحو مليون ونصف المليون يهودي من أصل روسيّ في إسرائيل، وباللغة ذاتها تحدث بوتين إلا أن نتانياهو ركز أكثر على أن إيران تشكل أكبر خطر إرهابي.

وقال المحلل السياسي سامر إلياس: إن العلاقات بين روسيا وإيران لا تصل إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية بين روسيا وإسرائيل:

وبحسب المحلل السياسي الإسرائيلي إيدي كوهين، فإن نتانياهو حمل إلى موسكو تقارير استخباراتيةً عن نشاطات إيران في كل من سوريا والعراق، وطلب من روسيا توسيع صلاحية عمل إسرائيل في سوريا، في وقت أثار عدم إبلاغ بشار الأسد روسيا بزيارته إلى طهران حفيظة موسكو ولا سيما بعد أنباء عن توتر بين روسيا وإيران من خلال وكلائهم في سوريا، وكذلك قيام روسيا بتسريب صورة مهينة لبشار الأسد في حميميم.

ورأى المحلل السياسي محمود عثمان، أن هناك ما يشبه الحرب الباردة بين روسيا وإيران، إذ صعّدت إيران من خلال هجوم النظام ضد تركيا ما عدّ إحراجاً لموسكو المتفاهمة مع أنقرة، ما جعل موسكو تردّ من خلال نشر صورة بشار الأسد في حميميم، في حين جاء الردّ الإيراني من خلال استدعاء بشار الأسد إلى طهران، ويضيف عثمان:

وأظهرت إيران حفاوةً في استقبالها بشار الأسد الذي حضر إلى جانبه قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في إيران، في حين لم يصطحب بشار مسؤولين آخرين بينما غاب علم النظام، وكذلك وزير الخارجية الإيراني؛ ما فسّر على أن تبعية بشار الأسد لإيران وليس لروسيا جنوح إيراني لتغليب الجانب الحربي على الدبلوماسي.

وقال المحلل السياسي محمود عثمان في هذا الإطار: إن زيارة بشار الأسد إلى طهران هي رسالة إلى روسيا بأنه في حال الترجيح فإنه سيختار طهران، مشيراً إلى أن مهندس استدعائه هو قاسم سليماني الذي يدخل في تجاذبات مع المستوى السياسي في بلاده:

ويبدو أن إسرائيل دخلت مرحلةً متقدمةً في علاقاتها مع روسيا بخصوص إيجاد آلية جديدة لتنسيق عملها في سوريا بحسب المحلل السياسي الإسرائيلي إيدي كوهين إلا أن فريق العمل المزمع تشكيله بين الجانبين وبمشاركة دول أخرى قد يوسّع الفجوة أكثر بين كلّ من روسيا وإيران.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى