أفق الحل السياسي بعد 8 سنوات على الثورة

راديو الكل – تقرير

لعلّ التغيير الأهمّ الذي طرأ على المشهد السوري وخاصة بالنسبة للعملية السياسية، هو تراجع مسار جنيف بعد الفشل المتلاحق لجولاته، في حين برز مسار أستانة بشكل أكثر فعاليةً بعد تركيز أوروبا والولايات المتحدة على محاربة الإرهاب وقضية اللاجئين مع ممانعة للحل السياسي الذي تسعى روسيا لفرضه وفقاً لمقاييسها والحاجة إلى توافق إقليميّ ودولي. وهذا ما تعذّر حتى الآن.

كان المعلم الأبرز في مسار العملية السياسية هو ظهور مسار سوتشي الذي رعته روسيا من خلال مؤتمر أسمته مؤتمر الحوار الوطني صدر منه بيان تضمّن تشكيل لجنة دستورية برعاية دولية؛ أي بات الإصلاح الدستوري بمنصة سوتشي – أستانة، مدخلاً لتطبيق القرار الدولي ألفين ومئتين وأربعة وخمسين، في حين لم يتم التوصل إلى تشكيل لجنة دستورية بعد أكثر من عام على مؤتمر سوتشي.

حاولت روسيا والنظام وإيران استثمارها سياسياً، من خلال فرض شروط في المفاوضات، فتعثّر مسار جنيف وفشل مسار أستانة في التوصل إلى تشكيل لجنة دستورية بسبب مطالبة روسيا بأن تكون نسبة التمثيل بين المعارضة والنظام على أساس نسبة سيطرة كلّ منهما على الأرض، بينما أنهى المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا عمله وترك منصبه.

وتسعى روسيا كذلك إلى الضغط لإعادة النظام إلى الجامعة العربية وإعادة اللاجئين السوريين من دول الجوار وإقناع دول أوروبية بالإسهام في الإعمار لمساعدة عودة السوريين.

وبينما سجّل الأمريكيون منتصف العام الماضي عودةً إلى مسار العملية السياسية مع تعيين جيمس جيفري مبعوثاً خاصاً إلى سوريا وربط وجودهم العسكري في سوريا بإنهاء داعش وإجبار إيران على مغادرة سوريا وإنجاز الحلّ السياسي.. شكّل إعلانهم الانسحاب فقدانهم لورقة ضغط، سرعان ما عادوا وخلطوا الأوراق من جديد بإعلان إبقاء قسم من قواتهم.

أما الدول الأوروبية، فقد سلّمت ببقاء بشار الأسد في المدى المنظور، بينما ربطت إسهامها في إعمار سوريا بالوصول إلى انتقال سياسي أو حلّ سياسي وتركز جلّ اهتمامها بعدم تدفق لاجئين إليها.

وما جعل أزمة السوريين تزداد هو الخذلان العربي الذي تجلّى بهرولة بعض الدول نحو إعادة تأهيل النظام بحجة سحبه من إيران واستعادته إلى الحضن العربي، وكذلك شعورهم بانتصار النظام وسيطرته على البلاد، ومن ثمّ رغبتهم بالحصول على مغانم من إعادة الإعمار في سوريا.

وبينما تخضع إدلب لاتفاق سوتشي الذي فرض منطقةً منزوعة السلاح ووقفاً لإطلاق النار، فإنّ تركيا أكدت وضعها المميّز في شمالي سوريا كونها بلداً جاراً لسوريا، على النقيض من إيران وروسيا، ما جعل منها طرفاً أساسياً في المعادلة السورية ولا سيما احتضانها لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ على أراضيها ولقيادات المعارضة، وكذلك إشرافها على مناطق في شمالي البلاد مثل عفرين وجرابلس وغيرها.

يبقى المحور الرئيس الذي تلتقي عليه القوى الإقليمية والدولية بالنسبة للمسار السياسي هو اللجنة الدستورية بوصفها مدخلاً للحل في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي ألفين ومئتين وأربعة وخمسين إلا أنه مع تعزيز روسيا دورها في الساحة السورية سعت إلى ترجمة تقدمها العسكري ميدانياً مع قوات النظام وإيران وميلشياتها حلاً سياسياً وفق منظورها، وإلى تحويل الثورة ومطالب السوريين بتغيير النظام إلى مجرد خلاف حول اللجنة الدستورية مظهرةً أن السوريين خرجوا في ثورتهم ليس اعتراضاً على النظام وسطوته الأمنية وسياسته القمعية، بل لتغيير بعض موادّ الدستور.

وبالحديث أكثر عن التطورات السياسية أجرى راديو الكل مقابلات مع:

المعارض السوري جورج صبرا.

الكاتب والصحفي محمد بيطار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى