اللاجئون السوريون.. الأسباب والتداعيات

راديو الكل – تقرير

أدت الحرب التي شنّها النظام ضد السوريين إلى فرار الملايين من الموت إلى دول الجوار وغيرها بدوافع وأوجه متعددة، إلا أن أبرزها عدم رغبة نسبة كبيرة بأي شكل من الأشكال البقاء في سوريا في ظلّ حكم نظام بشار الأسد إضافةً إلى اللجوء الإنساني هرباً من المعارك، والاقتصادي بسبب الظروف المعيشية، وهناك من هربوا تجنباً للانخراط في القتال.

وتقدّر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين حول العالم بنحو خمسة ملايين وستّمئة ألف لاجئ، معظمهم في دول الجوار، في حين تقول أرقام أخرى: إن عددهم تجاوز سبعة ملايين معظمهم في لبنان والأردن وتركيا، إذ يعيش مئات الآلاف منهم في مخيمات ولا سيما في لبنان والأردن في ظل ظروف إنسانية قاسية مع تقلص أو تلاشي دعم المنظمات الإنسانية لهم، ومحاولات لحملهم على العودة، بينما تدفع روسيا بهذا الاتجاه للإيحاء بعودة الاستقرار إلى البلاد، ومن ثمّ الحصول على مساعدات غربية لإعادة الإعمار.

ملايين السوريين في معظم البلدان التي لجؤوا إليها يجدون أنفسهم الآن أمام سؤال وهو هل هناك إمكانية للعودة ومتى؟ إلا أن عامل السلامة والأمن يبقى الأساس في الإجابة عن مثل هذا السؤال، لكنه ليس الوحيد، إذ إنّ العديد من الأشخاص، تعتمد الإجابة أيضاً على المخاوف المتعلقة بالسكن والقضايا القانونية كالوثائق المفقودة وسندات الملكية وتوافر سبل العيش والحصول على الرعاية الصحية والمدارس.

وتجتمع الظروف على اللاجئين السوريين ولا سيما في الأردن ولبنان، إذ يبحث الجانبان عن مصالحهما الاقتصادية والخوف من الاختلال الديمغرافي، أو لدوافع سياسية بسبب الارتباط بمواقف النظام وروسيا كما هو حال مؤسسات أو ميلشيات لبنانية، في حين يبحث النظام عن نصر كاذب.

وبينما تضغط روسيا بشكل واضح باتجاه إعادة اللاجئين إلى بلادهم، وتعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة على فتح ممرات آمنة لدول الجوار من دون وجود حماية دولية للاجئين، يبدو المجتمع الدولي بين قسم يبحث عن مصالحه ويفاوض عليها وقسم آخر غير مبال.

وفيما يتعلق بالأردن فإنه يستضيف نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجّلين لدى الأمم المتحدة، في حين تقدر عمّان عدد الذين لجؤوا إلى البلاد بنحو مليون وخمسمئة ألف منذ اندلاع النزاع السوري في 2011.

وأعلن وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، أنّ “عودة عشرات الآلاف من النازحين السوريين إلى جنوبي سوريا أولوية قصوى للمملكة”، وذلك بعد أسبوعين من تصريح له قال فيه: إن بلاده “لن تستقبل مزيداً من اللاجئين السوريين”.

وتحدثت مصادر في المخيمات السورية في الأردن عن توقف بعض الخدمات عن اللاجئين من قبل منظمات الأمم المتحدة، مثل “يونيسيف”، “لا يقع ضمن العودة الطوعية للاجئين، إذ يجب أن تستمر هذه الخدمات. فالعودة الطوعية تعني أن يعود اللاجئ باختياره من دون ضغوط، إلى الأماكن التي يختارها في بلده”.

وعدم الإعادة القسرية هو أحد الجوانب الرئيسة لقانون اللاجئين، والذي يهتم بحماية اللاجئين من إعادتهم إلى الأماكن التي تهدّد حياتهم أو حرياتهم. والسؤال المطروح هنا، هل يواجه اللاجئون السوريون في الأردن احتمال العودة القسرية؟

في لبنان يعيش نحو مليون ونصف المليون بحسب الحكومة اللبنانية، بينما تقول الأمم المتحدة: إنهم أقلّ من مليون، معظمهم في المدن اللبنانية الرئيسة وفي مخيمات على الحدود بين البلدين. وفي ظل عدم توافر المساعدات الإنسانية يعاني اللاجئون ولا سيما في المخيمات أوضاعاً إنسانيةً صعبة. في حين يتقاطع الساسة اللبنانيون عند ضرورة عودتهم إلى سوريا. رغم تحذيرات أطلقها وزير لبنانيّ سابق من أن عدداً من الذين عادوا اختفوا عند الحدود وقتل عدد منهم تحت التعذيب في سجون النظام.

وتبدو أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا أفضل حالاً مما هو عليه بالنسبة للاجئين في لبنان والأردن. فتركيا تستضيف القسم الأكبر من اللاجئين، وتقدّر السلطات العدد بنحو ثلاثة ملايين وخمسمئة ألف شخص، يقيم معظمهم بصفة لجوء مؤقت ويحمل بطاقة الحماية المؤقتة (كملك)، بحسب آخر الإحصائيات الرسمية التركية.

ويشير معهد واشنطن للأبحاث، إلى أن تركيا قامت بعمل جيد في استقبال نحو ثلاثة ملايين وستّمئة ألف سوري وتلبية احتياجاتهم الأساسية، إلّا أنّ جهود دمجهم مع السكان المحليين جاءت متأخرة.

 ويضيف أنه من عام 2011  إلى عام 2016، حافظت أنقرة على سياسة الباب المفتوح من خلال قبول اللاجئين السوريين المشمولين بنظام “الحماية المؤقتة” بشكل قانوني.

وأغلقت تركيا مخيمات للاجئين في أراضيها، محاولةً لتوفير النفقات من جهة وتقليل عدد المخيمات ومراكز الإيواء عبر إرسال قاطني المخيمات إلى عدة مدن تركيّة من جهة أخرى.

ووفق صحيفة جمهورييت التركية، فإن السوريين الذين غادروا المخيمات التركية نالوا مساعدات نقديةً من إدارة المخيمات لتمكينهم من الاستقرار المبدئي في الولايات التركية.

ونقل آلاف اللاجئين ممن فضّلوا عدم الانتقال للمدن إلى مخيمات أخرى، بينما قبل معظم اللاجئين المساعدات النقدية التي تعينهم على توفير استقرار مبدئي في الولايات التركية.

وللحديث أكثر عن اللاجئين السوريين أجرى راديو الكل مقابلات مع:

رئيس الرابطة السورية لحقوق اللاجئين مضر الأسعد:

الصحفي أحمد القصير:

الناشط الإعلامي سامر المسالمة:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى